فجّر القيادي الإخواني عصام تليمة حزمة من الحقائق والشهادات المسكوت عنها منذ سنوات ، كان عنوانها الأبرز " مغالطات محمود حسين" ، في إشارة منه لما قام به أمين الجماعة من وضع عراقيل نسفت بكل محاولات الإصلاح ورأب الصدع داخل الجماعة. وأضاف علي حسابه الخاص علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أنني : كتبت ذلك ليعلم الإخوان في كل مكان حقيقة الأمور، التي سكتنا عنها طوال هذه المدة، وليقوم الجميع بواجبه لإنقاذ تاريخهم ع، يوشك أن تقضي عليه مجموعة متحكمة بغير حق، وتقوم بتعطيل الطاقات، وإبعاد الكفاءات، ما يضاعف معاناة إخواننا في السجون ، بحسب قوله. وتساءل تليمة : لا أدري هل ما يقوم به الدكتور محمود حسين - أمين عام جماعة الإخوان الأسبق - من تصريحات كلما هدأت النزاعات بين الإخوان، هل يقوم بها عن عمد، أم يُجر لها جرًا؟ وأوضح أن كلام "حسين" الأخير حول الخلافات داخل جماعة الإخوان به مغالطات كبيرة، لا يسع مثلي السكوت عليها، لأني كنت طرفا في كثير منها، وشاهدا على أحداثها، وسامح الله العلماء الذين أخبرتهم وقتها أن علينا أن نعلن بما حدث، فهؤلاء الذين عرقلوا جهدنا، وعلى رأسهم محمود حسين نفسه وبعض ممن معه، سيصمتون الآن، ثم في لحظة ما سيقولون ما يريدون على غير الحقيقة. وتابع تليمة في كشف الحقائق : أجدني مضطرا لذكر هذه التفاصيل ليعلم القاصي والداني من كان يرجو رأب الصدع، ولم شمل الجماعة، ومن أراد ويريد تفرقها إلا أن تجتمع عليه وحده ومن معه، ضاربا بكل مصالحها عرض الحائط، رافعا شعار: "أنا ولتخرب الجماعة". وأكد في شهادته : أنه منذ سنتين تقريبا، فكر مجموعة من الإخوان، أن يكون لنا دور في إنهاء الخلاف بين الطرفين، واجتمعنا من أكثر من بلد، وجلسنا ووضعنا الخطة العملية لذلك. وأوضح أن ذلك كان بعد رفض جبهة محمود حسين مبادرة " القرضاوي و الريسوني وخالد مشعل" ، لافتا إلي أنهم رفضوا قبلها مبادرة تحالف دعم الشرعية التي قام عطية عدلان، والمهندس محمود فتحي، رئيسا حزب الإصلاح" ، والشيخ "سالم الشيخي" ، ومحاولات أخرى كثيرة لم يعلن عنها، كل هذا رفضه محمود حسين وفريقه. مبادرة مني : اجتمع عدد من قيادات الإخوان لساعات طويلة أكثر من يوم، ووضعنا تصورا ممتازا، تضمن حلا عمليا للأزمة ، وتعهدت بمبادرة "مني" بأني سأتوقف عن أي رد على أي نقاش في الإخوان، أو كتابة نقدية عن الإخوان، أو مداخلات إعلامية، ويشهد الجميع بالتزامي وقتها. كما سعى القيادي الإخواني جمال عبد الستار بما تم الاتفاق عليه ، نحو لم الشمل وحل الأزمة، وقابل دكتورعدد من الوساطة التي وصفت ب"أهل العلم" للجماعة ، في ماليزيا، ودار بينهما حوار طويل، وبعد ساعات قليلة من لقائهما فوجئ بأن كل تفاصيل اللقاء والموضوع وصل لمحمود حسين، مضيفا أنه لم يكن " عبد الستا" والقيادي الإخواني الذي قابله أحد، كانا وحدهما في غرفة واحدة ، حيث فوجئنا بتحرك مضاد من التنظيم من مجموعة محمود حسين، فتوقف العمل والجهد. وتابع تليمة في روايته : بعدها بشهور قليلة فوجئنا بأن جبهة محمود حسين قد شكلت هيئة سميت هيئة علماء الإخوان استبعد من عضويتها كل من له رأي مستقل، أو موقف من طريقة إدارة الجماعة وجمعوا بقية المشايخ والتقوا أكثر من مرة وكانوا يأتون إسطنبول دون سلام لنا أو لقاء معنا، رغم أننا نتصل بأفرادهم ونسأل عنهم في أي مكان نحل به وهم فيه. لقاءات اسطنبول: بدوره أوضح تليمة في شهادته أن مجموعة محمود حسين في اسطنبول دعت بقية المعارضين ، أو الذين يصنفون على أنهم معارضة، حيث طلب الطرف الأخير مشورتي، كما طلبوا مشورة غيري، فقلت لهم: أنا أعرف حيل التنظيميين وحيل مشايخ التنظيم، نصيحتي لكم بالحضور، لأن رفض الحضور سيصوّر على أنه رفض لفكرة المصالحة وسيقال للصف الإخواني: دعوناهم وتابع قائلا: وافق الطرف المصنف علي أنها- معارضة- على الحضور مع من قدموا من الخارج، وكان العدد ما يقارب ال (18) أربعة أو خمسة ممن يصنفون على المعارضة لمجموعة محمود حسين، يعني أي تصويت المفترض أنه ضدنا، لكننا لم نأخذ الأمر بهذه الحساسية، وتناقش الحضور بوعي وتجرد وقلوب مفتوحة. وأوضح أننا طالبنا بشروط أهمها: ألا يكون اللقاء تحت إشراف رابطة الإخوان المسلمين، لأننا لا نعترف بهم لانتهاء ولايتهم منذ عام 2014م، ونراهم سببا في خلافات الجماعة، بل استخدموا كل قنوات الجماعة التنظيمية لتوظيفه لصالح طرف ضد طرف. وأكد لهم أيضا أننا لن ندخل اللقاء بأجندة مسبقة، بل لا أجندات أصلا، الأجندة الوحيدة المقبولة، هي: "توحد الجماعة". وأشار إلي أن روح اللقاء كانت إيجابية جدا، وتم التصويت على المشروع الذي طرحناه، فنال موافقة الغالبية العظمى من الحضور، فأصبح الأمر شورى ملزمة، واستقر الأمر على ترشيح أربعة علماء من قيادات الإخوان يتواصلون مع الطرفين لإنهاء الخلاف، لكننا فوجئنا بانسحاب أحدهم ويعتذر عن المهمة، لإيمانه بأنه لا يوجد خلاف وأن القيادة واحدة، ومن اختلف معها فقد خرج عنها. وأكد أننا اتصلنا بمحمود حسين عبر أحد الوسطاء المقرر تكليفهم لحل الأزمة ، فكان رد " حسين متعاليا للأسف وبفوقية ، وأن اللجنة قد تجاوزت صلاحيتها، وليس مسموحا لها بالتدخل في مثل هذه القضايا وحسبها أن تبحث ما تكلف به فقط. وأوضح أن حسين أخبر الوسيط - منير جمعة - أنه : لا توجد خلافات داخل الجماعة أصلا، فقال له: نزيل الشحناء التي في النفوس، فقال محمود حسين: لا توجد شحناء بين الإخوان، ورفض استقبال لجنة العلماء. كشف حقيقة أمين الجماعة: كان رأي كثير من قيادات الإخوان أن ننشر تفاصيل ذلك، ونوضح للناس، ولعموم الإخوان دور محمود حسين في تفتيت الصف الإخواني، ووأد أي محاولة للم الشمل والإصرار على عرقلة مسيرة جماعة عظيمة في أن تقوم بدورها لاستخلاص المعذبين والمعتقلين والمحكومين بالإعدام، وإصراره على عدم الحل، سواء كان يمثل برأيه نفسه، أم يمثل فصيله. ولكن رأى بعض الإخوة العلماء عدم نشر ذلك لتأثيره السلبي على الصف وعلى المعتقلين وأهاليهم. كما فوجئنا في يناير 2017م باجتماع جبهة حسين بدوننا، وبحضور من يرضى عنهم مسؤولو رابطة الإخوان، ولما بلغني خبر اجتماعهم، اتصلت بهم، وقلت لهم بوضوح: أي اجتماع، أو تناقش فيما يخص موضوع نقاشنا في إسطنبول، أو نزول بريد لعموم الإخوان دون عرضه علينا، فسوف أخرج للإعلام وأحكي كل ما حدث مع ذكر أسماء من شاركوا بالتفصيل، فاضطرهم هذا الكلام مني، لتأخير الإجراء، وربما التغاضي عنه هذه الفترة، ولكنهم عقدوه سرا بعد ذلك أكثر من مرة، إحداها في ماليزيا في يناير 2018م. إشاعة الإعفاء من التنظيم: أكد تليمة في شهادته أن جبهة محمود حسين أشاعت أن من خالفوهم قد فصلوا، أو حسب عبارتهم الكاذبة وقتها: أن هؤلاء قد قاموا بإعفاء أنفسهم من التنظيم، وهو كلام كذب. وأضاف قائلا: للأسف خرج منهم في شهر رمضان، وكان البعض ينشره في معتكفات العشر الأواخر في المساجد، لم يجدوا ما يتقربون به لله، إلا الكذب على إخوانهم، وزادوا على ذلك أننا نريد تحويل الجماعة لحزب سياسي كما فعلت النهضة في تونس. كما قاموا بنشر "بريد كاذب" لصفوف الإخوان في مصر، وكان فيه تحذير شديد منا وكأننا خرجنا عن الدين، وكل هذا في رمضان الذي يعتبر الفقهاء الكاذب فيه صومه قد حبط أجره، ويرى آخرون أن أجره وصومه قد بطل وعليه الإعادة، متمسكين في ذلك بقول الزور، والعمل به. كما طالب تليمة أمين الجماعة بإخراج طلب الإعفاء الذي قدمنا، وهل هناك إعفاء بدون طلب من صاحبه، وهل يبعد إنسان من الجماعة بدون تحقيق؟ كما حدث مع وجوه كبيرة وكفاءات ممتازة في الجماعة تم تجميدها ثم إبعادها؟ وأكد أن هناك الكثير والكثير الذي يعرّض هؤلاء للمساءلة والمحاسبة الذين يخرجون للإعلام بصفات باطلة؛ إذ انتهت ولاية هذه القيادات منذ عام 2014، ودخلت مدة أخرى بحلول عام 2018م وهم مصرون على البقاء في مناصبهم دون انتخابات، وهذا يخلع عنهم صفة الشرعية ولا يوجب لهم سمعا ولا طاعة، لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية التنظيمية. يذكر أن محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين قد صرح مؤخرا في موقع عربي 21 وعلى قناة الجزيرة مباشر، بأنه لا يوجد خلاف داخل الجماعة، وأن من خالف ليس من الإخوان، وما هي إلا مجموعات قليلة هنا وهناك ، قامت بالسعي لإنهاء الخلاف، وأنها قامت من نفسها دون تكليف من الجماعة.