حرب تكسير العظام تخيم على الجماعة أمين التنظيم الدولي يحذر من "دعوات التمرد" داخل الجماعة، وقيادي بارز يقول إن "جبهة عزت" تختطف الإخوان
نار تحت الرماد.. هكذا تبدو الأجواء في المستويات التنظيمية العليا داخل جماعة الإخوان المسلمين، على إثر تصاعد حرب تكسير العظام بين طرفي الأزمة، وسعي كل منهما على تأكيد شرعيته في إدارة التنظيم وقيادته. فبينما أشار الأمين العام للتنظيم الدولي، إبراهيم منير، أن هناك دعوات قال إنها "تجافي المؤسسية، وتدعو إلى التمرد"، رد القيادي بالتنظيم الدولي، أشرف عبدالغفار بأن "الجماعة مختطفة من قبل مجموعة من الأفراد، في إشارة إلى الحرس القديم". قبل أسبوعين، طرحت "اللجنة الإدارية العليا للإخوان"،(كانت معنية بإدارة شؤون الجماعة، ولها خلافات حالية مع جبهة القائم بأعمال المرشد محمود عزت)، ما أسمته "خارطة طريق لإنهاء الخلاف"، تضمنت عدة نقاط تتمحور حول "إجراء انتخابات شاملة لهيئاتها، ورجوع طرفي الأزمة خطوة للوراء".
الحرس القديم يحذر وفي بيان مذيل ب"نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير"، حذرت جبهة القائم بأعمال المرشد العام محمود عزت، مما أسمته "دعوات التمرد داخل الجماعة"، على "القيادة الشرعية"، وعدم الالتزام بقرارات مجلس الشورى العام (أعلى هيئة داخل الإخوان). وقال منير في بيانه، الصادر أمس الجمعة، إن "دعوة الإخوان المسلمون كانت دائمًا على قلب رجل واحد، وتتميز بالفهم الراشد، وستظل عصية على الانشقاق في أحلك الظروف والأزمات، وستواصل طريقها بخطى ثابتة في سبيل تحقيق أهدافها". وأشار منير إلى وجود دعوات قال إنها "تجافي المؤسسية، وتدعو الإخوان إلى التمرد على قيادتهم الشرعية، وعدم الالتزام بقرارات (لم يحددها) مجلس شوراهم (أعلى هيئة شورية)". وشدد أمين التنظيم الدولي للجماعة على أن "دعوات التمرد داخل الجماعة"، "سيطويها التاريخ كما طوى غيرها من قبل". قائلًا "لن يفيد من يتربص بالدعوة في هذه الأجواء العصيبة التي يمر بها الوطن والأمة، ويتم فيها تغييب الكثير من القيادات والأفراد وراء القضبان". وجدد منير عهد الجماعة بشأن "عدم التفريط في دماء الشهداء وحقوق المصابين والمعتقلين، وبأنها لن تتنازل عن شرعية مرسي، وكل المكتسبات الشرعية والثورية للشعب".
تجريد من الشرعية وكان بيان نشره محمد منتصر، الطرف الثاني للأزمة، قبل أيام، أكد فيه "لا يوجد لإخوان المسلمين المصريين بالخارج مكتبًا بالعاصمة البريطانية لندن، (في إشارة إلى جبهة عزت) وعليه فإن أي قرار يصدر عن هذا المكتب لا يعبر عن الجماعة ومنهجها وتوجهاتها". وأدرجت الحكومة، في ديسمبر 2013، جماعة الإخوان المسلمين، "جماعة إرهابية"، بعد أشهر من الإطاحة بمحمد مرسي، في 3 يوليو من العام ذاته، فيما ترفض الإخوان اتهامات بارتكاب العنف.
الجماعة مختطفة بدوره، رد القيادي أشرف عبدالغفار، على قرارات جبهة عزت، بقوله، "نحن مدركين منذ زمن أن جماعتنا مخطوفة من قبل مجموعة من الأفراد لا نعرف نياتهم فيما يفعلون ولكن أعمالهم لن تؤدي إلا إلى شق صف الجماعة، حاولنا ومازلنا نحرص على تعديل المسار المعوج الذي يسير فيه الخاطفون والذي لن ينقذ الثورة، بل أصبحت لدينا شبهات أنه يقتل الثورة". وقبل أيام، أصدر إبراهيم منير، قرارًا بتجميد عضوية 8 قيادات إخوانية بارزة، من بينهم "أشرف عبد الغفار، وعلي بطيخ وأحمد عبد الرحمن، وعمرو دراج، ويحيى حامد، ورضا فهمي"، بدعوى توقيعهم على وثيقة "على بصيرة"، بينما رفضت جبهة المتحدث محمد منتصر، "التجميد"، واعتبرته "صادر من جهة غير معترف بها لقادة بالإخوان بالخارج (لم تسمهم)".
وثيقة على بصيرة ومضمون وثيقة "على بصيرة"، التي صدرت خلال الأيام الماضية عن قيادات بالجماعة": "لم شمل الجماعة، وإجراء انتخابات داخلية، ووقف الإقالات التي يقوم بها محمود عزت". ورأى أشرف عبدالغفار، (المقيم في لندن) في تصريحات خاصة ل"المصريون" أنها "وثيقة على بصيرة جيدة و يقصد بها لم الشمل"، لكنه استدرك "لا أظنها ستسفر عن تغير في موقف التاريخيين (جبهة عزت)؛ لأنهم أخذوا موقفًا انبطاحيًا وإقصائيًا لأي طرف لا يعبر عنهم، وفي الأصل هم لا يعبرون عن جموع الثوار ولا حتى جموع الإخوان". وأضاف "جبهة عزت لا رؤية ولا خطة ولا إستراتيجية لها رغم مرور العام الثالث على (الانقلاب)"، موضحًا: "كل ما نسعى إليه تصحيح المسار في إطار لحمة الجماعة ولكننا فوجئنا يوم 17 مايو الجاري، يتصل بي وبقية الإخوة (قيادات إخوانية جرى تجميدها) شخص يقول عندي أمانة من إبراهيم منير وكانت الساعة 11 مساء وإذا بنا نجدها قرار تجميد مفاجئ بلا أسباب بلا تحقيق بلا أي شيء". وتابع عبدالغفار "صحيح أننا سمعنا منهم أننا يجب أن نزعن لكل أعمالهم غير المؤسسية ولا مشروعة، ويقولون قرارات التجميد والفصل في الدرج، شغل حكومات دكتاتورية ودول عميقة، وليس أسلوب جماعة ولا إخوان مسلمين". وأكد القيادي الإخواني "نحن لا نعتد بهذه القرارات التي لم تبني على أسباب، ولا نتيجة تحقيق وصدرت من غير ذي صفه ومستمرون في عملنا وفي إصلاح مسار جماعتنا سويًا مع قيادة واحدة تسعى إلى العمل المؤسسي للجماعة ولتمكينها من السير قدمًا في طريق مشروعها الإسلامي الوطني بثقة في الله". وموجهًا حديثه لجبهة القائم بأعمال المرشد "لن نترك لكم جماعتنا ولا أمتنا ولا وطننا ولا دماء الشهداء لتضيعوهم ولن نسمح لأحد ببيع القضية و المتاجرة بالمعتقلين أرضاء لأعداء الأمة". وتشهد جماعة الإخوان المسلمين، حاليًا، خلافات داخلية، وصلت ذروتها ديسمبر الماضي، عقب إعلان مكتب الإخوان المسلمين في لندن، إقالة المتحدث الشاب محمد منتصر (اسم حركي مقيم داخل مصر)، من مهمته كمتحدث إعلامي باسم الجماعة، وتعيين طلعت فهمي (55 عامًا) متحدثًا جديدًا بدلًا منه.