تقول الحكاية أن جنكيز خان القائد المغولي حين اجتاح الدولة الخوارزمية(1219م) أعمل في المدن والقرى قتلا وذبحا وإبادة حتى مل وزهق من القتل والذبح فسنحت في رأسه فكره أنه حين يدخل مدينة أو قرية لا يقوم جنوده بالقتل والذبح وإنما تتكفل كل قرية بقتل نفسها بنفسها فكان يدخل القرية ويطلب من سادتها وكبراءها ذبح أبناء قريتهم فيسارع هؤلاء السادة بذبح أهل قريتهم بأيديهم مع التفنن في قسوة وبشاعة القتل حتى يحظوا بإعجاب جنكيز خان ولكنهم ما يكادوا ينتهوا من عملهم المخزي البشع حتى يأمر جنوده بالإجهاز على هؤلاء السادة الذين اختصروا له مهمة القتل الشاقة بقتل ذويهم بأيديهم..وهذا يا إخوتي ما حدث ويحدث في/ ومع فلسطين عبر تاريخ الوجع والأنين..القتل بالإنابة والتصفية بالوكالة .. من اليوم الذي قرر فيه الراحل ياسر عرفات الذهاب إلى مدريد وأوسلو ثم ترأسه للسلطة الوطنية(تبخر الآمال الثورية على مذبح المصلحة الشخصية)من هذا اليوم وعبر كل تلك السنوات وحتى اغتياله هو شخصيا تم قتل وتصفية العشرات من القادة الكبار في فتح وحماس بتعاون تام مع شخصيات فلسطينية وعربية من نوعيات السادة والكبار الذين كانوا يقتلون ذويهم لحساب جنكيز خان..من خليل الوزير وصلاح خلف وأبو الهول(أهم شخصيات فتح التي كانت تستطيع الوقوف في وجه تنازلات عرفات المريبة)مرورا طبعا بعماد عقل والشقاقى وعياش وصلاح شحادة وجمال عبد الرازق والشيخ ياسين والرنتيسى وحتى المهندس التونسي الشهير الزوارى صاحب فكرة تطوير طائرة بدون طيار..كل هؤلاء يا إخوتي تم قتلهم عبر طريق الخيانة والخسة من أبناء وطنهم..ما معنى هذا الكلام الآن وهو جزء من ماضي مضى وانقضى؟؟ الموضوع يا إخوتي أنه تجرى الآن على قدم وساق كارثة تاريخية كبرى إسمها (تصفية القضية الفلسطينية) والانتهاء تماما من شيء اسمه الصراع العربي الفلسطيني في الشرق الأوسط..إسرائيل مدعومة بدعم أمريكي وتواطؤ عربي تدرك تماما أن هذا هو الوقت المناسب تماما لتحقيق ما اسماه ترامب وزوج ابنته( بصفقة القرن). وهو ما جعل اللواء سامح نبيل مسئول الملف الفلسطيني في المخابرات العامة لأن يصرح في وجه الجميع في غزة والضفة بجملة من ثلاث كلمات:(المصالحة أو تصفية القضية)..صدور هذه الجملة من هذا الرجل تحديدا وفى هذا التوقيت تحديدا تنذر بخطر حقيقي..والمعروف والمشهود به لرجال المخابرات العامة المعنيين بالملف الفلسطيني وعيهم الكبير والأمين بكل تفصيلات القضية الفلسطينية وكذلك بحجم المؤتمرات التي تحاك في السر والعلن حولها(هم أول من اكتشف دحلان)..والمعروف والمشهود به أيضا أن هناك كما ذكرت أولا حركة غير عادية لهندسات إقليمية لن تكون في صالح العرب ولا مستقبل العرب .الوضع الداخلي فلسطينيا وإسرائيليا والحالة الإقليمية العربية والتحولات الدولية هي الأنسب الآن للتخلص والى الأبد من شيء اسمه فلسطين والقضية الفلسطينية.. مثلث الصراع الذي يتمحور حول ( القدس/يهودية الدولة/اللاجئين/الدولتين) سيتم تفكيكه تفكيكا فكيكا. القدس صنعوا لها زفة كذوبة بنقل السفارة الأمريكية إليها والاعتراف بها عاصمة أبدية لدولة إسرائيل..الدولة اليهودية كما جاءت في التوراة وكما تراها المسيحية الصهيونية وكما ذكر نتنياهو قبل ذهابه إلى أمريكا الثلاثاء الماضي 6 مارس(من النيل إلي الفرات حدودك يا إسرائيل) أما اللاجئين فيكون بتجميد المخصصات المالية المقدمة لوكالة اللاجئين(الاونروا) بهدف تقليص وتفكيك وجودها من أي مدلول سياسي..فوجود الأونروا يعنى وجود لاجئين وأيضا إنهاء كل ما يتصل بالموضوع من قرارات دولية كالقرار رقم 194 الذي يطالب بعودة اللاجئين ..يتوازى ذلك مع التخلص من(المخيمات) في سوريا ولبنان و إعادة توطينهم واستيعابهم إقليميا. سيتم تهديد السلطة الفلسطينية بحجب الأموال عنها وهم بالطبع يعلمون عشق السلطة للأموال فسنوات النضال الطويل يجب إنهاءها بمكافئات سخيات مع تهديدات وضغوطات لكل من تسول له نفسه الوقوف ندا ضد الخطوات الأمريكية..التهديد يا إخوتي وصل للمنظمة الدولية الأولى(الأممالمتحدة). خطة نتنياهو/ ترامب لا علاقة لها بحل الدولتين كما جاء في مدريد وكما غنت كل القصائد والأشعار سيكون هناك فقط شيء اسمه الضفة الغربية وشيء أخر اسمه غزة. إنذار الصديق كما جاء على لسان اللواء سامح نبيل إذا وجد أٌذن واعية وأيدي مخلصة ولم يصر الرئيس عباس على استلام صواريخ حماس(!!!!)ويتسلم الأمن النظامي فقط وترك موضوع سلاح حماس لحماس أوالى أي ضمانات برعاية مصرية وإنهاء الخلاف حول مسألة المجلس الوطني المقرر عقده في ابريل.. فإن المصالحة ستتم وينتهي الانقسام..ما يعنى تعبئة(صفقة القرن)في كرتونة ووضعها في مخازن الشرق الأوسط العتيقة مع غيرها من المحاولات والمبادرات..سيكون هاما أن نعرف أن هناك ما يقرب من أربعة عشر مبادرة ومشروع تتعلق بفلسطين واللاجئين كلها تلتف حول جوهر الموضوع وقلبه الصلب وهو الاحتلال والتحرير. الضفة ستصبح تحت الوصاية الأمنية الأردنية التي تتعهد بحفظ امن إسرائيل والأمن الداخلي فيها تتولاه الشرطة الفلسطينية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية(المناضلون إياهم يا إخوتي)وتتكون(كونفدرالية) بين المملكة الأردنية الهاشمية والسلطة الوطنية الفلسطينية وتعترف إسرائيل بدولة فلسطينية جزء من( كونفدرالية)كما وتتعهد باعتراف دولي لهذه الكونفدرالية وكذلك اعترافا من مجلس الأمن ولكن بدون عاصمة !! لأن القدس يا إخوتي ستكون عاصمة إسرائيل الأبدية مع فتح مطار(قلنديا) الواقع على طريق القدس- رام الله وإجراء توسيع له ليناسب حركة الطيران الحديثة يدار المطار بأيدي أوروبية..ولكن يتم الإعلان عن أن الذي يديروه فلسطينيون(!!) ويتم إنشاء منطقة(تجارة حرة )في مدينة أريحا مع معبر تجاري إلي إسرائيل كما ويتم إنشاء محطة كهرباء متطورة وتعمل بالوقود النووي لتغذية كل أنحاء الضفة الغربية بالكهرباء. أما غزة فتكون تحت الوصاية الأمنية المصرية كما كانت قبل 1967 وتتعهد مصر بحفظ حدود غزة مع إسرائيل وتتولى السلطة الوطنية الفلسطينية الأمن الداخلي وتقوم بإنشاء الأجهزة الأمنية التي تراها مناسبة لحفظ الأمن والاستقرار ودمج الأجهزة الأمنية التي أنشأتها(حماس)في الشرطة الوطنية الفلسطينية.. آه حماس .. !! ماذا سنفعل فى حماس ؟؟ ستبقى في غزة وتصبح (حزبا سياسيا) فقط !!..وحل جناحها العسكري الذي ستقوم السلطة الفلسطينية باستيعابه وإلحاقه بأجهزتها الأمنية وتتعهد مصر بإعادة (تأهيل)الأجهزة الأمنية التي كانت تتبع السلطة وكذلك التي كانت تتبع حماس وبما يناسب التاريخ الجديد وأفكار التاريخ الجديد ورجال التاريخ الجديد الذي يصنع الآن أيها السادة.. ستسمح إسرائيل ببناء ميناء على شاطئ البحر الأبيض ويكون تحت حراسة أمنية إسرائيلية وجود قوات دولية يختارها مجلس الأمن وتكون مهمتها حفظ السلام بين إسرائيل وبين قطاع غزة ويجدد لتلك القوات كل سنتين.. ستوافق إسرائيل على إنشاء مطار في غزة بدلا من المطار القديم الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية سنة2014 على أن يدار بقوات دولية سرا بينما يعلن عن إدارته لموظفين فلسطينيين..سيتم إنشاء منطقة تجارة حرة جنوبغزة مع إنشاء معبر تجاري بين غزة ومصر أيضا ستقيم إسرائيل محطة كهرباء في الأراضي المصرية بالطاقة الشمسية لتزويد قطاع غزة بالكهرباء هذا هو اتفاق( نتنياهو /ترمب ) طبعا القدس الشريف خارج التسوية كما قال مرارا وتكرارا ترمب فهي عاصمة إسرائيل الأبدية..اللاجئون يعودون..ليس إلي ديارهم..وإنما إلي الضفة وغزة فقط وهكذا يا إخوتي يتم (تصفية القضية)ولا يوجد نزاع في الشرق الأوسط حول شيء اسمه فلسطين.. وتقوم الدول العربية بالاعتراف بإسرائيل وتنشي سفارات لها ويتم التبادل التجاري بين إسرائيل وجميع الدول العربية. لكن هذا من المحال حدوثه..ليس فقط لأنه ضد حركة التاريخ..وليس لفقط لأنه ضد طبيعة الأشياء ولكنه أيضا وهذا هو الأهم..ضد إرادة 1.6 مليار مسلم .. فلسطين قضية عربية /إسلامية / إنسانية...وسط كل هذه الأفكار القلقة وكل هذه الأسئلة الشائكة..لن يحدث أبدا ولن يكون للحضارة الغربية أن تحكى قصة واحدة عن فلسطين كأنها القصة الوحيدة..فللتاريخ قصة أخرى.