لقبوها ب"مملكة إنتاج العطور فى مصر"، كونها تنتج نصف إنتاج الجمهورية سنويا من العطور، وتصدره إلى الدول الأوروبية، خاصة أمريكاوفرنسا، المشهورة بالعطور على مستوى العالم. تبعد قرية شبرا بلولة إحدى قرى محافظة الغربية، عن مركز قطور التابعة له بنحو 20 كيلومترا مربعا، يربطها به طريق ضيق لا تتعدى سعته ال 4 أمتار، حيث لا ينام أهلها 6 أشهر متواصلة هى مدة حصاد زهرة الياسمين. "المصريون" انتقلت إلى القرية، لمعرفة مراحل صناعة العطور، بداية من وجود الزهور بالأرض وحتى تشكل المنتج النهائي، وهو إما عجينة الياسمين، المطلوبة فى فرنساوأمريكا خصوصا، أو الزيوت المستخلصة من الزهور التى تستخدم فى صناعة العطور. يقول أشرف الشبراوى، صاحب أحد مصانع إنتاج العطور، إن القرية تشتهر بزراعة أزهار الياسمين والبنفسج والنارنج واليوسفى والريحان، التى تستخرج منها الزيوت العطرية الناتجة ويتم تصديرها للدور الأوروبية وعلى رأسها فرنسا والمشهورة بالعطور، وبها مصنعان من إجمالى 4 مصانع لإنتاج العطور فى مصر والأول فى بنها، والثانى فى مدينة السادات، والثالث والرابع فى قرية شبرا بلولة. وأضاف أن الموسم يبدأ من شهر يونيو وحتى 30 ديسمبر، والبداية تكون عند جمع الزهرة من الحقل، وإدخالها على أوانٍ نحاسية ووضع عليها غاز الهيكسان والذى يعمل على فصل الزهرة عن الزيت بمساعدة مادة البخار، ومنها يتم تحويله لجهازين آخرين يعملان على استخلاص الزيت الناتج من الزهرة وفصله تماما عن الهيكسان، وفى النهاية يتم استخلاص العطور والزيوت، ثم تأتى مرحلة المعمل الكيميائى والتى يتم فيها تحليل المنتج للتأكد من جودته. وأعرب الشبراوى عن أسفه بسبب تجاهل الدولة لتلك الصناعة، وعدم تسليط الضوء عليها، رغم أنها مصدر كبير من مصادر الدخل وتعتبر مصر فى مقدمة الدول التى تصدر العطور، إلى جانب عدم وجود اتفاق وترابط بين أصحاب المصانع. وأوضح منصور الشريف، صاحب مزرعة، أن موسم جنى الياسمين يبدأ مع بداية الصيف، ويستمر نحو 6 أشهر، حيث تتم زراعة الأرض من جديد خلال فترة الشتاء، مضيفا أن زراعة الياسمين لا تكلف المزارع، حيث يقوم "بتقليم" شجرة الياسمين الكبيرة، وأخذ فروعها وزراعتها داخل أكياس بلاستيكية، وحين تنبت نبتة خضراء يتم وضعها فى الأرض، لتطرح شجرة ياسمين جديدة خلال الصيف، وتتم مضاعفة أعداد الأشجار بتلك الطريقة، ويحتاج كل فدان إلى 1000 شجرة، تنتج كل شجرة خلال الموسم من 100 إلى 120 كيلو ياسمين، ويستخرج الفدان 5 أطنان خلال الموسم الواحد. وأشار إلى أنه يتم قطف الياسمين من الشجر مع بداية الصيف، ويقوم الفلاح بالقطف طول فترة الليل، لأنه لا يستطيع قطفه فى النهار، فالزهور تتفتح فى الليل وتتسبب أشعة الشمس فى ذبولها، وتضييع رائحتها، ثم تسليمه للمصنع الذى تم الاتفاق معه، ويتم تحديد الأجر آخر كل موسم. ويعمل بمهنة قطف زهور الياسمين الآلاف من أهالى القرية، من عمال ومدرسين وطلبة وربات بيوت، ولأن العمل فى مزارع الياسمين يكون فى الليل، فإن أغلب العاملين فى المزارع، يمتهنون مهنا ووظائف أخرى، يتوجهون لها صباحًا، بالإضافة إلى الطلبة الذين لا يؤثر قطف الياسمين على دراستهم. وأكد سلامة القطورى، أحد الفلاحين، أن جمع الياسمين مهنة ليست بالسهولة التى يتوقعها الناس، وفيها عدد من المخاطر، أولها أن العمل يكون فى الليل، فيضطرون إلى الاستعانة بأضواء الكشافات، بالإضافة إلى المعاناة وسط الأراضى فى البرد، ووجود حشرات قارصة داخل الأراضى التى يقضون فيها أكثر من 8 ساعات يوميًا، مشيرًا إلى أن زوجته وابنه يساعدوه فى العمل.