مني الحزب الوطني الحاكم ، وفقا للنتائج شبه النهائية للمرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية ، بهزيمة مدوية في المحافظات الثماني التي شملتها هذه المرحلة والتي تعد من المعاقل التقليدية للحزب ، حيث فقد الحزب 96 مقعدا من إجمالي 164 مقعدا جرى التنافس عليها ، أي أنه خسر 59 % من مقاعد هذه المرحلة ، فيما حققت جماعة الإخوان المسلمين النجاح الأبرز في تاريخها ، ونجحت في الفوز ب 34 مقعدا من إجمالي 51 مقعدا تنافس عليها مرشحو الجماعة ، بنسبة نجاح تتجاوز 65 % ، وبنسبة إجمالية من مقاعد المرحلة الأولى تصل إلى 21%. وحصل مرشحو جماعة الإخوان المسلمين في جولة الإعادة التي جرت أمس الثلاثاء على 30 مقعدا من أصل 42 مقعدا نافست عليها الجماعة في جولة الإعادة ، فيما نجح أربعة من أعضاء الجماعة في حجز مقاعدهم البرلمانية من الجولة الأولى . وبهذه النتائج ، التي تعد إنجازا غير مسبوق ، تكرس الجماعة وجودها على الساحة السياسية باعتبارها قوة المعارضة الأولى في مصر . وخاض الإخوان الانتخابات تحت شعار وحيد هو "الإسلام هو الحل" وقدموا أنفسهم من خلاله للناخبين باعتبارهم بديلا "نظيفا وأخلاقيا" للنظام الحالي المتهم بالفساد. وحصلت المعارضة على ثمانية مقاعد ، من بينها مقعدان لحزب الوفد الليبرالي واثنان لحزب التجمع اليساري ومقعد واحد لحزب الكرامة (ناصري- تحت التأسيس) ومقعد لحركة التحول الديموقراطي التي يترأسها رئيس الوزراء السابق عزيز صدقي ، ومقعد لجبهة المنشقين بحزب الغد ومقعد لناصري مستقل . وقد أسفرت نتيجة الإعادة عن فوز الحزب الوطني ب 42 مقعداً ليرفع رصيده من المرحلة الأولي إلي 68 ، أي حوالي 41 % من إجمالي مقاعد هذه المرحلة ، بينما حصل المستقلون على 55 مقعدا ليصل رصيدهم إلي 56 مقعدا . وكان من ابرز مفاجآت جولة الإعادة سقوط القيادي في الحزب الوطني حسام بدراوي وهو عضو بلجنة السياسات ومن اقرب المقربين إلى جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني ، وذلك أمام منافسه هشام مصطفى خليل ، وهذه الدائرة كانت تعتبر رمزا للصراعات الخلفية بين الحرس القديم والحرس الجديد في الحزب الوطني ، وقد نجح الحرس القديم بإسقاطه حسام بدراوي في توجيه ضربة مؤلمة للغاية للجنة السياسات ورجال جمال مبارك. وإضافة إلى بدراوي ، أسفرت جولة الإعادة أيضا عن سقوط عدد كبير من قيادات الحزب الوطني والأعضاء القدامى من بينهم : فايدة كامل في الخليفة وطلعت القواس في عابدين وثريا لبنة في مدينة نصر وممدوح ثابت مكي في المنيل وأحمد شيحة في الدرب الأحمر وحشمت فهمي في حدائق القبة وعلي رضوان في الساحل ومصطفي عامر في المنيا . وفي المقابل ، شهدت هذه الجولة فوز فاز كل من الدكتور سيد مشعل في حلوان ومصطفي السلاب في مدينة نصر حيث تردد أن إعلان نجاحه تم بموجب صفقة أو اتفاق مقاسمة بين الوطني وجماعة الإخوان بعد أن كانت الدكتورة مكارم الديري متفوقة عليه بأكثر من ألف صوت عند انتهاء الفرز ، وكذل نجح د. حمدي السيد في النزهة وبدر القاضي في بولاق أبو العلا ، وكانت النتائج المعلنة حتى فجر أمس تفيد بسقوط بدر القاضي المقرب من شخصية أمنية كبيرة إلا أن المفاجأة أتت في الصباح تعلن فوزه ، وتأكد نجاح محمد جويلي ورضا وهدان في شبرا ومحمد سيد أحمد وإيهاب العمدة في الشرابية والزاوية وسيد رستم في الساحل ومصطفي بكري في التبين ورجب حميدة في عابدين ومحمد عبد العزيز شعبان في حدائق القبة والمندوه الحسيني في بولاق الدكرور والشقيقان طلعت وأنور السادات في تلا بالمنوفية . من ناحية أخرى ، ألمحت مصادر سياسية إلى وجود عدد من المرشحين المقربين من جماعة الإخوان المسلمين بين المرشحين المستقلين الذين نجحوا بالفوز بمقاعد في هذه المرحلة ، وأن هؤلاء سيكونون مفاجأة الجماعة في الفترة المقبلة ، مشيرة إلى أن عدد مرشحي الجماعة الفائزين في هذه المرحلة قد يصل إلى 39 مرشحا . لكن قياديين في الجماعة استطلعت المصريون رأيهم رفضوا نفي أو تأكيد هذه التكهنات . وتعليقا على النتائج التي حققتها جماعة الإخوان ، قال القيادي البارز في الجماعة الدكتور عصام العريان "كنا نستحق ستة مقاعد إضافية ولكنها سرقت منا بسبب التزوير من بينها مقعد مكارم الديري" وهي السيدة الوحيدة التي كانت على قائمة مرشحي الإخوان . وأجبرت الحكومة الجماعة على الدخول في مفاوضات للقبول بهزيمة الديري وإعلان فوز منافسها على مرشح الحزب الوطني مصطفى السلاب ، مهددة بإلغاء النتيجة بشكل كامل ، حيث إن فوز الجماعة بمقعدي دائرة مدينة نصر ، دائرة الرئيس مبارك ومقر رئاسة الجمهورية ، كان سيسبب حرجا بالغا للحكومة ، لكن الحكومة والحزب الوطني تعرضا لحرج لا يقلل فادحة في محافظة المنوفية ، مسقط رأس الرئيس وعدد كبير من قيادات الحكومة والحزب ، حيث نجح مرشحو الإخوان في الفوز بثمانية من مقاعد المحافظة . وحقق الإخوان نجاحا كبيرا في محافظة المنيا؛ حيث فاز كل مرشحي الإخوان الستة، كما فاز 3 من 5 مرشحين ببني سويف، وفي المنوفية 8 نواب من 11 مرشحًا، وفي محافظة القاهرة فاز 9 من إجمالي 14 مرشحًا، وفي محافظة الجيزة فاز 4 من إجمالي 12 مرشحًا . وكانت جولة الإعادة التي جرت أمس قد شهدت مواجهات عنيفة قد دارت بين الإخوان وأنصار الوطني حيث كانت أعنف المواجهات في دوائر محافظة بني سويف التي جرح فيها 15 شخصا على الأقل. واتهم شهود عيان وأنصار الإخوان ببني سويف مؤيدي الحزب الحاكم بترهيب الناخبين لدرجة الاعتداء عليهم بالضرب لمنعهم من التصويت. وفي دائرة مدينة نصر احتشد الآلاف من أعضاء الإخوان المسلمين أمام لجنة الفرز بمقر الجامعة العمالية بمدينة نصر حيث أغلقوا الشوارع وهتفوا ضد ما اعتبروه أنه تزوير الانتخابات ضد مرشحتهم الديري لصالح مصطفى السلاب وقالوا إن الأصل تقدم الديري بفارق 1500 عن السلاب قبل أن ينصرفوا بعد جهود من عضو مكتب الإرشاد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح . كما شهدت دائرة إمبابة قيام أنصار المرشح المستقل عبد المنعم عمارة بإحراق مقر الحزب الوطني اعتراضا على النتيجة التي أعلنت لصالح مرشح الوطني. وتبدأ المرحلة الثانية في 20 نوفمبر الجاري وتجري جولة الإعادة لها بعد ستة أيام ثم تجرى الجولة الثالثة في الأول من ديسمبر وتجري جولة الإعادة لها في السابع من الشهر نفسه.