وقعت بعض القنوات الفضائية فى أزمة كبيرة بعد خلو خرائطها البرامجية من المساحات الكبيرة التى كانت مخصصة لمرشحى الرئاسة بعد انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات، وعادت البرامج إلى طبيعتها ووقتها المعتاد بعد أن كانت تلك البرامج لا تنتهى من التحليل والتعليق إلا عند الفجر، فالبرنامج المخصص له ساعة يستغرق خمس ساعات وقت الانتخابات فعاد الآن إلى ساعة واحدة فقط، فأصبحت الخريطة البرامجية خاوية من طوال أربع ساعات فلجأت تلك القنوات إلى شراء عدد كبير من الأغانى والكليبات الوطنية علاوة على الأفلام التسجيلية عن تاريخ الأحزاب أو عن الرؤساء السابقين لمصر وهكذا حتى تستطيع تغطية هذا الوقت لحين عودة البرامج إلى طبيعتها، والسبب فى ذلك يعود إلى الاحتمالات المفتوحة ومنها أن الانتخابات ربما يتم إعادتها مرة أخرى، والبعض راهن على إلغائها تمامًا وتوقع انقلاب عسكرى وبذلك يطلب الوقت المخصص لتغطية الأحداث كما هو، إلا أن عودة الهدوء النسبى للبلاد كان مفاجأة للقنوات التى لم تستعد لعملية البسطرة التى حدثت عندما خرجت البلاد من السخونة الشديدة إلى البرودة وهدوء الأعصاب إلى حد ما، ولأول مرة منذ بداية الانتخابات الرئاسية نجد رؤساء القنوات غير متواجدين فى قنواتهم ربما لحصولهم على راحة من شدة الأعصاب فى الفترة الماضية. (المصريون) قامت بجولة فى عدد من القنوات فوجدت الهدوء يخيم عليها على غير العادة، وكانت قناة النهار من أبرز تلك المحطات ولم نجد سمير يوسف رئيس القناة والعضو المنتدب متواجدًا بها، ونفس الحال فى قناة cbc محمد هانى لم يكن متواجدًا، كما عاد الهدوء إلى قناة الحياة بعد أن كانت عبارة عن خلية من النحل الفترة الماضية، وتلاحظ غياب محمد عبد المتعال رئيس القناة أيضًا، وكأن الجميع حصل على إجازة غير معلنة. أما توفيق عكاشة فلم يأت للقناة إلا قبل بداية البرنامج بربع ساعة فقط بعد أن كان يأتى فى تمام الثامنة مساءً أى قبل البرنامج بأكثر من ساعتين ويكون فى انتظاره عدد كبير من المواطنين الذين يستمد منهم معلوماته التى يفاجئ بها المشاهدين، وبعضهم يأتى بمستندات يستخدمها عكاشة فى الهجوم على خصومه ولاسيما جماعة الإخوان المسلمين، وعندما ذهبنا إلى قناة الفراعين وجدنا الصمت يخيم على المكان الأكثر سخونة فى الفترة الماضية بين القنوات، وأكدت المصادر أن عكاشة يأتى متأخرًا وفى سرية تامة.