لن يفوز مرشح الفلول أحمد شفيق إلا ب"التزوير" وهو لم يحدث وإما ب"التلاعب" فى النتائج.. وهو ما يُجرى الترتيب له باستخدام "الأدوات" ، التى انتقلت من الخدمة فى "بيت مبارك" إلى العمل فى خدمة أصحاب "الياقات المِيري". شفيق هو سليل نظام "التزوير".. و"التلاعب" ولا يستطيع أن ينتصر فى أى مواجهة إلا بمساندة "دولة التعذيب" و"أجهزة التزوير".. هذه مسألة قاطعة.. وهى من ثوابت العقل والواقع والتاريخ والتجارِب والمنطق. ولذا كان توصيف "نيويورك تايمز" ل"شفيق" بأنه "مشروع حرب أهلية" كان توصيفًا دقيقًا؛ لأن فوزه لن يكون إلا باحتقار إرادة الشعب، وتزويرها وبالتلاعب بها، وفى بيئة سياسية ثورية، لن تقبل ب"رئيس دوللي" مستنسَخ من مبارك الذى طرده المصريون من قصور الرئاسة. فرْض شفيق ب"السلاح الميري".. وتحت مظلة "تأمين قضائية".. لن يواجَه ب"كظم الغيظ" أو ب"السمع والطاعة" لإعلام الفلول ، الذى يطالب بالقبول بما وصفه "نتيجة الصندوق" ، أيًّا كان اسم المرشح الفائز.. وإنما سيواجَه بالميادين وبثورة ثانية حقيقية، لن يفتر حماسها ولن يخفت وهجها، إلا بعد "تطهير" كل المؤسسات التى شاركت فى استنساخ "دوللى مبارك"، ومحاولة فرْضه على الشعب ، و"بيادات العسكري" فوق رقبته. شفيق لن يأتي ب"الصندوق".. هذه أكاذيب رجال دولة "مبارك القبيحة".. لن يأتى إلا ب"التلاعب".. وكان على "العسكري" أن يدرك بأن الوعى المصرى العام شديد الحساسية بهذه القناعة، وهو يدرك فى ذات الوقت بأن هذا الوعى لا يكذب ولا يتوقع ولا يتكهن.. وإنما على "يقين" بأن شفيق القادم من رحِم التزوير ويحمل جيناته الوراثية، لن يكون إلا رئيسًا "مزورًا" .. وهى لُعبة خطرة، لن تكتب سوء العاقبة لمَن ساعدوه من ذوى "الرتب اللامعة".. وإنما للقضاء المصري، الذى يدَّعى "العسكري" بأن قلبه على سمعته وعلى هيبته وعلى احترامه. فوز شفيق يعنى أن التطهير لن يكون "سياسيًّا" وإنما "ثوريًّا".. فالسياسة مع "العسكري" لم تفض إلا "قبض الريح".. لا دستور ولا برلمان ولا رئاسة.. وكأن الثورة قد قامت من أجل "استضعاف" الثورة و"تقليبها"، و"تمكين" المجلس الحاكم. بيان العسكري كان رسالة ذات فحوى ، لا يقبل تعدد التأويلات.. تحمل "البِشارة" بإغراق البلد ب"عبوَّات" شفيق المفخخة.. كانت رائحة "الفائز" المترعة بقضايا الفساد، وبدم الشهداء، وبرائحة شواء الجثث فى مقار أمن الدولة، تتسلل إلينا عبر مفردات التهديد والوعيد ولغة الاستعلاء والوصاية التى اكتظت بها لائحة "الأوامر العسكرية" ، التى أُلقيت إلينا عبر شاشات التليفزيون الرسمي، وانتحلت صفة "بيان" للتخفيف من صورة "زناد البنادق" التى غلها ما وصفوه ب"ضبط النفس". لقد تجاوزت قوى الثورة حاجز الخوف.. ومَن قدم ما يقرب من ألف شهيد لأجل كرامته.. على استعداد ليقدم المزيد، إذا خُيِّرَ بين "شرفه" وبين "حياته".. تعلموا من مصير "كبيركم" الذى لم يرد الله تعالى له "الكرامة"، وهو قاب قوسين أو أدنى من لقاء ربه. [email protected]