حذرت ألمانيا مواطنيها من زيارة مصر، بسبب تزايد مخاطر الهجمات المسلحة على بعض المناطق, كما نصحت روسيا مواطنيها بعدم زيارة المناطق المعرضة للهجمات فى البلاد. وجاء ذلك فى أعقاب الاشتباكات التى وقعت فى منطقة الواحات من الصحراء الغربية الجمعة الماضية, والتى استشهد خلالها 16 شرطيًا, وتم قتل وإصابة 15إرهابيًا. وقالت السلطات الألمانية في بيان أمس، إن الهجمات في مصر قد تستهدف الأجانب والمواطنين، وأوضحت أن تحذيرها من السفر إلى مصر يشمل المناطق السياحية في البحر الأحمر. ودعا البيان، إلى تجنب المظاهرات والتجمعات الشعبية وأماكن العبادة والجامعات ومؤسسات الدولة الرسمية. فى الوقت نفسه، حذرت وزارة الخارجية الروسية المواطنين الروس من زيارة الأماكن المعرضة للهجمات فى مصر. وأوضحت، أن الجماعات الإرهابية كثفت هجماتها فى الآونة الأخيرة فى مصر، بما فى ذلك تنظيم الدولة الإسلامية, داعية مواطنيها, الموجودين فى مصر إلى الالتزام بتوخى الحذر فى المناطق التى من الممكن أن تشهد هجمات. واعتبر دبلوماسي سابق وخبير في العلاقات الدولية, أن هذا قد يؤدي إلى استئناف حركة الطيران بين روسيا ومصر. وقال الدكتور عبد الله الأشعل, مساعد وزير الخارجية الأسبق ل "المصريون", إن "حادث الواحات الذى وقع الجمعة الماضية, أعطى انطباعًا بأن أجهزة الأمن المصرية غير مسيطرة, ما خلق لدى موسكو وبرلين مخاوف عدة على مواطنيهما, تحسبًا لاستهدافهم من قبل جماعات مسلحة". وأضاف ل"المصريون": "الدول الغربية تخشى على مواطنيها بشكل كبير, ولا تنتظر قدومهم الخطر, فتسارع بتحذير رعاياها من التواجد فى أماكن قد تستهدفها التنظيمات الإرهابية. وأشار الأشعل، إلى أن "قرارات الدولتين بشأن رعاياهما فى مصر من الهجمات الإرهابية، قد يؤثر سلبًا على سمعة الوضع الأمنى المصرى بالخارج, وكان من المفترض أخبار سفارتيهما فى القاهرة سرًا في ظل العلاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية التي تربط بين الدول الثلاث", لافتًا إلى أن ذلك قد يعزز من قلق روسيا بشأن عودة حركة الطيران بين البلدين. وتابع: "تلك الدول لا تعتمد على وسائل الإعلام أو الصحف المصرية فى الاطلاع على ما يجرى فى مصر, بل لديها وسائل إعلام قوية, وسفارات تعمل على جمع المعلومات, وربما تكون روسياوألمانيا, قد حصلا على معلومات جعلتهما يصدران مثل تلك القرارات. من جهته, قال الدكتور سعيد اللاوندى, خبير العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام", إن "روسيا تماطل وتتردد كثيرًا بشأن عودة السياح الروس إلى القاهرة, لكن التقدم الذى أحرزته المفاوضات وارتفاع مؤشرات السياحة بشكل جيد, تؤكد أن مصر عازمة على القضاء على جماعات العنف المسلح, وأن قرار عودة السياحة الروسية مجرد وقت لا أكثر من ذلك". وأشار إلى أن "الدولتين اعتمدتا على المعلومات إلى نشرت بشكل عشوائي, من خلال وسائل الإعلام الغربية, وأن هذا الحادث لا يؤثر على سمعة مصر فى الخارج, مؤكدًا أن مصر تعطى دروسًا لكل دول العالم فى مجابهة الإرهاب". وأوضح, أن "هذه الأمور طبيعية تصدر من قبل الدول تجاه شعوبها, ومصر أصدرت العديد من تلك القرارات لرعاياها حول العالم, مشيرًا إلى أن ذلك سيكون بشكل مؤقت".