هل يعفو النظام صحيًا عن الكهول؟ "الخضيرى والكتاتنى وبديع".. "شيوخ الإخوان ينتظرون العفو الصحى" "جعفر وبدر" صحفيان أهلكهما المرض خلف القضبان حقوقى: لا تكيلوا بمكيال الانتماء السياسى شريف الروبى: لجان العفو الرئاسى لابد أن تنظر ملفات كبار السن مختار الغباشى: تورط البعض فى أعمال عنف صَعب أمر الإفراج الصحى عنهم فتحت وفاة مهدى عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ملف المعتقلين المنسيين داخل السجون ممن يعانون من أخطر أنواع الأمرض داخل السجون، وصل إلى حد الإصابة بسرطان الدم، وهو ما كان يعانى منه عاكف قبل وفاته بشهور، لم يكون عاكف هو الأخير فى سلسلة المعتقلين السياسيين دون النظر إلى انتماءاتهم السياسية، حيث كان مهدى عاكف، على رأس القائمة بعد إصابته بسرطان القنوات المرارية، وبدا عليه الهزل فى الفترة الأخيرة من محاكماته، لينتهى الأمر بوفاته، وهو ما دفع النشطاء السياسيين والحقوقيين فى البدء بتدشين حملات تطالب بضرورة الإفراج والعفو عن المعتقلين من كبار السن، والشباب المصابين بأمراض خطيرة، ضمن قوائم العفو التى يتم إعدادها. محمود الخضيرى من ضمن الشخصيات المهددة بالموت بالبطىء، وسط مطالبات بالعفو عنهم هو المستشار محمود الخضيرى، النائب السابق لرئيس محكمة النقض، والرئيس السابق لنادى قضاة الإسكندرية، الرجل الذى شارف على الثمانين من عمره، يعانى الخضيرى مصيرًا مجهولًا بعد تدهور حالته الصحية، بسبب إجرائه عملية قلب مفتوح فى 30 يوليو 2015 بمستشفى قصر العيني، إلا أن السلطة تراه خطرًا يهدد أمنها القومى ولا سبيل إلا باستمراره خلف القضبان. أحمد الخطيب المعتقل الشاب أحمد الخطيب، طالب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أصيب بمرض نادر يسمى "الليشمانيا"، وهو عبارة عن تضخم فى الطحال والكبد، مع فقدان فى الوزن، ونقص كل مكونات الدم، مما جعل أسرته تتقدم ببلاغ إلى النائب العام لضرورة أن يتم العفو الصحى عنه ليتم البت فيها فى أكتوبر القادم. وكشفت إدارة السجن الطبية، عن إصابة الخطيب بهذا المرض خلال قضاءه لفترة حبسه لمدة10 سنوات بعد الحكم عليه فى قضية اتهامه بالانضمام لجماعة محظورة. بدر محمد اعتقل الصحفى بدر محمد بدر، فى 29 مارس 2017 الماضى من منزله، وقالت أسرته، إنه حرم من تلقى العلاج داخل محبسه، وطالبت نقابة الصحفيين وكل الحقوقيين بالتدخل العاجل إنقاذًا له من التردى الواضح فى الرعاية الصحية داخل محبسه بسجن الاستقبال- طره. وأوضحت، أنه يعانى من "مرض تليف الكبد فضلاً عن ارتفاع نسبة السكر فى الدم"، مشيرة إلى أنه يتعرض للتعذيب الشديد والذى لم يتعاف منه إلى الآن، كما أنه لا يتناول العلاج أو الدواء الضروريين لحالته، ويقبع فى ظل ظروف اعتقال بالغة السوء والتى تعمل على تراجع حالته للأسوأ، هذا بالإضافة إلى غلق باب الزيارة أمام ذويه، ما يعنى عدم تمكنهم من إدخال الدواء، مما يجعل حياته فى خطر حقيقي. أحمد عارف فى مايو 2016، وأثناء فض الأحراز، سمحت المحكمة للمتهم أحمد عارف المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين بالخروج والتحدث أمام المنصة؛ فقال: "أطلب بإحالتى إلى الطب الشرعي؛ حيث أنى فقدت 49 كيلو بسبب الأمراض التى أعانى منها داخل السجون، الناتجة عما وصفه ب "برامج التعذيب المستمر من قبل قوات الأمن داخل سجن العقرب". ليتدخل القاضى ويطلب منه عرض أماكن التعذيب، ليرد المتهم بأنه سوف يكشفها أمام الطب الشرعى، حيث إن قوات الأمن "تريد أن تكسر عزيمتنا ونحن لن ننكسر". وكذلك تقدمت زوجته أيضًا ببلاغ للنائب العام يفيد بدخول زوجها فى إضراب عن الطعام، بسبب حملة التجويع المتعمّدة بسجن العقرب ومنع العلاج والزيارات والتريض والتجريد وسوء المعاملة. عبدالعظيم الشرقاوى تدهورت الحالة الصحية لعبد العظيم الشرقاوى، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، والنائب البرلمانى فى 2005، ونقل من سجن ليمان طره، قبل استكمال علاجه، إلى سجن العقرب. ونقلت "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات"، عن أسرته أنه "تم ترحيله من سجن ليمان طره دون استكمال علاجه إلى سجن العقرب حيث لا زيارة ولا دواء ولا طعام". وذكرت أن الشرقاوى، الذى تجاوز الستين من عمره، قد أصيب بجلطه دماغية ونزيف بالمخ داخل سجن طره، وحملت أسرته، وزارة الداخلية، المسئولية الكاملة عن حياته، وطالبت ب"حقه فى استكمال العلاج". سعد الكتاتنى سعد الكتاتني، رئيس مجلس النواب السابق، ورئيس حزب الحرية والعدالة سابقًا، انتشرت صورته فى الشهور الماضية بجسد نحيل ووجه شاحب أصفر اللون، وخطفت اهتمام الكثير من القوى السياسية المعارضة، وطالبوا بالإفراج الصحى عنه، حيث أكد بعدها رئيس هيئة الدفاع عن جماعة "الإخوان المسلمين"، عبد المنعم عبد المقصود، تدهور صحة الكتاتني، ونقله لعنبر المعتقلين بمستشفى المنيل الجامعى لسوء حالته الصحية، دون معرفة ما أصيب الكتاتنى داخل محبسه بشكل محدد. هشام جعفر طالبت زوجته الدكتورة منار طنطاوي، مرارًا وتكرارًا بضرورة الإفراج والعفو الصحى عنه، نظرًا لما يعانيه من تدهور لحالته الصحية دون استجابة إلى أى علاج، وهو ما يتطلب ضرورة التدخل الصحى له خارج أسوار السجون. هشام جعفر الصحفي، تم اعتقاله بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولكن أصابه مرض غير معروف فى العين، يؤدى إلى فقدان البصر بشكل تدريجي، هو الأمر الذى جعل زوجته تطالب من كل جهة مسئولة ضرورة أن يتم العفو عنه بشكل سريع. محمد بديع قامت إدارة السجن بنقل المرشد العام الحالى لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، إلى المستشفى مرات متعددة، بعد تدهور حالته الصحية، حيث انتشرت منذ فترة أنباء عن وفاته، بعد إصابته منذ أشهر هبوط فى الدورة الدموية، مما أدى إلى نقله لمستشفى المنيل الجامعى عدة مرات خلال الشهور الماضية. مما جعل أسرته تصدر بيانًا أعربت فيه عن قلقها على صحته، وذلك فى الوقت الذى تم منعها من زيارته، كما أكدت أسرته أنه ليس لديها أى معلومات حول الحالة الصحية له، وحملت وزارة الداخلية، المسئولية الكاملة عن حالته، بعد أن قامت بمنعهم من زيارته فى السجن لمدة تجاوزت الشهر. سياسيون وحقوقيون: الحل فى يد النظام من جانبه قال عمرو إمام المحامى الحقوقى، وعضو مركز هشام مبارك للحقوق والحريات، إنه من الضرورى أن تتم إعادة النظر فى ملف المعتقلين من كبار السن الذين يعانون من المرض الشديد، وكان على رأسهم المرشد العام لجماعة الإخوان مهدى عاكف، دون النظر إلى أى انتماءات سياسية إلى الشخصيات المحبوسة، خاصة وأن المحاكمات تسير بشكل بطىء. وأضاف إمام، ل"المصريون"، أن هناك عددًا كبيرًا من القوائم التى تم إرسالها إلى المجلس القومى لحقوق الإنسان، وإلى وزارة الداخلية من جانب المنظمات الحقوقية، والشخصيات المهتمة بأوضاع حقوق الإنسان، للإفراج عنهم، ولكن لم يتم البت فيها أو النظر فيها حتى الآن، مؤكدًا أن القوائم التى يتم إعدادها من جانب اللجنة المشكلة من الرئاسة للعفو عن المعتقلين لم تنظر حتى الآن إلى الأوضاع الصحة للمعتقلين سواء من جماعة الإخوان أو غيرهم من المعتقلين. فيما قال شريف الروبى، المتحدث باسم حركة شباب 6 إبريل، إنه يجب على السلطة أن تعيد النظر فى المعتقلين المحبوسين وزادت أعمارهم على الستين والسبعين عامًا، نظرًا لتدهور حالتهم الصحية داخل السجون، بالإضافة إلى المعاناة الشديدة التى يعانون منها، فى ظل عدم وجود آدمية فى التعامل مع المعتقلين، وفقًا للوائح السجون المصدقة عالميًا. وأضاف الروبي، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن هناك المئات من الشباب أيضًا يعانون من أوضاع صحية متردية ويجب البحث فى ملفاتهم للإفراج عنهم، مشيرًا إلى أن الدور الأكبر فى الفترة المقبلة على اللجنة التى شكلها الرئيس لدراسة ملفات المعتقلين للعفو عنهم. وأوضح الروبي، أنه من الضرورى أن تتم إعادة هيكلة السجون وأقسام الشرطة لما يتناسب مع لوائح حقوق الإنسان للتعامل بشكل آدمى مع المعتقلين، الذين يعانون من الأوضاع السيئة والانتهاكات التى تحدث لهم فى لحظة تمر بهم وهم داخل السجن. أما على الصعيد السياسي، فقال مختار الغباشى، الخبير السياسى، إن النظام الحالى لابد وأن يعيد النظر فى قضايا المعتقلين، الذين لم تثبت ضدهم أى أحكام قضائية تفيد بتورطهم فى قضايا إرهاب، وخاصة ممن يعانون من أمراض مزمنة داخل السجون. وأضاف الغباشي، أن مسألة انتماء المعتقلين إلى جماعة الإخوان، صعبت على النظام مسألة الإفراج عنهم، نظرًا لتورطهم فى أعمال عنف وشغب متعددة وفى قضايا أمن قومى، لذلك يكون من الصعب أن يتم العفو عنهم بشكل سريع كما يطالب البعض من السياسيين والمنظمات الحقوقية المتهمة بحقوق الإنسان.