في الاحتفال السنوي بذكرى "عاشوراء"، يتجدد الحديث والجدل حول المكان الذي حظي بشرف دفن رأس الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي صلى الله عليه وسلم، وهل هو في مصر كما تؤكد بعض الروايات أم أنه في الشام أو العراق، كما تشير روايات أخرى. ويحتفل المسلمين في شتى بقاع الأرض بيوم "عاشوراء"، والذي يوافق يوم العاشر من شهر محرم من كل عام، وهو اليوم الذي نجى الله فيه رسوله "موسى" من بطش فرعون، في حين أن الشيعة ينظمون بعض الطقوس، التي تكفر بحسب معتقدهم عن تخليهم عن الإمام الحسين، حين قتل في كربلاء في مثل ذلك اليوم، حيث يضربون أنفسهم بسلاسل حديدية. وطالب الداعية السلفي سامح عبد الحميد، بإزالة ضريح الحسين الموجود في مسجد الحسين بوسط القاهرة، الذي يقصده المتشيعون في مصر، بزعم أنه لايوجد فيه جثمانه ولا رأسه. وأضاف: "هذا الضريح ليس فيه الحسين؛ فالحسين رضي الله عنه قُتل في كربلاء بالعراق، ومسجد الحسين في القاهرة لا يوجد به رأس الحسين كما يكذب الشيعة ، وهذا المسجد تم بناؤه بعد مقتل الحسين بمدة كبيرة ، بناه العُبيديون الذين يُقال لهم الفاطميون وهم شيعة". وتابع: "وقد كذبوا وزعموا أنهم حصلوا على رأس الحسين ودفنوها بالقرب من الجامع الأزهر مكان مسجد الحسين الحالي ، والعجيب الزعم بأن الحسين مدفون في عدة أماكن مثل كربلاء والنجف والشام ومصر ، والحقيقة التاريخية أن رأس الحسين مدفونة في البقيع بالمدينة المنورة ، وأما مسجد الحسين في القاهرة فليس فيه الحسين رضي الله عنه". وأكد عبدالحميد أن "هذا الضريح المنسوب كذبًا للحسين يدخله الجهلة ويمارسون فيه أنواعًا من الشرك والبدع، وينادون الحسين ليرزقهم أو يُعطيهم الذرية أو يشفيهم أو يفك عنهم الكربات ، وهذا من الشرك ، لأن الذي يرزق المال والأولاد ويشفي الأمراض ويفك الكربات هو الله تبارك وتعالى وليس العباد". وبرر الداعية السلفي طلبه بهدم ضريح الحسين بأن "الشيعة يستغلون هذا المسجد لنشر التشيع والتوغل بين الناس، وغزو مصر ببدعهم وانحرافاتهم وخرافاتهم، ويسبون الصحابة الكرام مثل أبي بكر وعمر وعائشة وغيرهم من الصحابة". علاء السعيد، منسق ائتلاف "الدفاع عن الصحابة وآل البيت"، قال ل "المصريون"، إن "الأمام الحسين قتل في مدينة كربلاء، وفي الوقت الذي قتل فيه لم تكن هناك وسائل انتقال سريعة كما اليوم؛ لذا الراجح والمنطقي أنه دفن هناك". وأضاف ل "المصريون": "لم يثبت تاريخيًا، أن الحسين دفن في مصر، كما أنه لا توجد روايات أو قصص تؤكد صحة ذلك الإدعاء، إذ أنه بعد قدوم الدولة العبيدية أو المسماة بالفاطمية إلى مصر، حاولوا كسب حب المصريون لهم، ولعلمهم بمدى حب المصريون لأل البيت، ألفوا الروايات والقصص التي تشير إلى أن "الحسين" مدفون هنا في مصر". وشدد على أن "جميع تلك الروايات كاذبة وتتعارض مع نصوص ثابتة، لكن صار هذا الأمر موروث شعبي، وأنه لم يثبت تاريخيًا أن الدولة العبيدية أقامت احتفالًا، ولكن تم اختراع ذلك لكسب حب المصريين". وتابع: "البعض يقول إن رأس الحسين في مصر وآخر يؤكد أنها في العراق وثالث يقول إنها في سوريا، وجميعها تتعارض مع بعضها ومتضاربة، ما يؤكد أنها في كربلاء". وقال الدكتور عبد الحليم محمد منصور، أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر ل "المصريون": "هناك اختلاف كبير بين المؤرخين والعلماء منذ زمن بعيد، حول مسألة المكان الذي دفنت فيه رأس الأمام الحسين". وأضاف: هناك فريق ذهب إلى أنها موجودة في مصر، وبناءً عليه تم إقامة مسجد الأمام الحسين، بينما هناك رأى آخر بأنها موجودة إما بالعراق أو سوريا، وغير موجودة بالقاهرة". ورجح منصور دفن رأس الأمام الحسين بالقاهرة، منوهًا بأن الروايات التي تشير إلى ذلك، هي الأقرب للصحة، بينما التي ذكرت أنهه دفنت خارج القاهرة، غالبيتها ضعيفة ومتناقضة. ويرى أهل السنة أن يوم عاشوراء من أفضل الأيام صيامًا بعد شهر رمضان، إذ أكدت دار الإفتاء أن صيام يوم العاشر من محرم المسمى بيوم "عاشوراء" يكفر السنة التي سبقته، كما قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم. وأضافت الدار في فتوى لها، أنه يستحب صيام يوم التاسع والعاشر من شهر المحرم، وذلك لما روى عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم، "إذا كان العام المقبل - إن شاء الله - صمنا اليوم التاسع"، وقوله: "خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده". لكن الشيعة، يرون أنه صيامه مكروهًا ويمكن الامتناع فقط عن الماء تشبها بعطش الحسين، ورفقائه من آل البيت عندما مُنع عنهم المياه في معركة كربلاء.