الخراف تبدأ من 3000جنيه والعجل يبدأ من 13 ألف جنيه كيلو اللحم يبدأ من 150جنيهًا والكرشة ب 25 جنيهًا والممبار ب 38 جنيهًا الجزارون: "الناس مبقتش تشتري لحمة والحال واقف عن السنة اللي فاتت" المواطنون يصرخون: "مش هنجيب لحمة السنة دي هنقضيها شحاتة" نائب رئيس شعبة القصابين: حالة ركود في أسواق اللحوم بسبب ارتفاع الأسعار الأمين العام للجنة العليا للدعوة والإفتاء بالأزهر: ذبح الأضحية واجب على مَن يستطيع "لحمة إيه يا أستاذة صلي على النبي في سرك.. اللحمة دي بقت من المحرمات عندنا.. إحنا بنجيب الفراخ بالعافية هنجيب اللحمة!".. بتلك الكلمات الحزينة التي يشوبها الأسف والإحباط، عبّر كثيرٌ من المواطنين عن معاناتهم؛ بسبب التزامات عيد الأضحى هذا العام، والتي تأتى مع الارتفاع غير المسبوق فى الأسعار، ولاسيما أسعار اللحوم والخراف الحية، والتي شهدت ارتفاعًا في أسعارها هذا العام بنسبة 60% ليسجل سعر كيلو اللحم الضأن 150جنيهًا بعد أن كان العام الماضي سعر الكيلو منه لا يتخطى ال90 جنيهًا، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار اللحوم البقرية "الكندوز" لتصل إلى 150 و160 جنيهًا، والأمر اللافت أن فاكهة اللحوم شهدت ارتفاعًا أيضًا، وعلى رأسها الكرشة والممبار والفشة ولحمة الرأس وغيرها من الأحشاء الأخرى، التي كان المواطنون يستبدلونها باللحمة، فقد ارتفعت أسعارها للغاية وأصبح الإقبال عليها ضعيفًا. ففي محطة "فيصل" وبالتحديد في شارع صالح قناوي، في نهايته يوجد شادر كبير لبيع الخراف والماعز والعجول الحية، وبجوار هذا الشادر ساحة مخصصة لذبح الخراف وبيعها للمواطنين، يقول صاحب الشادر "م.م" وزوجته "ن.ك" ل"المصريون": "يا أستاذة الحال واقف على الآخر بسبب ارتفاع أسعار اللحوم، واللحمة زادت أوى عن السنة اللي فاتت، فعندك مثًلا سعر كيلو الخروف الصاحي بقى ب60 جنيه بعد ما كان السنة اللي فاتت ب30، وأقل خروف دلوقتي يبدأ من3000 جنيه ويوصل لحد 4000 جنيه وده بيكون عامله 60 أو 50 كيلو، وكمان المعزة وصل سعرها إلى 1000 جنيه، وفيه عجول تبدأ من 13 إلى لحد 30 ألف وده بيكون حسب الأحجام وحسب نوع العجل، مش بس كدة كيلو اللحمة الضاني المدبوح بقت ب140 جنيه بعد ما كان السنة اللى فاتت ب 90 جنيه". وتابع بملامح يشوبها التعب والإرهاق: "المشكلة إننا غصب عننا بنغلي على الناس لأن اللحمة غليت بسبب العلف اللي بقى غالي، مع أن العلف ده عبارة عن ذرة وتبن وردة" بس عشان بيتم استيراده من بره وطبعًا الدولار غلي". وواصل: "بسبب ارتفاع الأسعار ده نسبه الشراء والإقبال عندي قلت جدًا يعني اللي كان بيشتري 10 كيلو لحمة بقى بيشتري 5 و4 كيلو غير كدة مبقتش أبيع خرفان حية زى الأول". وعلى بعد خطوتين منه يوجد شادر آخر به ما يقرب من 100 خروف ومجموعة من البقر، يقول صاحبه "ع.م" عن الخراف وأسعار اللحوم ونسبة الإقبال، فاكتفى بتلك الكلمات: "مفيش حد بيشتري لحمة صلي على النبي"، وعلى الناصية المجاورة شادر آخر يقول عنه صاحبه "و.م": "بصي يا ست الكل عشان تشتري خروف عدل هيبدأ من 3000 جنيه لحد 5000 جنيه وده الناس بطلت تشتريه عشان أسعاره الغالية، إنما الأبقار والجواميس ديه أسعارها مولعة وأنا بجيبها بالطلب للزباين بتاعتي لأن أقل عجل بيبدأ من 13 ألف بس بيكون صغير واللحمة اللي فيه مش بتكفي". وواصل حديثه قائًلا: "بصي يا بنتي البيع قل خالص بسبب الأسعار المولعة دية"، وتابع: "الخرفان بروح أجيبها من ثلاث محافظات في الصعيد لإما بني سويف أو سوهاج أو قنا والعلف بتاعهم بيكون ردة وتبن وذرة". وعلى بعد 5 دقائق من هذا الشادر يوجد سوق يسمى "سوق علي"، وبالتحديد عند جزارة "أبو الحسن" الذي يقول صاحبه: "أنا ببيع اللحمة الضاني ب140 جنيه والسنة اللي فاتت كانت ب90 جنيه، والخروف الصاحي كيلو اللحمة فيه بتوصل إلى 60 جنيه بيعمل 60 كيلو وده بيكون سعره 3600 جنيه وبيكون أقل حاجة والناس بطلت تشتري زى الأول والسنة اللى فاتت كان الشراء اكتر من السنة دي، حتى اللحمة الضاني المدبوحة الناس مبقتش تشتريها كتير زى الأول يعني اللي كان بيشتري 5 كيلو بقا يشتري 2 كيلو وده بسبب ارتفاع الأسعار.. اللحمة الكندوز ب150 جنيه وممكن تزيد علي العيد كمان، وديه بطلت ابيعها كتير". ومن جزارة "أبو الحسن" إلى جزارة "أميرة"، يقول صاحبه المعلم محمد محسن جوهر: "بصي يا ستي أنا بيبع اللحمة الكندوز ب140 بعد ما كانت السنة اللي فاتت ب 90، وببيع كيلو الضاني المدبوح ب140 جنيه للخروف العادي و150 جنيه للخروف الإسكندراني، والسنة دي نسبة شراء اللحوم سواء كانت الصحية أو الحية قليلة جدًا عن السنة اللي فاتت بسبب ارتفاع أسعارها اللي السبب الأساسي فيها ارتفاع العلف". وعن فاكهة أو حلويات اللحوم، يقول أبو فارس: "أنا بشتغل في الجزارة من وأنا عندى 13 سنة، والحال دلوقتي بقى صعب أوى بسبب ارتفاع الأسعار، عندك مثلًا الكرشة اللي كان سعرها 10 جنيه بقت ب25 جنيه ولو متنضفة ب40 جنيه والممبار اللي الناس كانت بتاخده بدل اللحمة وصل سعره ل 38 جنيه، وسعر كيلو لحمة الرأس إلى 60 جنيه بعدما كانت ب30 جنيه". وإلى سوق "السرجة" يقول أحمد الونش، صاحب جزارة الحرية: "اللحمة أسعارها زادت بسبب ارتفاع أسعار العلف وجشع التجار اللي بيستغلوا الوضع وأنا أحب أقولهم ارحمونا بقى الناس تعبت وإحنا تعبنا نفسنا نبيع بقى.. ارحمونا عاوز أشتغل.. الزباين مبقتش تيجي تشتري اللحمة". وواصل حديثه قائلاً: "ببيع اللحمة الضاني أقل من بره شوية ببعها ب120 جنيه وكلها لحوم بلدي، بس الناس مبقتش تشتري زى الأول عشان مبقاش معاها فلوس"، وتابع قائلًا: "الناس بقت تستبدل شراء اللحمة بشراء السمن الدهن لمؤاخذة يا أستاذة وبتطبخ عليه الأكل اللي عوزاه عشان يديها طعم حلو بدل اللحمة اللي مش قادرين يشتروها". أما الزبائن فلم يكن حالهم أفضل من البائعين الذي يعانون من مرارة الارتفاع الهائل فى الأسعار، فتقول "ث.م": "الحالة بقت صعبة أوى ده حتى أنا التلاجة بتعتي باظت ومش عارفة أجيب واحدة غيرها ولو حتى بالتقسيط، واللي زاد وغطى أسعار اللحوم اللي ارتفعت، يعني أنا كنت كل سنة بشتري زى 10 كيلو لحمة عشان عندى 10 عيال كلهم متجوزين وجوزى على المعاش السنة دى مش هقدر أشتري الكمية ديه بعد ما اللحمة وصلت ل 145 و160، وبعدين إحنا ناس على قد حالنا وأنا بيبع شوية لعب أطفال بعيش بيهم". وعم "محمد" البالغ من العمر 80 عامًا يقول في نبرة مليئة بالأسف: "لحمة إيه يا بنتي صلي على النبي أنا مش بجيب لحمة"، ومن عم محمد إلى أحد المواطنين الذي يدعى "عبدالله" والذي يبلغ من العمر 53 عامًا ويمتلك محلاً صغيرًا لبيع الموبيليات يقول: "اللحمة غالية أووي واللي كان بيدبح بطل يدبح واللي كان بيشتري 5 كيلو لحمة بطل بردوا". وتقول "م .ج" موظفة أربعينية: "مفيش لحمة إحنا مش بنجيب لحمة خالص وبطلناها من زمان ونجيب مكانها فراخ غير كدا مفيش، إحنا مش بنشتري لحمة للعيد عشان غالية، والجيران ساعات بيدبحوا ويدونا لحمة كهدية بس كدا واللحمة ديه بقت من المحرمات عندنا.. مش هنشتري لحمة السنادي هنقضيها شحاتة من الجيران". ويقول أحد تجار الفاكهة: "أنا مش هتشتري غير ستة كيلو لحمة وخلاص على كدا حلو أوووى ومش هدبح". نائب رئيس شعبة القصابين: "محدش هيشتري لحمة" يقول محمد شرف، نائب رئيس شعبة القصابين، إنه بسبب ارتفاع أسعار اللحوم خاصة لحوم الأضاحي هذا العام، سيعزف المصريون عن شراء أي أًضحية لذبحها. وأكد "شرف" في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن أسعار لحوم الأضاحي ارتفعت عن العام السابق بنسبة 25 %. وأضاف نائب رئيس شعبة القصابين، أن هناك حالة ركود مرتفعة في أسواق اللحوم؛ بسبب ارتفاع الأسعار، خاصة أن سعر الخراف يبدأ من 3500 وحتى 4500 جنيه، وسعر العجل يصل إلى 30000 جنيه. وأوضح أن السبب الأساسي في ارتفاع أسعار اللحوم هو ارتفاع أسعار الأعلاف، وذلك لأن مصر تستورد جميع الأعلاف الحيوانية من الخارج ومع ارتفاع الدولار وانخفاض الجنيه أمامه ارتفع سعر العلف الحيواني. الأمين العام للجنة العليا للدعوة والإفتاء بالأزهر: لا يجوز الذبح لمَن لا يستطيع يقول الشيخ محمد زكي بدار، الأمين العام للجنة العليا للدعوة والإفتاء بالأزهر الشريف، إن الدين الإسلامي دين يُسر وليس دين عُسر، وذبح الأضحية واجب على مَن يستطيع الذبح وتكون ظروفه المادية ميسّرة، أما ما لا يستطيع بسبب ظروفه المالية فليس عليه أي حرج. وأكد " بدار" في تصريحاته ل"المصريون"، أنه ليس هناك أي مشكلة إذا قام المسلم بشراء اللحم من الجزارين ووزعها على المواطنين في عيد الأضحى، فهو خير والله يحب الخير. وأضاف الأمين العام للجنة العليا للدعوة والإفتاء بالأزهر: "إذا كان المسلم ظروفه المالية ميسرة وهناك أولويات لابد أن يقضيها بدلًا من أن يضحي فليس هناك أي أزمة في ذلك". شاهد الصور: