واصلت أسعار اللحوم ارتفاعها الجنونى مع بدء العد التنازلى لعيد الأضحى المبارك، حيث تراوحت أسعارها فى المناطق الشعبية بالإسكندرية ما بين «80 – 86» جنيهاً للكيلو بالنسبة للشمبرى و«94-98» جنيهاً للكيلو بالنسبة للحم الضأن بينما شهدت الأحياء الراقية أسعاراً أخرى حيث تراوح سعر كيلو الشمبرى ما بين «100- 106» جنيهات، أما الضأن فتراوح سعر الكيلو منها ما بين «110- 125» جنيهاً أى بزيادة تتراوح ما بين «15- 18» جنيهاً للكيلو عن العام الماضى. وتسبب ارتفاع أسعار اللحوم فى إصابة ميزانية الأسرة المحدودة فى مقتل خاصة فى هذا الشهر الذى تستعد فيه الأسرة أيضاً إلى العودة للمدارس بالملابس الجديدة والمستلزمات المكتبية والدروس الخصوصية التى تنهك ميزانية الأسرة فى الوقت الذى لم تتخذ فيه الحكومة خطوات جادة نحو حل أزمة ارتفاع اللحوم. كما فشلت الدعوة التى أطلقها البعض لمقاطعة شراء اللحوم على شبكات التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» و«تويتر» فى تحقيق هدفها بتقليل أسعارها ولو بجنيه واحد عن سعرها المطروح فى الأسواق. «الوفد» تجولت فى أسواق الإسكندرية والتقت المواطنين المطحونين فى الأسواق الشعبية بأسواق الحقانية وباكوس والميدان وكذلك مع أولاد الذوات فى الأسواق التجارية الشهيرة في جليم وزيزينيا لتتعرف على ما يعانونه خلال هذه الفترة والتى كشفت عن أن المعاناة الخاصة بارتفاع الأسعار يعانى منها مختلف فئات المجتمع وإن كانت أشدها عند الفقراء والغلابة الذين بدأوا يستبدلون اللحوم فى العيد بما يطلق عليه «السقط» والذى يشمل «الفشة» و«الكوارع» و«الكرشة» و«الحلويات» فيما استبدلوا اللحوم ب«هياكل» الفراخ. قال حسن شوقى «62 سنة» عامل حرفى من باكوس «والله اللحمة يمكن الواحد بقى بيدوقها من السنة للسنة لأن أنا واللى زيى على باب الله يعنى لا لنا معاش ولا تأمين صحى ولا مورد ثابت إلا إذا حد ابن حلال ربنا كرمه وذبح وأعطانا مما أعطاه الله فبيكون عيد عند الأولاد». وتابع قائلاً: «الحكومة قالت إن حيكون فى لحوم بسعر مخفض فى الجمعيات الاستهلاكية أولاً كمياتها مش كبيرة وبعدين وهو الواحد بيقرب على الجمعية كده مش بيطيق رائحتها يعنى متتاكلش وأطالب المسئولين اللى بيستوردوها ياكلوها الأول قبلنا». أما نعمات إبراهيم «55 سنة» عاملة نظافة بأحد المحلات فتقول: «طول عمرها اللحمة غالية بس عمرها ما وصلت للسعر ده يعنى الكيلو اللى ملخبط ومليان دهن بسعر 85 جنيه أنا بقى يوميتى 10 جنيه فى اليوم يعنى 300 جنيه فى الشهر قوليلى بقى حدفع الإيجار منين وأجيب الدواء بكام وكمان أشترى لحمة.. ده كده ولا مسرحية «عم أيوب» لما قال طمعت فى الباقى طفشت». وتابعت بأسى: «ربنا مبينساش الغلابة عشان كده فرض الأضحية عشان الغلابة اللى زينا ياكلوا لحمة». وأضاف على مجدى «35 سنة» موظف قائلاً: «أنا عريس جديد وده أول عيد ييجى عليا وأنا رب أسرة ولسة طالع من مصاريف جواز.. اللحمة غالية بس نعمل إيه لازم نشترى حتى ولو كميات صغيرة على قد الفتة بعد صلاة العيد». وطالب الحكومة باتخاذ التدابير اللازمة لحل أزمة ارتفاع أسعار اللحوم بوضع حلول جدية على أرض الواقع بدلاً من التحدث فى الغرف المغلقة بعيداً عن الناس وهمومهم . أما شفيقة محمد «64 سنة» ربة منزل فقالت: «شوفى يا بنتى أنا بربى 3 أيتام ولاد ابنى ومعاش زوجى أقل من 1000 جنيه وداخلين على مصاريف مدارس عشان كده بشترى «السقط» يعنى الكوارع وثمنها 50 جنيه نعمل منها فتة وشوربة وباقى الأيام بدل ما نحمر لحمة بنحمر فشة وحلويات ونطبخ لهم كمان كرشة وكله بيعدى .. الحمد لله». واتفقت معها اعتماد فؤاد «50» سنة ربة منزل وقالت: «الواحد بيحاول يتغلب على ارتفاع الأسعار عشان نكفى حالنا وربنا يسترنا لآن اللحمة بقت عاملة زى الذهب لها ناسها وربنا يقدرنا على الأيام الصعبة وبنشترى من الفرارجى هياكل فراخ سعر الكيلو 18 جنيه وبنعمل شوربة وخلاص». وفى أحياء ولاد الذوات كان لديهم مشكلة أيضاَ فى ارتفاع أسعار اللحوم حيث قال عماد بطرس 40 سنة مهندس «لازم نشترى لحمة حتى فى عيد إخواتنا المسلمين اتعودنا على كده وسعرها حيقرب من 150 جنيه وطول السنة على كده المصاريف كبيرة المدارس الدولية بتاخد كل فلوسنا عشان بنحاول نعلم أولادنا تعليم جيد يعنى اللى بنشتغل بيه بيروح للتعليم». أما أسماء مصطفى «30 سنة» فقالت: «زوجى دكتور ويعمل بالخارج وبنزل أشترى اللحمة عشان الأولاد والعيد وملابس العيد دى موضوع تانى .. يعنى دخلت عند الجزار دفعت 700 جنيه وبرضه لم أشترى الكمية اللى كنت عاوزاها». وتدخل محسن خليفة فى الحديث قائلاً: «أنا النهاردة نزلت أتفق على الخروف عشان الأضحية سنة أتعودت عليها السنة اللى فاتت اشتريت خروف 60 كيلو متوسط الحجم كان سعرة 3300 جنيهاً النهاردة بقى اشتريت خروف 55 كيلو عمل 3500 جنيه». والتقت «الوفد» بعدد من التجار للتعرف على أسباب ارتفاع أسعار اللحوم والتعرف على الحلول المقترحة لتلك الأزمة فقال الحاج روما حسنى صاحب محلات جزارة ومطاعم للمشويات «ارتفاع الأسعار مشكلة يجب وضع حلول لها بأقصى سرعة فمنذ سنوات بنتكلم فى موضوع اللحمة ده والمشكلة علاجها من الجذر من عند الفلاح لأن التسمين غالى عليه والحكومة لازم تتدخل وتستورد عجول من الخارج وتسمنها وفى الدول العربية لديهم 5 آلاف نوع غنم وده بيعود على السوق والمواطن العادى يجد أمامه بدائل وبيفتح السوق الذى أصبح مخنوقاً». ونفى «حسنى» أن يكون الجزار السبب فى ارتفاع الأسعار قائلاً: «الجزار بيشترى اللحمة غالية وبيضع عليها مكسب متعارف عليه على الكيلو إنما الغلو فى الأصل عند التاجر وكله فى الآخر على الزبون والمواطن، مطالباً الحكومة بتسمين العجول المستوردة فى مصر باستيراد عجول زنة «250» كيلو بدلاً من «600» كيلو وهى التى تحتاج إلى الذبح الفورى. أما الحاج محمد حامد صاحب أحد محلات الجزارة فقال «ارتفاع الأسعار لن يمنع المواطن الذى تعود على الأضحية وشراء خروف العيد لأنها سنة تعود عليها وربنا موسعها عليه فبيشترى حتى ولو بقى بكام .. ولكن بلا شك كيلو اللحمة تراوح ما بين «104 – 106» كيلو لأن العلف غالى ولا يوجد كثافة حيوانية والدولار بيرتفع وحيقترب من 8 جنيه و30 قرش والعلف مستورد». وعن مقاطعة اللحوم قال حامد: «حملة مقاطعة اللحوم لم تأت بثمارها المطلوبة لأن الجزار مش هو اللى بيرفع سعرها لأننا بنشتريها أصلاً غالية ولازم نطبق ما قام به الرئيس الراحل أنور السادات بإغلاق المجازر فى أيام معينة لضبط سعر السوق على الرغم من أن هذا الحل فيه ضرر علينا كجزارين ولكنه حل حيساهم فى حل المشكلة وحيقلل سعرها إلى حد ما». وأشار سمير جمال ربيع «جزار» إلى أن ارتفاع الأسعار تسبب فى أن الزبون تغير على حد تعبيره فبدلاً من شراء «4» كيلو لحمة فى الشهر بقى بيشترى كيلو أو اثنين على الأكثر. وأكد أن المواطن العادى هو الوحيد الذى يدفع فاتورة ارتفاع الأسعار وليس التاجر لافتاً إلى أن القوى الشرائية للأسرة قلت بشكل كبير منذ أكثر من «5» أعوام . ويقول أحمد عبدالقادر متولي مرشح الوفد بدائرة العطارين والمنشية والجمرك: إن ارتفاع الأسعار من أخطر المشاكل التي يعانى منها المواطن السكندري البسيط، وللتغلب على تلك المشكلة يجب أن تشدد الأجهزة الرقابية جهودها في الأسواق ومراقبة الأسعار ومتابعة التجار الجشعين وكذلك الجهاز التنفيذي بمحافظة الإسكندرية يجب ان يتدخل فى ضبط الأسعار لصالح البسطاء.