وصف موقع "دي فيلت الألماني" سياسة "ترامب" في الشرق الأوسط بالمتخبطة؛ إذ تخلط الإدارة الأمريكية بين أعدائها وحلفائها في الشرق الأوسط، مدللًا بمصر؛ حيث ساعد حجب المعونات الأمريكية على مصر في زيادة نفوذ الصينوروسيا في مصر على حساب أمريكا رغم دعم "ترامب" للرئيس السيسي. فاستهل الموقع بأنه بدت المصافحة التي استقبل بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كبير مستشاري ترامب وصهره، جاريد كوشنر، ودودة جدًا، إلا أن المقابلة كانت في الأغلب محرجة للطرفين؛ إذ جمدت الخارجية الأمريكية المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر، والتي تقترب من 300 مليون دولار قبل ساعات قليلة من وصول مبعوث "ترامب" للشرق الأوسط إلى الأراضي المصرية، طالبًا من "السيسي" بإعادة إحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ونوه إلى أن القاهرة قابلت تولى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منصبه الجديد بفرحة عارمة؛ حيث كانت الرسالة الأساسية ل"ترامب" تقضي بأن الحرب ضد الإرهاب أهم من تحقيق المسار الديمقراطي، فلم يرد "ترامب" في التدخل في شئون البلاد الأخرى، فوصف الرئيس المصري "بالشخصية الرائعة"، مصرحًا "بأنه يقف في ظهره". ولم يعبأ "ترامب" بأن النظام المصري يضيق الخناق على الإعلام ويضطهد المعارضة، الأمر الذي استغله النظام المصري لفعل ما هو أعنف من ذلك، حيث أصدر قانونًا في مايو الماضي من شأنه أن يضع 47 ألف مكان و 100 من المنظمات الأهلية التي تمول من الخارج تحت رقابة الأجهزة الأمنية. بينما رجح الموقع بأنه لا يمكن أن يكون افتقار الديمقراطية السبب الذي أغضب "تيلرسون"، ولكن من المحتمل أنه أراد أن يضغط على الرئيس السيسي لقطع التعاون مع كوريا الشمالية: إذ يزعم أن هناك شركات من الباطن في ميناء بورسعيد تساعد شركات من كوريا الشمالية لتصدير الأسلحة، فضلًا عن دعم مصر لبرنامج صواريخ كوريا الشمالية. إلا أن هناك حالة من الذهول أصابت القاهرة، بعد أن أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، تجميد المساعدات من واشنطن في اليوم نفسه الذي وصل فيه "كوشنر" إلى القاهرة، وعليه ألغى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الاجتماع معه، إلا أنه حضر لقاء "كوشنر" مع الرئيس السيسي. ولهذا ما زال النظام المصري يقلل تبعيته للولايات المتحدة، حيث حصل على ربع احتياجاته من القمح من روسيا، بالإضافة للكثير من الأسلحة، وكذا تستثمر العديد من شركات الطاقة الروسية بمليارات الدولارات في مصر، كما أن الصين تريد أن تحل محل الولاياتالمتحدة في مصر؛ حيث وصل استثمار بكين العام الماضي أكثر من 10 مليارات دولار، ويطمح الرئيس السيسي في زيادة الاستثمارات الصينية لتصل قيمتها إلى 40 مليار دولار. وألمح الموقع أنه فيما عدا إسرائيل تعد مصر أكبر مستقبل للمعونات الأمريكية، إلا أن نفوذ واشنطن يقل شيئًا فشيئًا.