في الاتصال الذي جري بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس الماضي والذي تم بمبادرة من الرئيس الأمريكي تحدث الرئيسان عن العلاقة الاستراتيجية بين البلدين والعمل علي تطويرها بما يخدم المصالح الشعبية بين القاهرة وواشنطن. وفي نبرة تعبر عن الاعتذار من جانب الرئيس الأمريكي بعد الأنباء التي أذاعها ركس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي عن اقتطاع جزء من المعونة الأمريكية لمصر أكد خلال المكالمة علي قوة علاقة الصداقة بين مصر والولاياتالمتحدة. وقال ترامب: إننا حريصون علي مواصلة تطوير العلاقات بين البلدين وتجاوز أي عقبات قد تؤثر عليها.. ويفهم من هذه العبارة الإشارة إلي اقتطاع جزء من المعونة الأمريكية.. وهو ما يشبه الاعتذار عن الإجراء الذي أقدم عليه تيلرسون. الرئيس السيسي كان عند حسن ظن المصريين.. تجاهل تماماً التصرف الذي أقدمت عليه أمريكا وكأن شيئاً لم يحدث.. وقال رداً علي ترامب إنه يؤكد علي أهمية استمرار التنسيق والتشاور المكثف بين البلدين حول كافة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. بما يعزز العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين ويحقق مصالح الشعبين الصديقين. في نفس الوقت عندما استقبل الرئيس السيسي جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب والوفد المرافق له تسامي الرئيس السيسي عن موضوع قطع جزء من المعونة الأمريكية ولم يتحدث مع كبير المستشارين عنها لأن مصر ليست في حاجة لهذه المعونة وتستطيع الاستغناء عنها كلية. إن مصر بتاريخها العظيم ترفض أن تمد يدها للغير حتي ولو كانت أمريكا نفسها. فهي في غني عن معونتها. وهي ترفع رأسها عالياً وشامخاً في وجه من يريد النيل من عزتها وكرامتها.. وليخسأ تيلرسون بمعونته وليذهب إلي الجحيم حيث تكون نهايته. مصر يا تيلرسون عصية علي كل ما تلوح به من تهديدات. وقادرة بشعبها علي أن تقف شامخة مرفوعة الرأس أمام أي بلد مهما بلغت قوة اقتصاده.. يكفي أن مصر تواجه الإرهاب بمفردها رغم المؤامرات الدولية عليها. وأوشك هذا الإرهاب أن يحط عصاه ويرحل إن لم تكن نهايته ومقبرته علي أرض هذا الوطن.. مصر القوية العملاقة يخطب ودها الآن كل دول العالم شرقه وغربه.. شماله وجنوبه بعد أن انتفضت ونهضت بمشروعاتها الكبيرة العملاقة وسارت علي درب التنمية والرخاء. قل لنا يا تيلرسون كم تساوي ال 100 مليون دولار التي أعلنت في غطرسة ممقوتة أنك اقتطعتها من المعونة الهزيلة بالنسبة للاحتياطي من النقد الأجنبي في البنك المركزي الذي وصل إلي أكثر من 36 مليار دولار؟! كان عند المواطنين المصريين حق عندما سخروا من قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بقطع جزء من برنامج المساعدات لمصر.. فقالوا: إن "مصر أكبر من معونتكم".. مصر تمتلك الكثير من الثروات والخبرات والعقول والأيدي العاملة.. وبالرغم من تعرضها لحملات تشويه إلا أنها لا تزال واقفة علي أرضية صلبة. قال النائب طارق رضوان عضو مجلس النواب ووكيل لجنة العلاقات الخارجية إن قرار أمريكا بخفض جزء من المعونة لمصر لا يؤثر بالسلب أو الإيجاب علي مواقفها الخاصة. وأن ربط المعونات الأمريكية لمصر بملفات تخص الأمن القومي المصري أمر مرفوض شكلاً ومضموناً. أضاف أنه إذا تحدثنا عن "من يريد من" فإن الولاياتالمتحدة هي التي في موضع الحاجة لمصر خاصة فيما يتعلق بالأمن القومي للمنطقة والملفين الليبي والسوري. وعزا الموقف تجاه مصر إلي التضارب بين مؤسسة الرئاسة الأمريكية ووزارة خارجيتها لوجود علاقة تربط وزير الخارجية الأمريكي بالإدارة القطرية ووجود مصالح شخصية تربطهما وهو ما انعكس علي محاولات إفشال الدول المقاطعة للنظام القطري. يا سيد تيلرسون.. مصر تجاهلت الرئيس الأمريكي السابق أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون علي مدي 8 سنوات طوال. ولم تهز شعرة واحدة منها للنظام العدائي الذي اتخذته الإدارة الأمريكية ضدها. هل بعد كل هذا ستؤثر عداتك لمصر فتعيقها عن مسيرتها؟! ستذهب أنت وقطر إلي الجحيم.. وستبقي مصر رافعة راية العزة والكرامة.