دعا عدد من المنشقين عن جماعة "الإخوان المسلمين" إلى فتح حوار جاد مع التيارات السياسية المختلفة والتواصل مع الأقباط والقوى الليبرالية، إضافة إلى البُعد عن الاستقواء بالتنظيم أو العاطفة الدينية، للخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد، واعتبر هيثم أبو خليل القيادى المستقيل من الإخوان أن الجماعة فقدت قوتها بشكل كبير بالمقارنة بالانتخابات النيابية؛ لأنهم لم يقدموا جديدًا يُذكر فى البرلمان يمس حاجة المواطن، إضافةً إلى الإخوان لم يقوموا بأية تحالفات مع القوى الوطنية فى الانتخابات، واستأثروا بالعمل وحدهم دون التشارك مع غيرهم، حسب قوله، وأرجع تناقُص قوة الإخوان أيضاً إلى دور الإعلام الفلولى فى مهاجمتهم بضراوة، إضافة إلى بعض القرارات السياسية الخاطئة، وعلى رأسها قرار الترشح لانتخابات الرئاسة. وأكد أبو خليل على ضرورة فصل الجماعة عن الحزب، والاندماج فى عمل مشترك مع القوى الوطنية والليبرالية، والاتجاه لمخاطبة الأقباط فى مجموعة حوارات جادة وكاشفة. واعتبر أنّ عدد الأصوات التى حصل عليها أحمد شفيق جاءت نتيجة استعداد أجهزة الدولة للمعركة بشكل كبير، إضافة إلى دور الحزب الوطنى فى الفترة السابقة، والذى عمل على تكبير نزعة القبليات، وتخويف الناس من الحالة الأمنية السيئة وترهيبهم من الإخوان والقوى الإسلامية. فى حين قال معاذ عبد الكريم، عضو ائتلاف شباب الثورة وأحد شباب الإخوان المستقيلين، إن الجماعة فشلت فى الفترة الأخيرة فى لمس القضايا التى تهم المواطن المصرى، وأن البرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميون فشل أمام المواطنين الذين لا يفرقون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. وأوضح أنه "لا يوجد أى خيار أمامنا سوى تأييد ودعم الديكتاتور فمهما قيل عن تحفظات لنا على أداء الدكتور مرسى إلا أنه يعد مرشحًا للثورة أمام مرشح فلول، يريد استعادة نظام مبارك وإدارة البلاد وفق النهج القديم كأن البلاد لم تقم فيها ثورة". لكن ربط بين دعم القوى الثورية للإخوان وبين تنفيذ الجماعة عدة مطالب منها تشكيل فريق رئاسى وحكومة ائتلافية تشارك فيها جميع القوى الوطنية وتقديم تنازلات فيما يتعلق بصياغة الدستور وعضوية الجمعية التأسيسية، فضلاً عن أخذ تعهد من الإخوان بعدم ترشح مرسى لولاية جديدة. فى نفس السياق، تبنى أحمد عبدالجواد أحد شباب الإخوان السابقين تأييده لمرشح الجماعة، مشيرًا إلى أن الأزمة مع مرسى مهما كانت الخلافات معه تبقى سياسية إلا أننا بيننا وبين شفيق ومن يدعمونه دماء الثوار التى أزهقها رئيس وزراء معركة الجمل وأحد أبرز المقربين من مبارك. وأضاف: لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نؤيد من سخر من الثورة واستهزأ بالثوار وبل إننا نكتفى بإعلان الدعم فقط، بل سنحث جميع القوى الثورية والوطنية لدعم مرسى لقطع الطريق أمام الفلول للعودة للسلطة مجددًا رغم إقراره بصعوبة حشد هذه القوى، إلا إذا قدمت جماعة الإخوان المسلمين ضمانات ورسالة طمأنة للقوى الثورية فى عديد من الملفات التى يدركها قادة الإخوان جيدًا.