والده: «هادبح عجلين علشان ابنى استشهد.. وكل يوم بحضن العلم اللى كان ملفوف بيه النعش» والدته: «إن شاء الله ابنه يطلع ضابط زيه و يرجع حق أبوه وحق الشهداء اللى ماتوا» زوجته: «قالى لو استشهدت ما تزعليش.. وعشت معاه 3 شهور بالعمر كله» "ابنى بطل كان عارف إنه هيموت وهو بيدافع عن زملائه ووطنه، كل يوم البس علم مصر اللى كان ملفوف بيه النعش بتاعه وأنام عشان أحس بروحه حوليا"، كلمات حزينة وضحكة مكسورة مرسومة على شفتيه، تخفيها فى كثير من الأحيان عينه الممتلئة بالدموع، يبدأ "محمد كمال حسين المغربي" والد الشهيد "خالد المغربي"حديثة ل"المصريون" قائلاً: "ابنى كان يحلم منذ صغره بأنه يلتحق بالقوات المسلحة، وخاصة أن حلمه كان الالتحاق بسلاح الصاعقة، وكان دائمًا يقول ادعيلى يا بابا أنى ادخل سلاح الصاعقة، عشان أدافع عن أرض الوطن، وارجع حق الشهداء اللى ماتوا وهما ييحاربوا على الأرض". وأضاف: "بعد التحاقه بسلاح الصاعقة أصابني الخوف الشديد من إننى سأفتقده فى أى وقت مثل ما حدث مع من قبله من الزملاء وكنت خايف يموت زى الناس اللي ماتت، وسبحان الله قلبى كان حاسس أنه هيموت ومات بطل وهو بيدافع عن بلده ويحارب الإرهاب". وأكمل: "خالد كان بيقولى عاوز أموت شهيد وادعيلى يابابا لأنى محتاج دعوتك أوي، ولو موت شهيد متزعلش عليا وخليك صابر ومتماسك وافتخر بيا، كان شجاعًا بيخاف على البلد وتابع أنا بافتخر به زى ما طلب منى وبقول أنا أبو الشهيد، واحتسبه عند الله من الشهداء". مشيرًا، إلى أن نجله كان دائمًا ما يحدثه عن بطولات أقرأنه الشهداء فى عملياتهم ضد الإرهاب، وأنهم كانوا مثله الأعلى وكان يتمنى أن يموت شهيدًا مثلهم . ويتابع الأب المكلوم وعيناه تسيل منها الدموع: " كل يوم من وقت ما خالد مات وسابنى وأنا بجيب علم مصر اللى كان النعش بتاعه ملفوف فيه والبسه وأنام عشان أحس بروحه حوليا وأعوض حضنه اللى اتحرمت منه". وأشار، إلى أن وصية الشهيد قبل وفاته أن يذبح والده "عجلين" ويقوم بتوزيعهما على زملاء البطل وأهالى المنطقة فرحة باستشهاده قائلاً: "وصية خالد ليا إنى أول لما اعرف خبر وفاته أذبح عجلين وأوزع على زملائه والجيران وأنا لازم أنفذ الوصية دي"، متابعًا: "أول لما تلقيت خبر وفاته كنت رايح اشترى العجلين واذبحهما ووالدته هى اللى رفضت وطلبت منى تأجيل تنفيذ الوصية لحين الانتهاء من مراسم العزاء". وبنفس مشاعر الفخر التى ملأت قلب والدة الشهيد، وإيمانها بأن ولدها حى يرزق عند ربه، تمكنت الأم من التحكم فى دموعها وحزنها المفرط على "خالد" الذى وصفته ب"أجمل حاجة فى حياتها". وقالت: "ابنى قالى يا ماما أنا جاى يوم الأحد على شقتى فى مدينة المستقبل عشان أشوف رضوى تقصد (زوجته) وبعدها هجيلك وأزهقك منى، مرددًا والدموع تسيل من عينيها الله يرحمه كان بيقسم الإجازة بينى وبينها عشان ما أزعلش". وتتابع: "خالد كان حتة من قلبى وراحت حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل من حرمنى منه هو طلب منى أنا وأبوه أننا منزعلش لو سمعنا خبر وفاته عشان هو كان بيحلم أنه يستشهد فى سبيل الله وربنا حقق حلمه، وابنى أخد حقه وزيادة لما نال الشهادة زى باقى زملائه". وتستكمل: "خالد متزوج من 3 شهور وزوجته فى أول أشهور الحمل وإن شاء الله ابنه يطلع ضابط زيه وهو اللى يرجع حق أبوه وحق الشهداء اللى ماتوا". وأضافت: "طوخ كلها حزينة على وفاة خالد ويشهدوا بأنه كان شديد الأدب والالتزام باحترام الآخرين". "قالولى لو استشهد ما تزعليش"، هكذا بدأت رضوى مجدى زوجة الشهيد خالد المغربى حديثها مع "المصريون" قائلة: "أهل زوجى عندما قاموا بأخبارى وفاة خالد طلبوا منى إنى مزعلش لو خالد استشهد، وتابعت أنا اتجوزت خالد من ثلاثة أشهر فقط إلا أنهم بالعمر كله". وأضافت زوجة الشهيد: "خالد كان دائمًا يقولى إنه عاوز يموت شهيد ولما جالى خبر وفاته مصدقتش مستكملاً: "أنا عمرى ما هشوف زيه، خالد مامتش هو راجع". وتتابع: " آخر إجازة لخالد كانت فى عيد الفطر الماضى وقضيتها كلها مع خالد فى شقتنا فى مدينة الضباط وبعد استشهاد خالد تركت الشقة وذهبت إلى منزل أهلى بمدينة طوخ، كتبت له ورقة وتركتها فى الشقة - البيت وحش من غيرك ربنا يصبرنى على فراقك-". واستكملت: "الشهيد كان بارًا جدًا بوالده وولدته وكان دأئمًا يعاملهم أحسن معامله خوفًا من زعلهم قائلة:"كنت على طول بشوفه يبوس أيد أمه وأبوه ويطلب منهم أنهم يدعو له ". وتتحدث دينا المغربى، الأخت ألكبرى للشهيد قائلاً: " كلام الدنيا كله ميوصفش حلاوة خالد لأنه كان بارًا بينا جدًا وعمره ما زعل حد فى يوم من الأيام وتتابع، خالد كان دائمًا يقولى أنتى هتكونى أخت الشهيد يا دينا ولما أموت وبعد ما تدفنونى متزعلوش ولا تعيطوا عليا افرحوا وزغرطوا إنى مت شهيد". وأضافت: "بعد ما خالد مات كل يوم نلاقى ناس جايه تحكيلنا حكاية جديدة عنه وازاى كان بيعمل أعمال خير للفقراء والمحتاجين وأنه كان يساعد أهل المنطقة". وفى تلك اللحظة يدخل أحمد المغربى شقيق الشهيد فى نوبة بكاء شديدة، ويبدأ الحديث بصعوبة بالغة قائلاً: "خالد مكنش أخويا الصغير ده كان ابنى اللى أنا مربيه وشوفته بيكبر قصاد عينى منهم لله اللى عمله فيه كده وربنا يصبرنا على فراقه واحتسبناه عند الله من الشهداء وهو فى مكان أحسن مننا". وتابع: "كان إنسان محترم ويحترم أى حد وكان دائمًا يحب يضحك ويهزر زى الأطفال الصغيرين بالضبط". وتابع، "الإرهابيون اللى عملوا فى خالد كده ميعرفوش أنهم نفعوه ووصلوه للجنة مع الشهداء والنبيين والصديقين". يقول محمد عتريس خال الشهيد، "خالد كان موجود معنا ثلاثة أيام العيد، وكان حاسس إن آخر مرة يشوفنا فيها وودعنا وحضنا كلنا ومكنش عاوز يسبينا ويمشي"، وتابع: "عاوزين حقه وياريت الحكومة تاخد تاره، وتقوم بإعدام كل الإرهابيين اللى موتوا أولادنا لو مخدناش حقهم تبقى الدولة دى مش بتاعتنا، ولو الحكومة مش قادرة تحارب الإرهاب وترجع حق الشهداء تقولنا وإحنا نحاربهم ونقضى عليهم ونرجع حق أولادنا". ويختتم حديثه، "لو عندى ابن كبير هدخله الجيش عشان يحارب الإرهاب ويرجع حق ابن عمته وحق باقى الشهداء اللى زيه". ويقول"محمد المغربي" ابن عم الشهيد: "ربنا يصبرنا على فراقه فالشهيد كان حسن الخلق ويخدم الكبير قبل الصغير ودائم الابتسامة فى وجه الجميع ويحب مساعدة الناس مرددًا حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل واحد كان سبب أنه يحرمنا منه". فيما علق أصدقاء الشهيد عن مدى حزنهم على فراقه، قال محمد عادل: "حسبنا الله ونعم الوكيل إن شاء الله الإرهابيين اللى عملوا كده أخرتهم قربت". وتابع: "آخر مرة شوفت خالد فيها كان فى العيد وكنت حاسس إنه بيودعنى ربنا يصبرنا على فراقه، كان رمزًا للشهامة والجندى المصرى الأصيل". مرددًا بعد استشهاده أصبح مثالاً يُحتذى به كل شباب مصر. وأضاف محمد خالد، أحد أصدقاء الشهيد، "خالد بطل واللى يقول غير كده يبقى خاين وعميل". واستطرد: "خالد مات وهو بيدافع عن البلد وبيحميها عشان إحنا نعيش لازم حقه يرجع وربنا يصبرنا على فراقه".