مواطنون يؤكدون إصرارهم على الذهاب للجان مهما كانت الظروف حالة من الخوف والقلق تغلب على الناخبين من تكرار سيناريوهات عنف سابقة الدكتورة سامية الساعاتى: "اللى اتلسع من الشوربة ينفخ فى الزبادى" الانتخابات الرئاسية المصرية، لحظة فارقة فى تاريخ مصر, ولذا فقد تتعلق آمال ملايين المصريين بصناديق الانتخابات، ويريد الشعب أن يحمى تلك التجربة الفريدة من نوعها، فتضافرت جهود منظمات المجتمع، مع جهود الشباب المخلص للتوعية قبل الانتخابات التى ستتم خلال أيام، ومراقبة العملية الانتخابية خارج وداخل اللجان لرصد أى مخالفات، ويطالب البعض بوجود مراقبين دوليين، وكل المطالبات تعكس مدى خوف المواطنين وحرصهم على أن تتم هذه الانتخابات بمنتهى النزاهة والشفافية. وفى ذلك يقول الناشط السياسى المعروف جورج إسحاق إننا سنقوم بعمل توعية للمواطنين طبقًا لبرامج تدريب مسبقة التحضير, وسيحصل مندوبونا على بطاقات تمكنهم من مراقبة الانتخابات داخل وخارج اللجان، وأيد إسحاق ما جاء على لسان الدكتور بطرس غالى (رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان) فى بيان له يوم السبت الماضى يطالب فيه برقابة دولية على الانتخابات والتى لا تنقص بأى حال من الأحوال من السيادة المصرية، لكنها تضفى شفافية على العملية الانتخابية ولا تقلل من شأن أحد. وقال مؤكدًا إن الشعب المصرى والجمعيات الأهلية هم جميعاً مسئولون عن مراقبة العملية الانتخابية، فالكل سيراقب وذلك لمصلحة مصر والمصريين. وأضاف: "أتمنى ألا يحدث أى تزوير أو انتهاكات وخاصة فى مرحلة الفرز وهى أخطر مرحلة على الإطلاق، و قد حدثت تجاوزات سابقة فى انتخابات الشعب والشورى". ويقول الدكتور عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور السلفى إن حزب النور يقوم بالفعل بعقد مؤتمرات شعبية للتوعية بأهمية الانتخابات الرئاسية وكيفية اختيار المرشح المناسب فى مختلف محافظات مصر, وأن أعضاءً من حزب النور سيقومون بتشكيل لجان رقابية على العملية الانتخابية بالاشتراك مع جمعيات لحقوق الإنسان. أما خالد سعيد، المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية، فيقول عن استعدادات يوم الانتخابات وكيفية حماية الصناديق، إنه سيكون هناك مسئولون عن تسجيل الأصوات أولاً بأول وتوثيقها رسميًا وتسجل وتوصل إلى اللجان الرئيسية كل يوم على حدة، ومش حنتستنى إننا نعد الأصوات بعد اليومين، لأن توثيق الأصوات سيكون أولاً بأول وتوثق وتختم بمعرفة رئيس اللجنة، وسوف نتصدى لكل أشكال البلطجة والمخالفات بمساعدة الناس، ولن نسمح بالطرف الثالث أن يقضى على انتخاباتنا، وأنا متأكد أن الشعب المصرى سوف يسقطهم بلا شك، وأحب أوجه كلمة للشعب المصرى: "لا تضيعوا دماء أولادكم الذين قتلوا فى عهد مبارك ولا تنتخبوا إحدى أذرع أو أرجل مبارك بعد ما أزيلت رأس مبارك". وقال تامر القاضى، عضو المكتب التنفيذى لاتحاد شباب الثورة: كان لدينا تجربة سابقة فى توعية الناس فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى، حيث إننا أنشأنا مبادرة "الشعب هيعزلهم بنفسه"، والمقصود هنا "فلول النظام السابق"، وقد كان الشباب المتطوعون يجوبون مختلف المناطق فى شتى محافظات مصر وعملوا مؤتمرات توعوية وقد لاقت وقتها نجاحًا وقبولاً كبيرين". وأضاف: سوف نكرر التجربة فى الانتخابات الرئاسية ولكن هذه المرة سنغير الطريقة، نظرًا لأهمية الحدث بحيث تشمل قطاعات أوسع وبسرعة أكبر. كما أن اتحاد شباب الثورة قد طالب من قبل بتغيير اللجنة الرئاسية, ويؤكد تامر أن حماية اللجان هى مسئولية الأمن بالدرجة الأولى, وعلى الرغم من مخاوف الكثيرين من حدوث أى عملية تزوير أو تلاعب فى النتائج، فإن الشعب المصرى صار أكثر وعيًا ودراية بمصالحه وأهمها اختيار رئيس بإرادة شعبية حرة فلن يسمح أبدًا بأى تلاعب, هذا بالإضافة لمندوبى المرشحين, ومؤسسات المجتمع المدنى والذين سيراقبون العملية الانتخابية عن كثب. وأنهى كلامه قائلاً: سنوعى الناس لأن يختاروا الأصلح دون توجيههم نحو مرشح بعينه. فيما قال على خفاجى، من شباب الثورة، سوف نقوم بنفس الأعمال التوعوية والرقابية التى قمنا بها فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى بجهود الشباب, فسيكون لدينا مندوبون فى كل اللجان, حتى إن الشباب سيبيتون أمام اللجان بين اليوم الأول والثانى من الانتخابات تحسبًا لأى تلاعب ربما قد يحدث, وستجوب الشوارع قوافل إعلامية من المتطوعين، ليوضحوا لرجل الشارع البسيط مدى خطورة اختيار فلول النظام السابق الذين سيعيدون النظام القمعى الفاسد الذى ثار عليه المصريون. وأكد على أن حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين سوف يعملون بمنتهى القوة ولن يدخروا جهدًا فى توعية المواطنين والمراقبة الانتخابية. ويقول أحمد عبد الفتاح، عضو باتحاد ثورة 25 يناير، إننا سنقوم بعمل توعية شاملة على قدر الإمكان, وسوف نقوم بتوزيع مطبوعات لتوعية الناخبين كى لا يختارون رجال النظام السابق وسيكون مجهودًا مضاعفًا، وهى جهود فردية على أى حال, ولأن دعم مرشحى النظام السابق صار علنيًا وينفق عليه من المال ويبذل له من المجهود ما يصعب علينا مهمة التوعية, والجدير بالذكر أن الاتحاد يضم عددًا كبيرًا من طلاب وأساتذة الجامعات المرموقين، وسيكون لهم دور فى التوعية سواء المباشرة أو فى وضع المادة العلمية فى المطبوعات أو التوجيه العام. وأضاف أحمد عبد الفتاح أن سكان العشوائيات هم أكثر الناس استجابة، خاصة بعد أن مكناهم من الحصول على 300 شقة عن طريق القضاء كانت من حقهم ولم يحصلوا عليها سابقًا. وعن يومى الانتخابات قال: ستكون هناك مراقبة شعبية قوية جدًا وخاصة على عملية الفرز ولن يقدر أحد أيًا من كان أن يزور إرادة الشعب، خاصة بعد ما أبداه الشعب المصرى من قوة وصلابة. فيما قال عبده إبراهيم، عضو بحركة "أزهريون بلا حدود"، إننا سوف نبدأ حملة للتوعية ضد الفلول, سنوعى الناس بطريقة مبسطة مدعومة بمعلومات لتأتى بنتيجة فعالة. وأضاف أن طلبة خريجى الأزهر كلهم حماس لنشر الوعى بين الناس، ويرى أن الاستجابة ستكون كبيرة من المواطنين خاصة أنهم يحترمون مؤسسة الأزهر ويضعونها فى مقام خاص، وسوف يتعاونون مع شباب الإخوان و حزب النور السلفى فى مراقبة اللجان. ومن الائتلاف العام للثورة أيمن عامر، الذى قال: "الثورة كانت للشعب، يبقى أكيد المراقبة حتكون من الشعب، وطبعًا إحنا علينا دور كبير جدًا كائتلاف من جهة وشعب من جهة أخرى، فالتصدى لأى محاولة لخرق العملية الانتخابية سيقابل بالردع، والردع هنا ليس البلطجة أو العنف، وإنما هو الإبلاغ الفورى عن أى تجاوزات والتصدى لها إعلاميًا وسياسيًا، والتزام أمام اللجان من ناحية ومن ناحية أخرى أحب أوجه كلمة للناس، وهى اختاروا رئيسًا ثوريًا وشارك بالثورة علشان يعرف يعنى إيه شعب اتظلم 30 سنة". بينما قال الدكتور حسام أبو البخارى، رئيس ائتلاف دعم المسلمين الجدد أنهم لم يرتبوا بعد لأعمال التوعية ومراقبة اللجان ولكنهم بصدد البدء فى ذلك، وأن ما أخرهم هو مأساة العباسية وقضايا المعتقلين الذين يعطونهم كامل اهتمامهم فى الوقت الحالى. ويقول محمد شوقى (حركة تحرير جامعة القاهرة), إن حركة تحرير جامعة القاهرة بصدد التحضير لمراقبة مكثفة داخل وخارج لجان الانتخابات, وهم فى انتظار أخذ التصريح, وفريق العمل الذى سيكلف بمراقبة اللجان لديه خبرة مسبقة فقد حصلوا على دورات تدريبية فى الجامعة الأمريكية على الرقابة الشعبية فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى. وأضاف محمد أن هناك أعدادًا كبيرة من المتطوعين فى الحركة وهذا ما يدعو للتفاؤل. "أنا اللى محتاجة الحماية، حماية من البلطجية وأنصار المرشحين، ونفسى الانتخابات تتم على خير"، هكذا بدأت نبيلة الموظفة بإحدى مؤسسات الدولة حديثها معنا. وأكملت: "أكيد طبعا حنلاقى ناس جاية تختلق المشاكل وتثير الشغب ومش حقول فلول لسبب واحد علشان القوة الخارجية تتربص بينا أكتر من القوة الداخلية، والفلول والبلطجية محتاجين قانون صارم يطبق عليهم، أما المشكلة فى القوة الخارجية، وعمومًا أحسن ما فى الأمر إحساسى بأن الناس عندها إصرار على إتمام العملية الانتخابية، وإن شاء الله حتتم على الخير، بس لو وقفنا إيد واحدة ونرجع تانى نسيج لشعب عنده إرادة وتصميم على استعادة حريته، وأنا عن نفسى هاحمى الانتخابات بالالتزام فى الطابور والانتظار، ومش هاسمح بأى تجاوزت أمام باب اللجان، وخصوصًا الدعاية الانتخابية أو محاولات التأثير على الناس قبل الانتخابات مباشرة باختيار حد معين ولو حصل ده هابلغ فورًا". ومن إحدى محطات المترو، قابلنا بائعة متجولة تدعى "سوسن" قالت: "إحنا تعبنا ومات مننا كتير وكل كروت الكبار "الفلول" اتحرقت خالص ويشكروا إنهم لمونا على بعض تانى وادونا درس فى الوطنية، دلوقتى الكرة فى ملعبنا، إحنا إن شاء الله هاننتخب وهانحمى انتخاباتنا، وأنا عن نفسى هاخد جيرانى ونروح نقعد طول النهار أمام أبواب اللجان". "علينا بالهدوء والحكمة وضبط أعصابنا فى أهم مرحلة تاريخية بتمر بيها البلد"، هكذا بدأ كلامه بهاء الموظف على المعاش، مستكملاً بنفس النبرة الهادئة: "كون إننا نروح نبات أدام اللجان ونرابط عند أبواب المدارس ده شىء جميل، بس لازم نكون منظمين لأقصى درجة علشان منعملش ثغرات لَحد يندس وسطينا ويعمل عمليات تخريب، محتاجين نحمى صناديق الانتخابات بالعقل وكل واحد يؤدى دوره على أكمل وجه، يعنى مافيش حاجة اسمها إن أى حد ليه حد جوه اللجنة يدخله، لازم يكون فيه تصريح بالدخول والشباب اللى عمل الثورة لازم يحافظ على ثورته، وده مش هايحصل بالعصبية أو التعند أو إننا نمسك فى بعض، لأ طبعًا المصرى الأصيل معدنه بيظهر وقت الشدة ودى أصعب مرحلة بنمر بيها، وأنا عن نفسى متفائل خير، وإن شاء الله حتكون انتخابات محترمة ونزيهة، ومش هانترك الفرصة لحد يتلاعب بينا". "اللى اتلسع من الشوربة ينفخ فى الزبادى"، هكذا قالت لنا الدكتورة سامية الساعاتى أستاذة علم الاجتماع. وأكملت: الخوف من أى تلاعب أو تزوير هنا ظاهرة صحية، وليست مرضية، بالعكس دا هايكون سبب فى نجاح العملية الانتخابية، وده أمر طبيعى لأن الناس عاشت فترات من عدم الأمان وخايفين جدًا إنهم يروحوا الانتخابات يحصل بلطجة، فطبيعى يكون هناك شىء من الخوف.