أعجبته فتاة قروية وأدهشه حسنها، وهو فى العقد الثالث من العمر، فذهب إلى منزلها ليختارها حيث وافقت الأسرة بترحاب، ثم احتفل الجميع بالخطوبة السعيدة وسط زغاريد بنات العائلتين وبدأ الاستعداد للزواج فى مركز السنطة بمحافظة الغربية. كاد يطير قلب العريس "أ.م.ي" من الفرحة طيلة فترة خطوبته على العروس، لم يكن يعلم أن هذه الفرحة ستنتهى قرييًا بمأساة وتعاسة ستظل ترافقه طيلة العمر، لم يدرك أن عروسته مجبرة من قبل أهلها على تقبله، وأن بقلبها شابًا آخر أخفوه عنه حتى تكتمل الزيجة لعل الأمر يتغير لديها بعد الزواج. العروس فى العقد الثانى من العمر، مقيمه بذات القرية، جاء يوم زفافها وذهبت إلى محل الكوافير، بعد أن اصطحبتها بنات عمها لتتزين لعريسها الذى اختارها من بين بنات القرية. وكانت المفاجأة، اختفاء العروس من محل الكوافير لتتحول ليله الفرح إلى ليله حزن وغم ونكد، لأسرة العريس وأسرة العروس، وبدأ الطرفان فى البحث عن العروس، واختلفت ردود الأفعال فهناك من قال إنها اختطفت، وآخرون قالوا إنها هربت لأنها لا تريد الزواج من العريس وأنها تحب شخصًا آخر كانت على علاقة عاطفية به. فيما اختارت أسرة العروس الذهاب إلى مركز شرطة السنطة لتحرير محضر باختفاء ابنتهم ليلة زفافها من الكوافير . تم تشكيل فريق بحث برئاسة العقيد وليد الجندى مفتش فرع البحث الجنائى، بمركزى زفتى والسنطة، لكشف غموض اختفاء العروس ومعرفة ملابسات الواقعة, وسرعان ما استطاعت الأجهزة الأمنية من فك طلاسم اختفاء العروس. وتبين من التحريات بمعرفة ضباط قسم مباحث مركز السنطة، أنها لم تختف بل هربت ليلة زفافها مع أحد الشباب التى ارتبطت به عاطفيًا، وكان الترتيب بينها وبين حبيبها بأن تذهب إلى محل الكوافير مع بنات عمها لتتزين ثم تطلب إحضار «مصحف» لقراءة بعض سور القرآن وعندما تخرج قريباتها لإحضار المصحف، تخرج العروسة مسرعة من المحل وتتوجه مباشرة إلى شرم الشيخ مع حبيبها. من جانبها اعترفت العروس، بأنها اضطرت لذلك بسبب رفضها للعريس ورغبتها فى الارتباط بشاب آخر على علاقة به، ولكنها فوجئت بأسرتها تصر على زواجها من عريسها الذى تقدم لها ورفضته ومع إصرار أسرتها وتحديد موعد الزفاف فلم تجد مفرًا من الفرار والهرب من الكوافير تلبية لرغبة قلبها. أما العريس فتحولت ليلة زفافه إلى كابوس مفزع ظل يراوده فى منامه وفى كل لحظة بحياته.