السودان يضغط على مصر ب 3سدود جديدة

استغل السودان الصراع الدائر بين مصر وإثيوبيا حول "سد النهضة"، وعمد إلى تشييد سدود جديدة على النيل، بعدما كشفت تقارير صحفية سودانية عن خطط لبناء 3 سدود، بدعم كامل من إثيوبيا.
يأتي ذلك بعد أن حذر خبراء ري في وقت سابق من لجوء السودان لهذه الخطوة، للضغط على مصر دولة المصب الأخير للنهر، لكي تعدل موقفها من بناء سد النهضة.
ويقول مراقبون إن السودان جزءً لا يتجزأ من مسلسل الضغط على مصر، بعدما انحاز إلى الموقف الإثيوبي في المفاوضات، وشكل عائقًا أمام تحركات مصرية حول السد الذي يخشى من أن يؤثر على حصتها من مياه النيل.
الموقف السوداني بلغ أشده مؤخرًا، حين قاطعت الخرطوم المنتجات الزراعية والحيوانية المصرية، ومنعت دخولها الأراضي السودانية، بعد تصريحات لمسئولين سودانيين حول مثلث "حلايب وشلاتين"، بوصفه أراضي سودانية، الأمر الذي تنفيه مصر.
في المقابل، تدعم مصر بناء سد في جنوب السودان، بعد أن اتفقت حكومة "جوبا" معها على مواصفات بنائه، ومخصص فقط لتوليد الكهرباء والتنمية، لذلك دعمت ماديًا وفنيًا.
غير أن الثلاثة سدود السودانية الخاصة الأخرى ليست لهذا الهدف، حيث تسعى حكومة الخرطوم لوضع المزيد من العراقيل أمام مصر، كما يقول خبراء.
و قالت الدكتورة رشا الخولي، عميدة كلية الهندسة بهليوبوليس، والخبيرة في الشأن الإفريقي، إن "السودان من حقه إقامة السدود، ومن حق مصر أن تحافظ على أمنها المائي"، مشيرة إلى أن "تصعيد الخلافات ليس في صالح البلدين".
وأضافت ل "المصريون"، أن "بناء السدود على النيل يُعيق حركة المياه، وبالتأكيد فإن مصر ستتأثر بوجودها، خصوصًا وأن هناك دولاً إفريقية أخرى تقيم سدود على النيل"، محذرة من أن "الوضع المائي أصبح خطيرًا".
وأشارت إلى أن "السدود السودانية تأتي في سياق "المكايدة"، في ظل التوتر الذي يسود العلاقات بين السودان ومصر، وهو ما يجعلها تأخذ الخطوة بجرأة"، معتبرة أن مصر الآن "في حالة تحد مع إثيوبيا والسودان".
من جانبه، قال العميد متقاعد بكري عطية، رئيس "الجبهة الشعبية لحماية نهر النيل"، إنه "لن يتم السماح للسودان أو إثيوبيا بالانتقاص من حصة مصر المائية"، لافتًا إلى أن الجبهة تواصل الضغوط على الخارجية المصرية للتحرك.
وأشار عطية في تصريح إلى "المصريون"، إلى أن التغير في المواقف السودانية جاء نتيجة "السياسة"، معتبرًا أن "السودان بلد "ضعيف" وليس بمقدوره الدخول في نزاع مع مصر عن المياه"، مضيفًا: "الوضع مختلف عن إثيوبيا".
وتابع: "لم نكد نفيق من "نكبة" سد النهضة، والتي لازلنا لا نعرف لها حلاً حتى الآن"، لافتًا إلى أنه "لا توجد حتى الآن أي بيانات رسميا من السودان عن السدود وبالتالي فإن التحرك الخارجي يجب أن يكون على قدر الحدث".
وتشهد الخلافات السودانية المصرية تصاعدًا خلال الفترة الماضية، على خلفية المواقف السودانية المتباينة والاتهامات باحتلال مصر جزء من الأراضي السودانية، وهي الاتهامات التي طفت على السطح مؤخرًا، وكانت قبل ذلك في حيز الكتمان.