أكد وزير الخارجية التونسى رفيق عبد السلام وجود رؤية مشتركة مصرية-تونسية وتطابق فى وجهات النظر حول القضايا العربية والاقليمية.. وقال: إن مصر وتونس قد إقتربا من بعضهما البعض أكثر من أى وقت مضى بعد الثورة فى البلدين. ونوه وزير خارجية تونس- فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش الاجتماع الوزارى لحركة عدم الانحياز الذى انطلقت أعماله اليوم /الأربعاء/بشرم الشيخ - إلي أن لقاء يضم وزراء خارجية مصر وتونس وليبيا يجرى تحديد مكانه وزمانه بين الأطراف الثلاثة بغرض تبادل وجهات النظر، خاصة وأن أوضاع الدول الثلاث متشابهة بعد الثورة وتحتاج لرؤية وسياسة مشتركة وتعاون ثلاثى مثمر من شأنه تحقيق مصالح الدول الثلاث والأمة العربية بأسرها. وأشار عبد السلام إلي أنه سيلتقى صباح غد/الخميس/ مع وزير الخارجية المصرى محمد كامل عمرو لبحث التنسيق الثلاثى المصرى-الليبى-التونسى. وأضاف: أنه ربما يتم الترتيب لهذا الاجتماع الثلاثى فى وقت لاحق. وفيما يتعلق بامكانية انعكاس ثورات "الربيع العربى" على حركة عدم الانحياز، قال عبد السلام إن "الثورات العربية كان لها تأثير ايجابى على حركة عدم الانحياز، وتعزيز لها ، لأنها كانت رسالة بأن الشعوب العربية تدافع عن حقوقها ومصالحها الوطنية..وقال:اننا ننظر الى الإطار الأوسع للدفاع عن مصالحنا القومية فى اطار كتلة كبيرة مثل عدم الانحياز. وحول تصريحات رئيس وزراء الجزائر بأن الربيع العربى كان طوفانا دمر دولا كتونس وليبيا، قال وزير خارجية تونس: ان الدول الثلاث تمر بمرحلة تحولات وهذا أمر طبيعى فكل مرحلة تحول بها مخاض وتغييرات تستغرق وقتا وليس شهورا قليلة. وأضاف: أن ما جرى فى الدول الثلاث أمر طبيعى عادى وهو من مقتضيات الانتقال من نظام سابق قديم استبدادى شمولى فاسد إلي نظام جديد، وهى عملية تحتاج بعض الوقت، وأعرب عن تفاؤله بالنسبة للمستقبل. وأشار الى أن هناك مشاكل اقتصادية فى هذه الدول ولكنها مسألة وقت، وستتجه الى الاستقرار السياسى الحقيقى المبنى على أسس ديمقراطية، وهذا أمر يجرى لأول مرة فى مصر وتونس ودول الربيع العربى. وحول القوى الاسلامية فى دول الربيع العربى وسعيها للاستحواذ على السلطة؟ ذكر وزير خارجية تونس أن الاسلاميين هم قوة من القوى السياسية والاجتماعية الموجودة فى هذه الدول. وأضاف: لا يمكن ضمان استقرار سياسى حقيقى دون مشاركة كل القوى بمن فيهم الاسلاميون.. ولذلك فاننا فى هذه المرحلة نحتاج الى مشاركة وطنية تضم الاسلاميين واليساريين والليبراليين وغيرهم. وقال: انه لا يمكن تحقيق معادلة سياسية حقيقية واستقرار سياسى باستبعاد أى طرف من الأطراف أو قوى اجتماعية وسياسية حقيقية سواء فيما يتعلق بالاسلاميين أو "الاخوان المسلمين" وغيرهم. وأضاف:أن هذه مرحلة انتقال ديمقراطى تحتاج إلي مشاركة وطنية ونوع من الوفاق الوطنى بين كل القوى فى اتجاه "عقد سياسى جديد" لمشاركة كل هذه القوى بما يضمن الانتقال الديمقراطى الحقيقى المستقر. وتابع: أننا نرفض دون شك أى شكل من أشكال الاستحواذ سواء كان من طرف الاسلاميين أو العلمانيين ،أو من طرف قوى عسكرية أو مدنية فنحن مع اشراك الجميع فى إطار متوازن ومنفتح .. وشدد على أن الحكم فى نهاية المطاف يظل هو لصندوق الانتخابات.