اعتبر السفير الإسرائيلي في القاهرة ديفيد جوفرين، أن العلاقات بين إسرائيل ومصر تقوم على الاحترام المتبادل، وذلك خلال خطابه بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، وفقًا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية. ووصفت الصحيفة حديث "جوفرين" بغير المعتاد، خاصةً عندما حذر من أن العلاقة بين مصر وإسرائيل يهيمن عليها الجوانب العسكرية مما قد يعرضها للتآكل على المدى الطويل. واستطرد "جوفرين": “أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس عبد الفتاح السيسي يجمعهما روابط وثيقة أساسها الثقة والاحترام المتبادل، وهو أمر مرحب به ويساهم بشكل كبير في تقوية العلاقات بين البلدين". وتابع: “لكن العلاقات تعتمد بشكل مبالغ فيه على قدم عسكرية، وينبغي من أجل تشكيل سلام عميق الجذور الوقوف على قدمين، إحداهما عسكرية والأخرى اقتصادية واجتماعية". ورأى أن القيادات في القاهرة وتل أبيب تحتاج إلى توضيح نتائج السلام الإيجابية بين البلدين، بحيث لا يتركوا فرصة للأطراف الخارجية أن تثير الشكوك حول أهمية اتفاقية السلام، خاصةً وأن البعض بإلغائها. وانتقد "جوفرين" حكومة القاهرة قائلا إنها تفضل عدم السعي في التعاون الاجتماعي والاقتصادي مع إسرائيل لأسباب سياسية داخلية، بالرغم من أن تلك الروابط ستجلب فوائد لمصر. وأشار "جوفرين" إلى رغبته في تطبيع العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن الرؤية المصرية للسلام تختلف تماما عن إسرائيل، فبالنسبة للأولى تركزت أهمية اتفاقية السلام في كونها وضعت نهاية للحرب بين الطرفين وليس تطبيع العلاقات. ونوه السفير الإسرائيلي إلى وجود صعوبات رئيسية في الترويج لعلاقات ثقافية إسرائيلية مع مصر، وضرب مثالا على ذلك قائلا: "منذ شهور، حضرت عرضا في أحد المسارح المصرية، لكن ذلك أثار هجوما إعلاميا ضد مدير المسرح لعدم اتخاذه قرارا بوقف المسرحية وطردي". وأردف: "بعد 40 عاما منذ زيارة السادات إلى إسرائيل، ما زالت زيارة لسفير إسرائيلي لحضور عرض مسرحي في مصر تثير الانتقادات" واستطرد مخبرا الحضور في تل أبيب إلى أن جيل الشباب لم يعاصر الحرب مع إسرائيل، وأكثر انفتاحا تجاه المنافذ الإعلامية المعاصرة، وعلاوة على ذلك، تسبب الربيع العربي في تغيير الأجندة الوطنية في مصر ودفع القضية الفلسطينية إلى الهامش على حد زعمه.