أثار طرد سلطات مطار القاهرة، القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب ومنعه من دخولها قبل أيام توترا في العلاقات بين السلطات المصرية والسلطة الفلسطينية. وكشف الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم في مقاله بموقع المعهد الأورشليمي لشؤون الدولة إن طرد مصر لقيادي فتح تسبب في وجود توتر خطير غير مسبوق في العلاقات بين مصر والسلطة الفلسطينية . ورأى الخبير الإسرائيلي أن خطورة الخطوة المصرية تجاه الرجوب تأتي انطلاقا من كونه الرجل الثالث في فتح، فهو أمين سر لجنتها المركزية، ويرى في نفسه وريثا محتملا لعباس، لكنه أعلن في عدة مرات سابقة معارضته لمبادرة الرباعية العربية المكونة من مصر والأردن والسعودية والإمارات لإجراء مصالحة فتحاوية داخلية وإعادة دحلان لصفوف الحركة. وأضاف أن ذلك قد يكون بسبب نشاط الرجوب العدائي ضد خصمه اللدود محمد دحلان المدعوم من مصر، في حين تتهم أوساط السلطة الفلسطينية دحلان بالارتباط بجهاز المخابرات المصرية للتحضير لانقلاب عسكري ضد الرئيس محمود عباس. .واعتبر الرجوب أن المبادرة المذكورة تدخل خارجي في شؤون فتح، ولذلك يمكن اعتبار أن طرد الرجوب من مطار القاهرة هو تعبير عن غضب مصر برئاسة عبد الفتاح السيسي من عباس ورسالة قوية له مفادها أن الدعم المصري لدحلان ما زال على حاله بصفته وريثا لعباس. وأوضح بن مناحيم -وهو ضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)-أن دحلان عقد قبل أيام مؤتمرا شبابيا في القاه بمشارك خمسمئة من مؤيديه في قطاع غزة ولضفة الغربية، مما حدا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة التابعة للسلطة إلى اعتقال الشباب الذين شاركوا في المؤتمر عقب عودتهم للأراضي الفلسطينية، والتحقيق معهم بشأن مخطط دحلان للانقلاب على عباس والإطاحة به بمشاركة من المخابرات المصرية. وقال إن في اللحظة التي يدخل فيها عباس حالة من التراجع في وضعه الصحي فإن أوراق اللعبة على الساحة الفلسطينية سوف تتغير، ربما لصالح دحلان الذي لم يقل كلمته الأخيرة بعد. ورغم جهود عباس الحثيثة لإضعاف دحلان لكن الأخير يحظى بشعبية واضحة في غزة، ونجح بإقامة جيوب داخلية في بعض مخيمات اللاجئين بالضفة ولبنان، وكونه رجل أعمال ناجحا وأبرم العديد من صفقات الأسلحة فإن لديه تمويلا كبيرا، مما يساعده على إقامة أنشطة سياسية وتجنيد مناصرين جدد.