أشارت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أنه في الوقت الذي تحتج فيه الشعوب المسلمة على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المجحفة بشأن اللاجئين ومنعهم من دخول أمريكا، يتسابق قادتهم للالتماس الأعذار ل"ترامب" على أمل مساندته لهم في دحر تطرف الجماعات الإسلامية. وأرجعت الصحيفة في تقرير لها، السبب وراء صمت زعماء الدول المسلمة التي لم يشملها قرار "ترامب" بالحظر من ضمن ال7دول (اليمن، ليبيا، سوريا، السودان، الصومال، إيران، العراق) أنهم يرون في الأخير حليف هام ومؤثر ضد إيران والجماعات الإسلامية المتطرفة التي تهدد أنظمتهم، على الرغم من الاستهجان الواضح الذي تلقته قرارات "ترامب" من دول العالم حتى الغير مسلمة. واعتبر زميل مركز "أمريكان بروجريس" بريان كاتوليس، أن قادة تلك الدول يلعبون لعبة خطرة بغض البصر عن أفعال "ترامب" المتحيزة ضد الإسلام، على أمل أن يحمل لهمم الأخير نهاية لسلسلة الإحباط المتواصلة من إدارة باراك أوباما، ليصف أفعالهم بأنها آمال مرسلة بلا دليل. ولفت التقرير الانتباه، إلى زيارة ملك الأردن عبد الله الثاني إلى واشنطن والبيان الرسمي الذي أصدره ليؤكد أن الأغلبية المسلمة هي الضحية الأولى من هجمات الجماعات الإسلامية المتطرفة، إلا أن الخبراء يرون أن تلك ليست إدانة كافية، ولا يتوقعون أن يذهب "عبد الله" أبعد من ذلك، كون الأردن واحدة من أهم حلفاء أمريكا في المنطقة. وتابع الخبراء، أنهم لا يتوقعون إدانة رسمية من الزعماء، كون كلا من عاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان اكتفا بالتصريح أن الإرهاب والتطرف لا ديانة لهم، مشيرين إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أيضًا لن يتقدم بشكوى خاصةً في ظل الكيمياء التي يتشاركاها مع "ترامب"، ليواصلوا أن هؤلاء الزعماء وإن كانوا يدينون قرارات "ترامب" في السر، إلا أن أولويتهم تتمثل في الحفاظ على تحالفهم القوي بأمريكا. ونوه التقرير، إلى أن الدول المؤثرة ذات الأغلبية المسلمة مثل مصر والمملكة العربية السعودية ترى في "ترامب" صفحة جديدة لابد من التمسك بها، نظرًا لخطابه المعادي لإيران صاحبة التأثير القوي في المنطقة، كونهم يروا أن سياسة أوباما كانت أكثر دبلوماسية ومسامحة مع إيران، متمنين أن يفعل الأفضل لمصالحهم، علاوةً على انتقاد "أوباما" المستمر لسجل هذه الدول مع حقوق الإنسان وهو ما اعتبره هؤلاء القادة تهميشًا لدورهم. ووجه التقرير تساؤلًا في الختام، إلى متى سيحافظ حكام الغرب على دفء علاقتهم مع "ترامب" في ظل خطابه الذي يصفه المحللون السياسيون بالمعادي للإسلام، وخاصةً أن تلك القرارات تضع القادة في موقف حرج.