جاء فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، صادما ومفاجئا لكثير من المتابعين حول العالم. القلق والخوف من انتخاب رجل الأعمال الأمريكي لم يكن قاصرا على الداخل، إذ امتد إلى أوروبا والشرق الأوسط، ولكن ما يهمنا هنا هو تأثير هذا الفوز على العلاقات المصرية الأمريكية، وهل ستتجه نحو الأفضل أم نحو الأسوأ؟، في أعقاب القطيعة شبه الرسمية في العلاقات، بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 2013. السفيرة هاجر الإسلامبولي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأمريكية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، قالت إن فوز ترامب على هيلاري كلينتون في الانتخابات الأمريكية، بالأمس، سيكون له مردود إيجابي على العلاقات المصرية الأمريكية. اعتبار الإخوان جماعة إرهابية.. وإزالة المعوقات أمام المعونة الأمريكية لمصر وأضافت الاسلامبولي ل"التحرير"، اليوم الخميس، أن القضايا مشتركة فيما بين مصر وأمريكا، مع الرئيس الجديد ترامب، لافتة إلى أن أهم أولويات ترامب وفقا للأجندة المعلنة منه، هو محاربة الإرهاب والتطرف، واتهامه لإدارة أوباما وكلينتون بصناعة وانتشار الإرهاب في العالم، فضلا عن تصديه ومحاربته للتطرف الإسلامي مثل داعش، ووصولاً إلى اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وهنا يوجد توافق وإجماع بين مصر وأمريكا الجديدة. وأشارت مساعد وزير الخارجية، إلى أن ترامب سينتهج التيسير على مصر من حيث المعونة الأمريكية، وسيحطم كافة المعوقات التى وضعتها إدارة أوباما أمام مصر فيما يخص المعونة الأمريكية لمصر بشقيها، الاقتصادي أو العسكري، ولن تعاود سياسة التضييق على المعونات المرسلة لمصر. وشددت الإسلامبولي على أن المخاوف من ترامب في العالم كونه قادما من خارج السياسة الأمريكية، ولكنه حظي بدعم شعبي وكشف عن انقسام حقيقي وجذري داخل المجتمع الأمريكي، في ظل أن كل التوقعات والمؤشرات والتقارير كانت تؤكد أن كلينتون ستفوز على ترامب. أمريكا في عهد ترامب منفتحة على مصر بطريقة لم نشهدها من قبل وأوضحت أن ترامب ينتمي إلى المدرسة المحافظة التي تقدر قيمة وحجم مصر، بخلاف كلينتون التي كانت تنتهج فكرا معاديا لمصر وداعم للإسلام المتطرف وجماعة الإخوان المسلمين، وعلى الصعيد الاقتصادي فأكدت أن إدارة ترامب ستكون منفتحة على مصر بطريقة لم نشدهها من قبل، ولكن لابد أن نعمل جاهدين على جذب الاقتصاد ورأس المال الأمريكي إلى مصر. وفي السياق ذاته، قال الدكتور حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسة، إن ترامب له توجه مختلف تماماً عن أوباما ومنافسته هيلاري كلينتون، منوها بأن إرث أوباما يتسم بالسلبية الكبيرة، ويمثل خطراً على الدول العربية، وسيكون الموقف الداعم للعرب بصفة عامة ومصر بصفة خاصة، هو إصرار الرئيس الأمريكي الجديد على القضاء على الجماعات المتطرفة كداعش والقاعدة، وسوف يعمل سريعاً على القضاء على مثل هذه التنظيمات التي أشار إلى أنها صنيعة النظام الأمريكي الحالي بقيادة أوباما، وكذلك اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية. وأكد أبو طالب ل"التحرير"، أن ترامب يتنبى فكرة الاستقرار الداخلي، وعدم التدخل مطلقاً في شؤون الدول أو البلدان الأخرى، إلا في الحالات التي تمثل تهديداً واضحا على أمن أمريكا، ولن يقبل على الحروب مادام هناك قدرة على التفاوض. ترامب يرقي مصر لمرتبة "الصديق" أما فيما يخص مصر، فأشار مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية إلى أن ترامب سيكون أفضل بكثير من أوباما في تعامله مع مصر، مستشدهاً بحديث ترامب نفسه عن وجود كيمياء بينه وبين الرئيس السيسي، بخلاف تصريحات ترامب عن أن مصر ستكون صديقا لأمريكا في عهده وليست مجرد حليف، مما يؤكد سعيه لتفعيل علاقات جيدة وعلى أعلى مستوى مع مصر. ولكن هناك بعض الغموض أو عدم الوضوح من إدارة ترامب، علينا أن نتمهل حتى نرى في الأيام القادمة، ممثلة في نظرته لأمن الخليج وعلاقتهم الكلاسيكية والقوية في التحالف مع دول الخليج، والنظر إلى موقفه من القضية الفلطسينية، رغم إصداره تصريحات عن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكنها تصريحات انتخابية ليس أكثر، على حد وصفه، وكيفية تعامله مع إيران والملف النووي والتنظيمات الشيعية التي تدعهمها إيران؟.