نرجو ألا تتكرر تجربة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الفاشلة في التعامل مع مصر.. وأن تنفك عقدة العلاقات بينهما إذا فازت هيلاري كلينتون أو رونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة. لقد عانينا الأمرين في عهد باراك أوباما لأنه انحاز لجماعة الإخوان المسلمين ولم يعترف بثورة الشعب الذي خرج في 30 يونيو عام 2013 ليزيح هذه الجماعة عن الحكم. وفتح أوباما كل الأبواب أمام الإخوان. وناصرهم ماديًا ومعنويًا وإعلاميًا. وفتح مراكز لهم في أمريكا ليدبروا مؤامراتهم حول مصر بهدف زعزعة الاستقرار بها. قطع المعونات العسكرية والاقتصادية مع القاهرة. ولم يفرج عن شحنات الأسلحة إليها فيما عدا عشر طائرات من الأباتشي بحجة محاربة الإرهاب.. وظل علي صلة وثيقة بالإخوان بعد ثورة 25 يناير. لقد كنا نأمل في أن ينحاز الرئيس أوباما لإرادة الشعب المصري.. خاصة أنه أول رئيس ملون لأمريكا.. وكانت فرحتنا به لا تضاهيها أية فرحة.. فهو رئيس ينتمي إلي جماعات الملونين في أمريكا. وكنا نظن أنه أكثر قربًا من الشعوب النامية.. لكن خاب ظننا!! المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري بعد شهرين من هذا العام وهو دونالد ترامب حرص علي لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي شهد الاجتماع ال 71 للأمم المتحدة في نيويورك.. أعرب ترامب خلال لقائه بالرئيس عن تقديره للرئيس وللشعب المصري علي ما قاموا به دفاعًا عن بلادهم بما حقق مصلحة العالم كله. كما أكد ترامب علي ما يكنه لتاريخ مصر من احترام كبير مشيدًآ بالدور المهم الذي تقوم به في الشرق الأوسط.. كما عبر عن دعمه الكامل لجهود مصر في مكافحة الإرهاب.. مؤكدًا أن الولاياتالمتحدة ستكون تحت إدارته حال فوزه في الانتخابات الرئاسية صديقًا وحليفًا قويًا يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال السنوات القادمة. وأكد ترامب أن علاقات الشراكة القوية والممتدة التي جمعت بين البلدين علي مدار العقود الماضية تشهد علي حيوية هذه الشراكة بالنسبة لأمن واستقرار الشرق الأوسط. موضحًا أن مصر والولاياتالمتحدة لديهما عدو مشترك ويهتمان معًا بالعمل من أجل التغلب علي الإرهاب والتطرف. هذه مشاعر ترامب تجاه مصر.. وهي تختلف كلية عن موقف باراك أوباما الرئيس الأمريكي من مصر حيث ساد فترته جمود في العلاقات بين البلدين. وفي لقاء الرئيس السيسي يهيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية أكدت أنه علي العالم كله أن يعلم أن مصر تغيرت تمامًا وأصبحت دولة مدنية حديثة.. وأكدت علي أهمية تكاتف العالم مع مصر لتصويب الخطاب الديني. وأن مصر قائمة علي احترام القانون ومؤسسات الدولة والحقوق والحريات. وقد تم خلال اللقاء الذي جري بمقر إقامة الرئيس عبدالفتاح السيسي مناقشة القضايا الساخنة بمنطقة الشرق الأوسط. وعلي رأسها ملف الإرهاب والملفات السورية والليبية والفلسطينية. لا شك أن "داعش" صناعة أمريكية ولدت ونمت وترعرعت في عهد باراك أوباما.. فهو بالتنسيق مع دول أخري في الشرق الأوسط ومنها إسرائيل شجعا قيام هذا التنظيم الإرهابي بهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة. وتفتيتها إلي دويلات حتي يسهل السيطرة عليها واستغلالها طبقًا للمخططات الأمريكية. فهل تشهد أمريكا في عهد دونالد ترامب أو في عهد هيلاري كلينتون تغيرًا في سياستها تجاه المنطقة ككل؟! وهل تشهد العلاقات المصرية الأمريكية تحسنًا في النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية؟! هل يدرك كل من ترامب وكلينتون وضع مصر القيادي في المنطقة. وأنه لولا مصر ما كانت دول المنطقة تقوم لها قائمة. كل الخوف أن تكون سياسة المرشحين الأمريكيين للرئاسة مجرد حلم يصطدم مع الواقع. ونعود لتجربة باراك أوباما في المنطقة.. وبذلك تسقط أمريكا في نظر الجميع.. وينطبق عليها المثل الشعبي القائل "كلام الليل المدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح"!!