أول مرة أستمع بهذا الاهتمام لخطاب مسئول أمريكي.. المرشح الرئاسي دونالد ترامب هو من أرغمني علي ذلك.. وبرغم أن الرجل ثارت حوله موجات من الجدل ليست بسيطة. إلا أنه في خطابه الأخير عن مكافحة الارهاب قدم تحليلاً معتبراً لحقيقة دور بلاده في تطورات الأوضاع في الشرق الاوسط بشكل عام وعلاقتها بالجماعات الإرهابية بشكل خاص. رغم نفي مسئولي الولاياتالمتحدة مراراً وتكراراً وبشكل رسمي أي علاقة لهم بداعش واخواتها واخوانها.. ومع أن الاعلام الأمريكي أدمن في الآونة الأخيرة الهجوم علي مصر إلا أن ترامب تناول بشكل متميز دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في محاربة الإرهاب وأكد المرشح الرئاسي لمؤيديه بولاية أوهايو أنه سيتعاون مع الرئيس السيسي لمكافحة الارهاب لما يملكه من سياسة واضحة ترفض ثقافة الموت التي يتبناها تنظيم داعش. وأنه سيعمل مع الرئيس السيسي ليغير ما وصفه بالمآسي التي تحدث الآن. لدي ترامب أيضا رؤية مختلفة تماما في العلاقات مع روسيا فليس لديه مانع من العمليات العسكرية المشتركة ضد التنظيم الإرهابي وتجفيف منابع التمويل ووقف عمليات تجنيد الشباب والفتيات.. ترامب قال إنه سيحارب داعش عسكرياً وفكرياً ومالياً. وفضح سياسات الإدارة الأمريكية الحالية حيث وجه اتهامات مباشرة لهيلاري كلينتون بتشجيع الإرهاب في الشرق الأوسط وحملها المسئولية عن إنتشار التطرف في أجزاء جديدة من العالم. وأثبت ترامب بالبيانات تمدد الجماعات الإرهابية بعد تولي هيلاري وزارة الخارجية.. كرر الرجل عبارات قالها في خطابات سابقة مفادها أن أوباما وهيلاري صنعا تنظيم داعش لتمزيق الشرق الأوسط. أضف إلي ذلك رفض ترامب الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران وسعيه لوقف البرنامج النووي الإيراني بأي وسيلة وتأييد فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية عليها. لكن ما شد انتباهي أكثر وجعلني أراجع تصريحات الرجل مرة تلو الأخري ما كرره عن دور أوباما وهيلاري كلينتون في المساعدة المالية لجماعة الاخوان المسلمين حتي تتصدر المشهد وتصل للسلطة في مصر.. ترامب قدم خلال خطاب أوهايو عن مكافحة الإرهاب شهادة جديدة ثمينة ومسئولة وموثقة عن موقف إدارة أوباما الداعم لنشر الفوضي في المنطقة ودعم الاخوان بالمليارات وكذلك دعم داعش فقبل أوباما ظهرت بوادر للاستقرار وانخفضت معدلات العنف في العراق وبعد أوباما وفي عام 2014 كان لداعش تواجد بسبع دول.. واليوم امتد نفوذها ليصل إلي30 دولة علي حد تعبير المرشح الرئاسي الأمريكي.. إنها وبحق اعترافات ترامب.. وشهد شاهد من أهلها.