* خبراء عن العلاقات المصرية الأمريكية في عهد (ترامب وهيلاري): * الريدي: "عنصرية ترامب" تجعل مستقبل مصر مع "هيلاري" أفضل * هريدي: أفكار "ترامب" لن تفسد العلاقات المصرية الأمريكية * و"هيلاري" الأكثر كفاءة * عبد المنعم سعيد: "هيلاري" تمثل امتدادا لحكم "أوباما" * وعلاقاتها ب"القاهرة" ستكون أكثر عقلانية من الرئيس الحالي * سعيد: ترامب رجل "صفقات" ومنهجه ضد"الإرهاب" يوافق الموقف المصري * هريدي: سيتحكمان في "حرارة" العلاقات المصرية الأمريكية ولن تتغير لحقت هيلاري كلينتون بمنافسها دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري في خوض سباق الرئاسة بعد حسم معركة ترشيح الحزب الجمهوري، وأنها ستكون مرشح الحزب لرئاسة الولاياتالمتحدة بشكل رسمي خلال أيام. اقتراب ترامب وهيلاري من المنافسة على دخول البيت الأبيض رئيسا للولايات المتحدة، مع اختلاف مواقفهما من الشرق الأوسط عامة ومصر خاصة، جعلنا نحاول الوقوف على ملامح سياسة كل منهما مع مصر حال فوزه في الانتخابات، وهذا ما تحمله السطور التالية من آراء الخبراء في ضوء ما حملت الأيام الماضية من معطيات حول توجهات كل من المتنافسين. الأفضل في كل الأحوال ففي هذا السياق، أكد السفير عبدالرؤوف الريدي، سفيرنا السابق بواشنطن، أن تولي هيلاري كلينتون رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، سيكون في كل الأحوال أفضل من حكم دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، رغم أن لها بعض المواقف غير الجيدة من مصر والعالم العربي. وقال "الريدي": سياسة "كلينتون" مع مصر والعرب ستكون امتدادا لسياسة باراك أوباما مع تلافي الأخطاء التي وقعت فيها الأخير، وبالتالي ستكون أكثر هدوءا وثباتا، حيث كانت وزيرة خارجية أوباما لفترة ولعبت دورا كبيرا في هذه الفترة، وبالطبع فقد استفادت من تجربة أوباما مع التمويل الخارجي للجمعيات التي تهدف لزعزعة أمن واستقرار الدول العربية. وأوضح أنه بأي حال من الأحوال سيكون حكم هيلاري مناسبا لمصر والعرب بعيدا عن حكم ترامب المعروف بنزعاته العنصرية ضد العرب والمسلمين، لافتا إلى أن الحديث عن وضع العرب وعلاقة مصر بأمريكا حال فوز ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة سيكون نوعا من إطلاق الفرضيات والجدل دون فائدة. العلاقات لن تتأثر فيما، قال السفير رضا فرحات، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية سابقا، إنه في حال وصول "دونالد ترامب" المرشح الأمريكي لرئاسة الولاياتالمتحدة، لن يؤثر ذلك إطلاقا على العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية لكونها دولة مؤسسات على الرغم من أفكارة المتطرفة وعداؤه للمسلمين. وأوضح "فرحات" أن المصالح المشتركة بين مصر والولاياتالمتحدة لن تتأثر بالمواقف الدعائية والانتخابية ل"ترامب"، لافتاً إلى أن الاختلاف يكون في الأسلوب وليس المضمون السياسي. وأشار من جهة أخرى إلى أن هيلاري كلينتون تعتبر امتداد لسياسات أوباما فضلا عن أنها من عائلة سياسية مخضرمة وتستطيع تقوية العلاقات المصرية الإمريكية بصورة أكبر عن "ترامب". الأوضاع ستبقى كما هي كما، أكد الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية السابق والخبير بالعلاقات المصرية الأمريكية، أن علاقات مصر بأمريكا خلال حكم هيلاري كلينتون حال فوزها ستكون استمرارا للأوضاع القائمة مع درجة من التحسن. وقال "السعيد": الأوضاع القائمة الآن بين مصر وأمريكا مستقرة منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، ولم يخرج عليها أي رئيس سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين، وستشهد العلاقات الأمريكية المصرية نوعا من التحسن في عهد كلينتون لأنها أكثر واقعية من باراك أوباما الرئيس الحالي، الذي كانت استراتيجيته تجاه الشرق الأوسط تميل للأيديولوجية الليبرالية والاعتقاد بإمكانية جذب الجماعات المتطرفة للحكم الديمقراطي والليبرالية، وهذا التوجه جعل لديه درجة من عدم الفهم والتقدير، بعكس "كلينتون" التي أكدت أنه يجب إجراء انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير وليس إسقاط النظام الحاكم. هيلاري تدرك مكانة مصر وأضاف أن هيلاري كلينتون تدرك قيمة مصر وموقعها الاستراتيجي في ضمان استقرار المنطقة وأمنها، لذلك فستوجه دعمها في هذا الاتجاه. وفي السياق ذاته، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الإستراتيجية الأمريكية تجاه مصر ثابتة منذ توقيع معاهدة السلام 1979، لافتاً إلى أن فوز أيا من "ترامب" و"هيلاري" لن يغير من الإستراتيجية وأن التغيير قد يكون في درجة حرارة العلاقات المصرية من ناحية توثيقها أو الاحتفاظ بالوضع الحالي بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية. استراتيجية ثابتة وأوضح "هريدي" أنه في حال فوز أحد المرشحين برئاسة الولاياتالمتحدة، سيلتزم بالمؤسسات الدستورية وثوابت الإستراتيجية الأمريكية تجاه الدول، مشيراً إلى أن ما يعكسه ترامب من أفكار في البيت الأبيض لا يتوافق مع الاستراتيجات الأمريكية لأنه كمرشح لا يملك التزامات سياسية حاليا. مواقف كلينتون سيئة وأشار إلى أنه في حال فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة ستكون العلاقة أكثر تعقيدا لأنها كانت من المسئولين الأمريكيين ذوي المواقف الشديدة والمعاكسة لإرادة الشعب والجيش المصري خلال أحداث يناير 2011، ورغم ذلك ستلتزم أيضا بثوابت الاستراتيجية الأمريكية. بينما، أكد الدكتور عبدالمنعم السعيد، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية السابق، الخبير بالعلاقات المصرية الأمريكية، أن درجة التنبؤ بسياسة أولاند ترامب مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، صعبة وغير واضحة لأنه لا يوجد له أي سجل تاريخي له علاقة بالسياسة الخارجية. لا سياسة للتقييم وقال "السعيد": لا يوجد لديه برنامج محدد فيما عدا تصريحات عامة تخص الشرق الأوسط، تؤكد أنه يجهل وضع الشرق الأوسط في المنطقة، لكن إذا اتبع المنهج الديمقراطي المحافظ في سياسته تجاه مصر والشرق الأوسط سيكون أفضل من مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، لأنه يركز على التعاون الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة مع حلفائها ولا يعنى كثيرا بحقوق الأنسان ومنظماتها، بالإضافة إلى الموقف العدائي ضد المتطرفين والإرهاب وهو المنهج الذي تنتهجه مصر، مما يجعل هناك تقاربا بين ترامب ومصر أكثر من هيلاري. التعامل بنظام الصفقات وأضاف أنه على الجانب الآخر فترامب لن يكون ممن يتحمسون للمعونات الأمريكية تجاه مصر، حيث له تصريحات تخص حلفاء الولاياتالمتحدة الاستراتيجيين أنهم يجب أن يدفعوا مقابل علاقتهم بأمريكا وحمايتهم لها، وبصفة عامة سيكون هناك اختلاف كبير بين هيلاري وترامب فيما يتعلق بالمزاج العام، فترامب شخصية تجارية يتعامل مع العالم بنظام الصفقات ولا يعي المصالح القومية وبالتالي سيكون هناك صعوبة في التعامل معه، عكس هيلاري المتعقلة في تصرفاتها والخبيرة بالسياسات الخارجية.