أثبتت استطلاعات الرأي أنها وسيلة فاشلة في التنبؤ بالأحداث حتي في أمريكا المشهور عنها أنها بلد الحرية والديمقراطية وأنها النموذج الأمثل لقيادة العالم الحر!! أوهمتنا هذه الاستطلاعات التي خرجت من أمريكا أن مرشحة الرئاسة الأمريكية الديمقراطية هيلاري كلينتون تقدمت علي منافسها الجمهوري دونالد ترامب بفرق شاسع وأنها تسبقه بنقاط عديدة!! وظلت الاستطلاعات توحي إلينا بأن هيلاري كلينتون ستتربع فوق عرش الرئاسة الأمريكية لتكون أول امرأة في العالم تقود مصائر الدول من خلال منصبها الجديد.. وكانت نتيجة الاستطلاعات تتسع تارة وتضيق تارة أخري ولكنها كانت كلها في صالح المرشحة الديمقراطية علي حساب المرشح الجمهوري. وفاجأتنا نتيجة الانتخابات بفوز كبير لدونالد ترامب علي هيلاري كلينتون. فقد حصل علي أصوات المجمع الانتخابي بفارق 59 صوتا حيث حقق 274 صوتا. بينما حققت هيلاري 215 صوتا!! هل هناك فرق بين المرشحين للرئاسة دونالد ترامب "الفائز" وهيلاري كلينتون "الخاسرة"؟! أعني هل هناك فرق في السياسة الخارجية بين الاثنين؟! الأنباء تقول إن السياسة الأمريكية لاتتغير باختلاف الرؤساء.. فهناك ثوابت كما تقول صحيفة المساء يتفق عليها الجميع وهي: الهيمنة الأمريكية علي العالم.. وضمان أمن إسرائيل.. والسيطرة علي مصادر الطاقة. وصف بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل ترامب بأنه الصديق المخلص لتل أبيب.. وأشار إلي أن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية متينة ومبنية علي قيم ومصالح مشتركة.. وقال إنني وترامب سنواصل تعزيز التحالف الفريد من نوعه القائم بين البلدين وسنقوده إلي قمم جديدة. وأعرب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين عن قناعته بقوة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.. وأنها ستزداد قوة خلال فترة ولاية ترامب!! ورحبت جميع الأحزاب اليمينية المتشددة في إسرائيل بفوز ترامب.. وقال نفتالي بنيت وزير التعليم ورئيس حزب "البيت اليهودي" إن فكرة الدولة الفلسطينية انتهت بعد انتخاب ترامب.. ودعا اسرائيل إلي التراجع عن هذه الفكرة. وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية أيليت شاكيد من حزب "البيت اليهودي" إن الفرصة سنحت الآن لنقل سفارة أمريكا إلي القدس.. وإن هذه خطوة تشكل رمزا للعلاقات المتينة بين الدولتين!! وكان ترامب قد قال في تجمع انتخابي في "ساراسوتا" يوم الاثنين الماضي وسط هتافات الجمهور إننا سنقف بقوة مع إسرائيل في حربها ضد من وصفهم بالارهابيين.. وكان باراك أوباما كارثة لإسرائيل.. ولكننا سنعمل معها بشكل وثيق للغاية!! وسننقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس!! في المقابل.. لو كانت هيلاري كلينتون قد نجحت في هذه الانتخابات لسارت علي نفس سياستها في احتضان جماعة الإخوان ومدهم بتأييد معنوي ومادي لتنفيذ مخططاتهم في مصر والدول العربية. بينما قال الدكتور وليد فارس مستشار شئون الشرق الأوسط للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أول تصريح له بعد فوز ترامب بالرئاسة الامريكية ان الرئيس ترامب انتصر علي الاعلام المضلل مثل: سي. إن. إن وواشنطن بوسط ونيويورك تايمز الذي سرب الشائعات ضد ترامب لصالح هيلاري ولكن الأقوي فاز في النهاية لأنه صادق مع المواطنين. وقال ان ترامب يتطلع إلي إقرار السلام في الشرق الأوسط.. وإنه سيقف علي منتصف الطاولة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال إننا لا ننسي دعم مصر.. وقول الرئيس السيسي في حواره مع قناة سي إن إن: إن ترامب لديه مقومات قائد قوي.. وشهد الحفل الذي أقامه التحالف الشرق أوسطي لدعم دونالد في واشنطن مشاركة مصرية حاشدة علي المستويين الرسمي والشعبي. وأضاف أن ترامب سيسعي لتقوية العلاقات المصرية الأمريكية.. وسيكون شريكا اقتصاديا قويا لمصر. بقي أن نعرف توجهات الرئيس الأمريكي الجديد العملية ونظرته إلي مشاكل منطقة الشرق الأوسط.. ونترك الحكم للتاريخ.