يمثل المرشح الجمهورى لرئاسة أمريكا دونالد ترامب نمطًا غير مسبوق من المرشحين لهذا المنصب الرفيع فى إحدى أعرق الديمقراطيات فى العالم. كانت كل كلمة تخرج على لسان هذا السياسى غير التقليدى بمثابة علامة واضحة على شيء وحيد.. أنه يمثل كسرًا وتحديًا لكل قواعد النظام السياسى الأمريكى.. يبدو هذا الملياردير الذى اشتهر بأنه أحد أهم أقطاب العقارات فى العالم وهو يدلى بدلوه وكأنه متمرد لا يخشى عواقب ما يقول ولا يعبأ تمامًا بتوازنات يعرفها السياسيون المخضرمون فى أى عملية انتخابية. لكن هذا التمرد أصبح مثيرًا لقلق كثيرين- وربما مصدر اطمئنان لآخرين- بعدما أوضح بشكل لا يقبل تأويلاً موقفه من كثير من الموضوعات على الصعيدين الخارجى والداخلى، مواقفه من الإسلام والمسلمين، المتطرفين، أوروبا، روسيا، وغيرها من القضايا، تؤكد أن العالم سيكون أمام أمريكا مختلفة حال انتخابه. أمريكا المتسامحة لن تكون كذلك، أصدقاؤها لن يلقوا الاحترام اللازم كما تعودوا، وأعداؤها يمكنهم أن يكونوا هم الأصدقاء والحلفاء.. وربما تكشف رئاسته- إذا حدثت- عن كثير من المفاجآت لا يمكن توقعها اليوم.. وإنما تكشف عنها الأيام.. ماذا لو فاز ترامب، سؤال نحاول الإجابة عنه فى بعض القضايا الساخنة خاصة أنه باقٍ من الزمن9 أسابيع فقط على إجراء الانتخابات الرئاسية. وقد كشفت أحدث استطلاعات الرأى العام الأمريكى أن منافسته مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون فقدت تقدمها على ترامب، الذى يبذل جهودًا كثيرة لإقناع السود والناطقين بالإسبانية بالتصويت له. وفى آخر استطلاع نشر، الثلاثاء، وأجرى لحساب شبكة «سى إن إن» بين الأول والرابع من سبتمبر، تقدم ترامب على كلينتون بنقطتين، جامعًا 45%، مقابل 43%، من أصوات الناخبين الأمريكيين، وأفاد استطلاع آخر للرأى أجرى لحساب صحيفة «واشنطن بوست» بين التاسع من أغسطس والأول من سبتمبر وغطى 50 ولاية، أن المرشحة الديمقراطية تهيمن على الكثير من المناطق وبينها معاقل تعتبر تقليديًا جمهورية، إلا أن ترامب يتقدم عليها فى وسط البلاد. التشدد فى مواجهة التشدد يبدو أن موقف المرشح الجمهورى دونالد ترامب المتشدد والواضح من المتطرفين يمثل عين ما تريده الجماعات المتطرفة. تعتبر تلك الجماعات أن وصول مثل هذا المرشح إلى البيت الأبيض يخدم أيديولوجيتهم. وجهة نظر ترامب فى التعامل مع المسلمين وخطاباته المناوئة للجماعات المتطرفة تبدو متماسكة ولا تحتمل التأويل، والأهم أنها الأكثر تشددا لسياسى أمريكى. الرجل يتحدث بوضوح عن أن سياسته الجديدة سيكون هدفها وقف انتشار «الإسلام المتطرف»، وأنها ستكون بمشاركة الحزبين الكبيرين فى أمريكا، وكذلك حلفاؤها فى الخارج، وأصدقاؤها فى الشرق الأوسط من قادة الدول الإسلامية، موضحا أنه سيؤسس فور توليه المنصب، «لجنة للإسلام المتطرف». كما وعد أيضا خلال حملته الانتخابية بالقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابى، وردد فى خطاباته عبارات المحاربة والعداء مثل: "سنحول حياتهم إلى جحيم"، كما قال إنه سيرسل 30 ألف مقاتل أمريكى لمحاربة تنظيم «داعش»، كما رفض استبعاد استخدام الأسلحة النووية ضد التنظيم المتطرف. وحدد الرجل أن حربه ضد هذا التنظيم الإرهابى تحتاج إلى أصدقاء فى الشرق الأوسط عندما قال فى أحد مؤتمراته الانتخابية «سأدعو إلى مؤتمر دولى يركز على عقد شراكة مع أصدقائنا فى الشرق الأوسط، بينهم بنيامين نتنياهو والملك عبد الله عاهل الأردن والرئيس السيسى، وكل من يدرك أن أيديولوجية الموت يجب أن تنطفئ». وعلى هذا فمن المتوقع أن يسعى البيت الأبيض فى حال تولى ترامب السلطة تشكيل شبكة تحالفات يكون هدفها الأساس استئصال الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها داعش. وتتضمن الشبكة أشخاصا ودولا أثبتت الأحداث أنها تتبنى سياسات واضحة فى مواجهة التطرف. فمثلا الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى تمكن من إطاحة جماعة الإخوان الإرهابية من حكم مصر، وهى الجماعة التى يصفها ترامب بأنها جماعة متشددة، ويتهم منافسته مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون بمساعدة الإخوان للوصول للحكم على حساب الرئيس المخلوع حسنى مبارك، صديق أمريكا المخلص فى المنطقة فيما مضى. أيضا يدعو دونالد ترامب إلى تحسين العلاقات مع روسيا بوتين المعروفة بعدائها التاريخى للإسلاميين والذى دخل سوريا تحت شعار «الحرب المقدسة» والمتحالف مع وزير الدفاع الإسرائيلى الأكثر تطرفا ليبرمان، حيث تحدث خلال برنامج عرضته قناة «فوكس نيوز» الأمريكية حول العلاقات التى سيبنيها مع الرئيس الروسى فى حال فوزه فى الانتخابات. وبرأيه أن الولاياتالمتحدة تحتاج إلى تحسين العلاقات مع بوتين. فى الوقت نفسه، كشف تقرير لمجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، أن مقاتلى داعش يفضلون وصول المرشح الجمهورى «دونالد ترامب» للبيت الأبيض، حيث يعتقدون أن خطابه يخدم أيديولوجيتهم لتجنيد مقاتلين. وبعد تحليل رسائل مقاتلى داعش عبر موقع «تليجرام»، وجدت أغلب الرسائل أن ترامب مرشحهم المفضل، وأنهم يرون ذلك أولوية للتنظيم لوصوله للبيت الأبيض بأى ثمن. كما أوضح التقرير أن داعش يعتقد أن بوصول ترامب للرئاسة، سيكون من السهل إثارته لاتخاذ قرارات تضعف أمريكا وتضر أمنها، حيث يرونه قائدا مضطربا وغير ناضج. وفى هذا الإطار، أبرزت صحيفة «نيويورك ديلى نيوز» الأمريكية، فى واجهة أحد أعدادها «ترامب: معًا لجعل داعش أكبر»، فى إشارة إلى شعار حملة المرشح الرئاسية «معًا لجعل أمريكا أكبر»، كما لم تستبعد الصحيفة أن يرفع مقاتلو داعش رايات لترامب فى عملياتهم الإرهابية. كما كتب المتحدث باسم تنظيم «داعش» على القناة التابعة للتنظيم على "تلجرام": "أسأل الله أن يسلم أمريكا لترامب"، وفى الأثناء نشر أحد أنصار التنظيم على إحدى القنوات التابعة للتنظيم على تطبيق «تلجرام»: «يجب تسهيل وصول ترامب للبيت الأبيض لأن ذلك أولوية بالنسبة للجهاديين، ومهما كان الثمن». كما أكد محللون للمحادثات الاجتماعية والحوارات التى أجريت مع 12 شخصًا من الأنصار السابقين لتنظيم «داعش، أن المجموعة تفضل بشدة "ترامب" على المرشحة الديمقراطية «هيلارى كلينتون»، وعدّد الأشخاص الذين أجريت معهم الحوارات أسبابًا كثيرة تشرح تفضيلهم ترامب. وأوضح المؤيدين الأسباب بأنه أولًا: تصريحات ترامب المعادية للإسلام تلعب دورًا مهمًا فى رواية التنظيم التى تتكون أساسًا من عالم فيه قطبان؛ عالم غربى فى حرب ضد الإسلام. ثانيًا: يأمل التنظيم أن يساعد ترامب فى تطرف المسلمين فى الولاياتالمتحدة وأوروبا ويلهم بالقيام بمزيد من العمليات الإرهابية التى تُعرف بعمليات "الذئب المنفرد" فى بلدانهم. وثالثًا: يعتقد أنصار التنظيم أن ترامب سيكون قائدًا غير مستقر وغير منطقى وسيتخذ قرارات من شأنها أن تضعف الولاياتالمتحدة. رابعًا: فالتنظيم يؤمن بنبوءة "المعركة الأخيرة" التى ستقع فى دابق، المدينة السورية، والتى ستنتصر فيها الخلافة حتميًا على أعدائها. فبعض أنصار التنظيم يؤمنون بأن ترامب سيقود الولاياتالمتحدة وحلفاءها الغربيين إلى الصدام المروع الذى لطالما انتظروه. بينما على العكس، دعت المنظمات المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين مثل منظمة «كير» و«الاتحاد الإسلامى العالمى للمنظمات الطلابية والشبابية»، الجالية المسلمة إلى المشاركة بقوة فى الانتخابات الأمريكية. ويقول خبراء إن «كير» تحشد المسلمين للتصويت لهيلارى كلنتون لأن المسلمين يعارضون سياسية الجمهوريين العدائية. وأكد الخبراء أن دعم الإخوان لهيلارى بسبب علاقة الجماعة بوزيرة الخارجية هيلارى كلنتون، مضيفين أن هيلارى امتداد طبيعى لسياسة أوباما الداعمة للإخوان. القضية الفلسطينية أكثر المتضررين تنتاب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مخاوف من انتخاب دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا، فرغم أن المرشح الجمهورى يؤيد إسرائيل بشكل مطلق، إلا أن المحلل الإسرائيلى حيمى شليف يرى أن ترامب صاروخ غير موجه ولهذا يعتبر خطرًا حقيقيًا بالنسبة لنتنياهو. يعلن ترامب تأييده المطلق لإسرائيل، لكنه يلقى عليها مسئولية غياب السلام. يقول إنه سيعمل على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لكنه يرفض تأييد توحيد المدينة. إنه يتبنى مواقف معارضة للاسلام بشكل يؤثر على الدول العربية المعتدلة التى لها علاقات جيدة مع إسرائيل. ويقول شليف إن ترامب يؤكد مؤخرًا على انتمائه للجناح البرسبتريالى فى الكنيسة المسيحية، لكن يوجد له إله واحد هو دونالد ترامب، فحينما تتم إهانته يكون رده سريعًا وفظًا كما ثبت أكثر من مرة فى الحملة. وأوضح المحلل الإسرائيلى أنه يبدو أن سلوك ترامب واندفاعه أخطر تجاه نتنياهو، فترامب يؤمن أنه يستطيع اعادة التفوق الأمريكى وانهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى بسرعة. ولفت إلى أنه كُتب الكثير عن عدم الصلة بين ترامب والمتبرعين المحافظين، اليهود وغير اليهود. فترامب هو العدو الأكبر للمحافظين فى الحزب ومنهم المؤيدون الجدد لإسرائيل ونتنياهو. ويعتبر المحافظون أن ترامب يسرق الحزب منهم. وقد خصصوا مؤخرًا نشرة كاملة فى مجلتهم المعروفة، «ناشيونال ريفيو»، فى محاولة لسلب ترامب شرعيته، وهو من ناحيته إذا تم انتخابه فلن يغفر ذلك. أيضا وخلافًا لكلينتون، إذا قرر ترامب اتخاذ خطوة مناهضة لإسرائيل فلن يكون هناك من يوقفه، الائتلاف المؤيد لإسرائيل الذى يتشكل اليوم من الحزب الجمهورى إضافة الى جزء كبير من الحزب الديمقراطى، هو الذى كبح خطة أوباما للسلام وحاول إفشال الاتفاق النووى مع إيران. لكن هذا الائتلاف سينهار وسيحظى ترامب بتأييد تلقائى من كل اعضاء حزبه الجمهورى سواء فى موضوع السلام مع الفلسطينيين أو بفرضه على إسرائيل، وسينضم إليه أيضًا معظم الديمقراطيين. وتعد فلسطين وحركة حماس الأكثر تضررًا فى حال فوز ترامب. خاصة أنه ينتهج نهجا يبدو هزليا فى محاولة حل القضية الفلسطينية. ففى فبراير 2016، اقترح منح جزيرة بورتوريكو الأمريكية للاجئين الفلسطينيين كتعويض مقابل التنازل للكيان الإسرائيلى، أى ترحيل ملايين الفلسطينيين من وطنهم سعيًا منه لتسهيل مهام إسرائيل فى المنطقة، ووفقًا لهذا المقترح الذى أعلن عنه فى مؤتمر صحفى بمنهاتن، فإن الحل يقوم على أن تمول الولاياتالمتحدة إعادة توطين لكل الملايين الأربعة القاطنين فى الضفة الغربية وقطاع غزة فى الأرخبيل الكاريبى، وتقديم الإسكان المجانى لهم والتدريب على الأعمال، وضمان حياة طبيعية. كساد كبير ينتظر أمريكا مع فوز المرشح الجمهورى يجمع كثير من الاقتصاديين على أن فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية يعد أخطر التهديدات التى تواجه الاقتصاد الأمريكى، ففى صحيفة واشنطن بوست، حذرت الكاتبة كاثرين رامبل من أن فوز ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية يعد أخطر التهديدات التى تواجه الاقتصاد الأمريكى فى الوقت الراهن. وتقول رامبل «فى هذه الأيام، يبدو أن الولاياتالمتحدة عرضة للكثير من الصدمات الاقتصادية المخيفة التى يأتى معظمها من الخارج، مثل خروج بريطانيا المحتمل من الاتحاد الأوروبى أو الهبوط الاضطرارى بعد سنوات من النمو الاقتصادى السريع فى الصين، ولكن أكبر تهديد للاقتصاد الأمريكى الآن يتمثل فى فوز دونالد ترامب فى سباق الانتخابات الرئاسية». ولفتت إلى تقرير حديث أصدرته مؤسسة «موديز» للتحليلات يشير إلى عواقب كارثية لمقترحات ترامب فى شأن السياسة الاقتصادية؛ إذ من المتوقع أن تؤدى إلى ركود بالولاياتالمتحدة لمدة عامين، الأمر الذى سيكون بمثابة أطول انكماش منذ الكساد الكبير (أسوأ أزمة اقتصادية خلال عشرينات القرن الماضي)، فضلاً عن خسارة الولاياتالمتحدة الملايين من فرص العمل، وتضيف أن أكبر ضحايا هذه العواقب هم عائلات الطبقة العاملة التى يدعى ترامب مناصرتها. وحذر تقرير موديز من الاقتراحات التى تناولها تقرير موديز الدعوات الضخمة غير المسبوقة التى أطلقها ترامب لخفض الضرائب فى مقابل تخفيض ضئيل فى الإنفاق، وهو ما سيقود إلى زيادة العجز الاتحادى بمقدار حوالى 10 تريليونات دولار فى غضون 10 سنوات، وذلك وفقاً لمركز السياسة الضريبية. وبحسب رامبل، فإن مثل هذه الخطط أو الاقتراحات تجعل الليبراليين التقليديين من أمثال هيلارى كلينتون، يبدون كأنهم محافظون من الناحية المالية، إذ إن التأثير المالى الصافى لبرنامج كلينتون الانتخابى سوف يقترب من الصفر، والأهم من ذلك أن هذه الخطط ستقود إلى زعزعة اقتصاد الولاياتالمتحدة بشكل كبير. ويشرح تقرير موديز أن الاقتراض الحكومى على ذلك النحو سوف يتسبب فى زيادة أسعار الفائدة، وهذا بدوره سيحشد فى المقابل أنشطة القطاع الخاص فى قطاعات الإسكان والإنفاق الاستهلاكى والاستثمار فى الأعمال التجاربة، ومن ثم فإن العواقب السلبية لارتفاع كل من معدلات العجز وأسعار الفائدة تفوق بكثير أى منافع ضئيلة ربما تتحقق من انخفاض الضرائب. ما سبق ليس إلا إحدى عواقب المقترحات الاقتصادية لسياسة ترامب التى ستضر بالاقتصاد، وتشعل حربًا تجارية من المرجح أن يحرض عليها ترامب من خلال فرض التعريفات الجمركية على الواردات الصينية والمكسيكية، الأمر الذى من شأنه أن يخاطر بضياع ملايين فرص العمل بالقطاعات التى تعتمد على التصدير داخل الولاياتالمتحدة. ويتنبأ تقرير موديز أن سياسات ترامب حول الهجرة سوف تضرب أيضاً الاقتصاد الأمريكى، فعلى سبيل المثال، يتوقع أن حملته للترحيل الجماعى سوف ينتج عنها خفض عدد الوظائف المتاحة للمواطنين المولودين فى الولاياتالمتحدة من جنسيات أخرى. ويقدر موديز، أنه بحلول عام 2021 «إذا وافق الكونجرس على تلبية كل شىء فى قائمة رغبات ترامب» سوف يتراجع الاقتصاد الأمريكى بنحو 6,5%، وهو أقل ما يمكن أن يكون عليه فى ظل السياسات الحالية، فضلاً عن ضياع نحو 9,4 مليون فرصة عمل. وعلى مدار العقد المقبل، سوف يتجاوز الضرر الاقتصادى لسياسات ترامب، بشكل كبير، الصدمات المالية الأخرى المخيفة مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى أو حرب العملات العالمية الناجمة عن انهيار الاقتصاد الصينى. لوبي شركات السلاح داعم قوي للمرشح الجمهوري ينال المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دعم شركات السلاح في حملته للترشح لرئاسة أمريكا. طمأن دونالد ترامب شركات السلاح بأنه سيحمي حقوق الأمريكيين الدستورية في حمل السلاح، وسيلغي المناطق المحظور بها حمل أسلحة إذا فاز بالانتخابات، متهماً كلينتون بالسعي لإضعاف حقوق حمل السلاح. لقد استغل المرشح الجمهوري مجزرة أورلاندو، والتى أطلق فيها مسلح أمريكي من أصل أفغاني، عمر متين، النار في ملهى ليلي للمثليين، ليسقط في الحادث 50 قتيلا، في توجيه ضربة قاضية للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وخليفته المحتملة، اللذين يؤيدان تشديد ضوابط أنشطة تجارة السلاح وحيازتها. وأخبر المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب، هيئة البنادق الوطنية، المختصة ببيع السلاح أن هيلاري كلينتون سوف تعارض بشدة فكرة الحق في حمل السلاح للأمريكيين، وذلك كمحاولة منه لاستقطاب شركات السلاح إلى جانبه. وحذر شركات السلاح من نجاح هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم أن كلينتون لم تعلن أبدا بأنها ستوقف حمل السلاح في أمريكا. وقال ترامب لمسئولين في شركات السلاح «إذا نجحت كلينتون، فإنها سلتغي التعديل الثاني فيما يتعلق بقانون حمل السلاح». وألمح ترامب إلى أن مؤيدي حيازة السلاح في أمريكا يمكنهم وقف تقدم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون أو القضاة الذين يمكن أن تعينهم في المحكمة العليا. وأثارت تصريحات ترامب هذه جدلا جديدا في الحملة بعدما فسرها عدد من وسائل الإعلام والمراقبين على أنها دعوة إلى استخدام العنف لوقف كلينتون أو القضاة. ووحدها المحكمة العليا قادرة على تغيير التعديل الدستوري الذي يضمن حق حيازة السلاح. وأحد مقاعد المحكمة شاغر منذ وفاة أحد أعضائها التسعة في منتصف فبراير. وهي مقسمة بالتساوي حاليا بين 4 تقدميين و4 محافظين. مع ذلك، فقد عبر مراقبون أمريكيون عن تخوفهم من أن يؤدي خطاب المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل دونالد ترامب المتسم بمعاداة المسلمين إلى تقليص فرص بيع الأسلحة الأمريكية للعواصم العربية والإسلامية، معتبرين أن فوز ترامب قد يجعل دولا عديدة تغير وجهتها نحو الأسواق الأوروبية. وأبرز مركز ديفنس ون للدراسات في العاصمة الأمريكيةواشنطن في تقرير نشره الأسبوع الماضي أن هذه المخاوف تأتي عقب انتعاش نسبي في مبيعات السلاح الأمريكي بعد سنوات من التباطؤ. وعزا التقرير ارتفاع مبيعات السلاح الأمريكي مؤخرا إلى ارتفاع الطلب نتيجة الحرب الدائرة ضد تنظيم «داعش» في عدد من الدول العربية. ونقل التقرير عن سياسي وصفه بأن له ارتباطا وثيقا بمصنعي الأسلحة الدفاعية قوله «من المؤكد أن الخطاب المعادي للمسلمين لن يساعد الجهود لبيع الأسلحة للشرق الأوسط». من جهة أخرى، قال بايرن كالان المحلل في مركز كابيتال ألفا بارتنيرز في تقرير نشر مؤخرا إن الرئيس ترامب قد يكون مستهجنا للدول الإسلامية وإن تلك الدول قد تبحث عن مصادر بديلة للأنظمة التسليحية. ولفت التقرير إلى أن تأخير مبيعات السلاح لدول الخليج العربي قد يكون عاملا إضافيا لدفع تلك الدول نحو أوروبا، في وقت أقر فيه أحد البرلمانات بدول الخليج الأسبوع الماضي بالفعل صفقة لشراء طائرات مقاتلة من شركات أوروبية. وسبق لمراقبين أن أكدوا أن تصريحات ترامب المعادية للمسلمين وتعهده بفرض حظر مؤقت على دخولهم للولايات المتحدة ستسبب ضررا كبيرا لعلاقات واشنطن بحلفائها من الدول الإسلامية حول العالم. وفي هذا الصدد يقول أنثوني كوردسمان الخبير بالشئون الأوسطية في مركز الدراسات الاستراتيجية والعالمية الأمريكي والمسئول السابق في وزارتي الدفاع والخارجية «إنها بالتأكيد مشكلة لكن الموضوع ليس مجرد مبيعات أسلحة، نحن نتحدث عن شراكات استراتيجية». مصر .. مع «ترامب» أفضل يعتقد كثير من المراقبين أن مصر ترى فى فوز الجمهورى دونالد ترامب بمنصب رئيس الولاياتالمتحدة فرصة أكبر مما لو فازت الديمقراطية هيلارى كلينتون بهذا المنصب . فتعهد المرشح الجمهورى بمواجهة جماعة الإخوان المسلمين واتهامه للرئيس باراك أوباما وهيلارى كلينتون بدعم جماعة الإخوان كى تصل إلى حكم مصر، على حساب الرئيس السابق حسنى مبارك، ما تسبب فى ضياع مصر فى عهد الجماعة وضياع مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية، يطمئن القاهرة أكثر فيما يتعلق بسياسات واشنطن الخارجية تجاه الدولة العربية الأكبر. ما يشغل القيادة المصرية أيضًا الوضع الليبى، وهى ترى فى موقف ترامب فى هذا الملف الذى يؤكد أهمية دعم القوى المعتدلة لمحاربة المتشددين فى ليبيا اتساقًا كبيرًا مع الرؤية المصرية لحل هذا الملف، بعكس السياسة الأمريكية الحالية التى ستمثل هيلارى امتدادًا لها والتى تقوم على دمج المتطرفين فى العملية السياسية. أيضا يدعم ترامب خطة الحزب الجمهورى لتقديم معونات عسكرية إضافية وعاجلة للقوات المسلحة المصرية، إذ يرفض الديمقراطيون الذين تمثلهم هيلارى كلينتون تقديم أى مساعدات إضافية للجيش المصرى بسبب أوضاع حقوق الإنسان. تقول صحيفة «ديلى بيست الأمريكية» إن علاقة ترامب والسيسى تظهر من خلال تغريدة رجل الأعمال نجيب ساويرس على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» الذى أعلن فيها تأييده ودعمه للملياردير الأمريكى فى الوصول إلى رئاسة الولاياتالمتحدة. بينما نقل السيناتور لينسى جراهام خلال زيارته لمصر فى إبريل الماضى رسالة طمأنة للسيسى بأنه يجب ألا يقلق حول دونالد ترامب. وقال السيناتور الجمهورى لوسائل الإعلام الأمريكية عقب لقائه مع السيسى إن المصريين يجب ألا ينزعجوا من وصول ترامب إلى الحكم، مضيفًا أنه طمأن الرئيس المصرى حول هذه الأمور. يعرف أيضًا رجال السياسة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر علاقة هيلارى كلينتون بجماعة الإخوان المسلمين، إذ يقول جو هيرنج، المحلل السياسى والكاتب الأمريكى، فى تصريحات خاصة إن وصول هيلارى كلينتون قد يمنح الجماعة مناصب فى الإدارة المقبلة وتعطيهم فرصة ثانية، مضيفًا أن الديمقراطيين، ومن بينهم أوباما، يرفضون إجراء أى تحقيقات حول نشاط التنظيم فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف هيرنج أن جماعة الإخوان لديها علاقات قوية بهيلارى كلينتون، إذ كشف فى الماضى القريب أن مديرة مكتبها على تواصل مع التنظيم الدولى للإخوان.