قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنَّ العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما ضد روسيا بشأن ما أسمته "قرصنة الانتخابات الأمريكية"، جاءت متأخرةً للغاية، غير أنَّه أكَّدت أهمية إصدارها قبل أن يغادر منصبه في 20 يناير المقبل، دون "الثأر لأمريكا". جاء ذلك في تقريرٍ لها، اليوم السبت، تعقيبًا على قرار من إدارة أوباما بطرد 35 دبلوماسيًّا روسيًّا وإغلاق مجمعين تابعين لموسكو في ولايتين أمريكيتين؛ بداعي ما قالت واشنطن إنَّه تدخُّل روسي في سير الانتخابات الأمريكية الأخيرة. وذكرت الصحيفة أنَّ هذه العقوبات لاقت ترحيب رئيس مجلس النواب بول رايان الذي وصفها ب"المناسبة"، كما طالب السيناتور جون ماكين بعقوبات أكثر صرامة. وتوقعت أن تكون العلاقات بين البلدين خلال فترة إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب أكثر غموضًا، وقالت: "في الوقت الذي يكّن فيه زعماء جمهوريون بالكونجرس عداءً شديدًا تجاه روسيا، تبدو الأخيرة أكثر ترحيبًا بترامب، على أمل تحسُّن العلاقات وتقليص التوترات مع أمريكا". وأوضَّحت أنَّ موسكو تأمل في تنفيذ مقترحات ترامب بالاعتراف ب"القرم" بعد ضمها لروسيا عام 2014، والتعاون مع روسيا ضد تنظيم الدولة "داعش" في سوريا. وجاء في التقرير: "من أجل تفويت الفرصة على أوباما بعدم التصعيد قبل وصول ترامب للسلطة في 20 يناير المقبل، قرر الرئيس الروسي عدم الردّ على العقوبات وسط ترحيب ترامب". وحسب الصحيفة، أرجعت وزارة الخارجية الروسية هذه العقوبات لما أسمته "فشل السياسات الخارجية الأمريكيةبسوريا"، معتبرةً أنَّها موجهّةٌ لإفساد العلاقات مع ترامب. في السياق، اعتبر مقالٌ آخرٌ ب"نيويورك تايمز" أنَّ العقوبات الأمريكية تبدو مثيرةً للسخرية كونها جاءت متأخرة، لافتةً إلى أنَّ "الأسوأ" من ذلك هو فشل السياسة الخارجية لواشنطن بعد إقصائها المتعمّد من مفاوضات الهدنة السورية من قبل روسيا وتركيا وإيران. وأضاف المقال: "روسيا وتركيا وإيران هم من وضعوا شروط وقف إطلاق النار وللمحادثات السياسية القادمة دون توجيه دعوة لواشنطن، التي لم نرها على هذا القدر من التهميش من قبل، بل الاحتقار". وتابع: "من المدهش، حين تقارن بين روسياوأمريكا، فروسيا ما هي إلا قزم أمام أمريكا، فمن الناحية الاقتصادية، فإنَّ الناتج المحلي الروسي يعادل نظيره الإيطالي، أمَّا سياسيًّا، فليس لروسيا أي حلفاء بينما أمريكا لديها من الحلفاء ما يكفي ويزيد. وعسكريًّا، فتعادل الميزانية العسكرية الروسية، مثيلتها في فرنسا". وذكر مقال الصحيفة: "يبدو التوجُّه الروسي لحل الأزمة السورية سريعًا فعالًا على المدى القريب وليس البعيد، ولا يجب نسيان أنَّ روسيا لا تملك ثمن طموحاتها، ففي حال استمرت الحرب في سوريا بضعة أشهر أخرى ستضعف قوى موسكو وتصبح التكلفة أعلى بكثير مما يمكن لبوتين أن يدفعه". وجاء في المقال: "بوتين يسعى الآن لترسيخ مكاسبه وانتصاره في سوريا قبل أن تستعيد أمريكا وعيها وتفكر في حل سياسي يناسبها وقد يطول".