اعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أزمة سد النهضة بالنسبة لمصر "مسألة حياة أو موت"، قائلاً إن مصر لن تتنازل عن نقطة مياه واحدة، هيّ من حقها في نهر النيل، في تحول واضح في لهجة الحديث حول سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق وتخشى مصر من أن يهدد حصتها في مياه النيل. وفتحت تصريحات السيسي الباب واسعًا أمام التنبؤ بما سيكون عليه شكل التفاوض المصري في ملف سد النهضة خلال الأيام القادمة، فضلاً عن وضع مصر لجميع الاحتمالات أمامها بما فيها "الخيار العسكري". في الوقت الذي استبعد فيه خبراء فكرة لجوء مصر لاستخدام القوة لحسم ملف السد، خصوصًا وأن المفاوضات الفنية مستمرة حتى الآن، ويوجد مكاتب استشارية متخصصة تعد حاليًا ملفًا كاملاً عن السد وأضراره، سيتم رفعه إلى دولتي المصب (مصر والسودان) ودولة المنبع (إثيوبيا). وقال الدكتور أحمد الشناوي، أستاذ وخبير السدود الدولي، إن "الحل العسكري كان يجب اتخاذه مبكرًا قبل أن تبدأ إثيوبيا مرحلة التخزين وقبل أن تصل إلى مرحلة متقدمة في بناء السد". مع ذلك، رأى أن "هناك وقتًا متاحًا لتوجيه ضربة عسكرية محكمة للسد، لكن يجب توخي الحذر التام". وأوضح الشناوي ل "المصريون"، أن إثيوبيا تحاول إنجاز بناء السد في أسرع وقت متاح وممكن لها، لأن هدفها هو ملء الخزان بأي طريقة، وفي هذه الحالة سيكون من الصعب توجيه ضربة عسكرية للسد، لأن المياه المنحدرة ستكون شديدة وستطمس مدن بكاملها في مقدمتها الخرطوم". وأشار خبير السدود الدولي إلى أن "تصريحات الرئيس بخصوص السد "مطمئنة" لكنها في الوقت نفسه ليس كافية، فالقيادة المصرية عليها التحرك أكبر، لأن إثيوبيا تستغل نقاط ضعفنا وتقوم بزيادة السعة التخزينية للسد، إضافة إلى أنها تلعب بورقة "المفاوضات الفنية طوال الوقت". وأضاف: "توجيه ضربة عسكرية لسد النهضة باتت أمرًا ضروريًا للغاية، بعد أن ثبت لمصر أن إثيوبيا لا تلتزم بالوعود، وتحدثت أكثر من مرة منذ سنوات، وطالبت بسرعة ضرب السد، واليوم يفكر فيه المسئولون باعتباره لا مفر منه". من جانبه، أكد الدكتور ضياء القوصي، خبير المياه، أن "مصر عليها المضي قدمًا في المفاوضات الفنية، باعتبار أنها الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تحقيق أي مكاسب بعد بناء إثيوبيا لأكثر من 60 % من السد"، معتبرًا أنه "لا بديل آخر أمامنا غير ذلك". وأوضح القوصي ل "المصريون"، أن "هناك دراسات ستخرج من المكاتب الاستشارية المختصة بدراسة الآثار السلبية لسد النهضة وستكون تلك الدراسات خلال شهور قليلة، وبعدها يمكن الحديث عن كيفية استغلال تلك الدراسات وهل ستكون في صالحنا أم ضدنا"، لافتًا إلى أن "مصر يمكنها استثمار نتائج المكتب الاستشاري جيدًا". وتابع: "إثيوبيا كانت تماطل في المفاوضات، وتابعت ما يقال في الإعلام المصري دائمًا تتابعه عن قرب، وتحاول تصيد أخطاء الإعلام وتركز عليها وتسوقها خارجيًا، حتى الحديث عن ضرب السد فهي تستغل ذلك جيدًا أمام الرأي العام الدولي".