محافظة أسوان، كغيرها من محافظات الصعيد، تشتهر بوجود عدد كبير من مقامات أولياء الله الصالحين والأضرحة، التى يتقرب بها أبناء المحافظة لآل البيت والصحب الكرام، حيث تجد على سبيل المثال أضرحة للسيدة زينب والسيدة عائشة، وأيضًا ضريح السيدة نفيسة، هذا بخلاف أضرحة كبار رجال الدين الراحلين ومشايخ الطرق الصوفية التى تمتلئ بها المقابر الشهيرة بالمحافظة وخاصة المقابر الفاطمية، التى تم تصنيفها واحدة من أشهر المقابر بالعالمين العربى والإسلامى نظرًا لعدد الصحابة والتابعين الذين دفنوا بها خلال الفتوحات الإسلامية لمصر وأفريقيا، حيث يردد أبناء أسوان على سبيل المثال رقم 77 وهم عدد الصحابة والتابعين الذين دفنوا بها. عدد من الطرق الصوفية انتشر مع تعدد مقامات آل البيت والصحب الكرام ومشايخ الصوفية، والتى بلغ أكثر من 46 طريقة حتى الآن ، والتى يرجع انتماؤها لمشايخها كالطريقة الحزمية والرفاعية والبرهامية والسادة الأدارسة والتيجانية نسبة للشيخ التيجانى بالسودان. ولكن يبقى الخطر الأكبر فى انتشار بعض الأفكار والعادات والخرافات الغريبة بين أبناء أسوان، والتى قد تكون مدخلاً خصبًا لتبنى أفكار مسمومة قد تخرجهم عن صحيح الملة والعقيدة. فى الآونة الأخيرة، انتشر بين مجموعة ليست بالقليلة من أبناء أسوان اعتقادهم فى قضاء الحاجات عند أضرحة ومقامات الأولياء، حيث تتم إقامة الموالد سنويًا إلى جانب نحر الأغنام وإقامة موائد الطعام وإقامة دلائل وحلقات الذكر الصوفية، كما هو الحال لكثير من النساء والتى تفضل زيارة ضريح لشيخ يسمى الزهار والمتواجد بمقابر أسوان الفاطمية، حيث تذهب له دوريًا النساء وخاصة العوانس أو النساء العاقر أملاً فى قضاء حاجتها سواء بالزواج أو الإنجاب. كما يوجد ضريح آخر يقال له قاضى الشريعة فى نفس المقابر الفاطمية، يحرص الكثير من المواطنين خاصة أصحاب الحاجات والمشكلات على التبرك بالضريح وزيارته وسؤاله حاجتهم لوجود فكر ومعتقد لدى الكثير بأن هذا القاضى ناصر للحق وقاض للحاجات. فيما تقوم بعض السيدات بالتزين (بالحناء) ومنهم من يوقد دستتين من الشمع عند مقامات وأضرحة الأولياء لاعتقاد سائد بأن هذا الأمر سيقربهم إلى الله وسيهديهم ويفك أى سحر أو حسد يحاصرهم فى حياتهم العامة كما أن البعض يؤدى بعض أساليب الرقص الصوفى المعروف بالتمرينات الصوفية. كما يحرص عدد كبير من الأسر، بتقديم كرامات خاصة عند الذهاب إلى مقامات أولياء الله الصالحين وخاصة خلال ليلة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف وموالد الأولياء، والذين يصطحبون خلالها أطفالهم الصغار، حيث يبدأوا زيارتهم للأضرحة بقراءة الفاتحة وينذرون شيئًا لله أملاً فى الحصول على البركة. وعلى مقربة من المقابر الفاطمية بأسوان، يحرص الكثير من أبناء الصوفية على التردد للمشاركة فى الاحتفال الأسبوعى الذى يقام مساء كل يوم سبت بما يسمى ( بعقد ديوان السيدة زينب) وهى عادة أسوانية قديمة توارثها العديد من أبناء الصوفية من باب المغالاة فى حب آل البيت.