يتبرك أهالي أسوان والمحافظات المجاورة، بزيارة الأضرحة الخاصة بالصحابة ومقامات المشايخ، ويعتبرون برًا بهم كما يعتبرون ذلك من الأشياء المهمة التي تجلب لهم الرزق، ما يدفعهم لزيارتها بشكل مستمر، فهناك من يزورها بشكل أسبوعي مع زيارة أولياء الصالحين وآل البيت لقضاء الحاجات حيث يعتقد البعض أن مشايخ الأضرحة والمقامات لهم بركات خاصة. من أشهر الأضرحة مقام إبراهيم الدسوقي، الذي يُعدُّ أول مقصد لأي زائر في المحافظة، فضلًا عن زوراه الدائمين من أهالي أسوان، وهناك بعض مريديه يقيمون بشكل دائم بجواره، حيث يُنصب صوانٌ للإقامة يُقدّم من خلاله الأكلُ والشرب مع الساحة المخصصة للذكر والمدح، أما خادمو المقام فيقدمون الضيافة لكل مريديه وزائريه بسعة صدر وترحيب. ويوجد بالمحافظة مقاما السيدة نفيسة والسيدة زينب، حيث تمارسُ فيهما ذات الطقوس المقامة بمقامِ إبراهيم الدسوقي، ولكن لهما مريدوهما وخادموهما وزوارهما، يأتون خصيصًا للتبرك بهما، وبالرغم من إقبال الزوار والأهالي على الأضرحة لكن هناك من يقبل على المشايخ، حيث يعتقد زوار المقامات والأضرحة أنها تقربهم إلى الله، من خلال الطقوس التي يقيمونها بالطواف حول الضريح ثم تقبيله والاستغاثة به في بعض الأمور وإعطاءه الوعود والنذور في تحقيق المراد. ومن أشهر المساجد بأسوان "الحاج حسن" الذي يعد بالنسبة للكثيرين مثل الضريح ويتجهوا إليه للتبرك واكتساب روحانيات بداخله وله مريديه، وذلك لمكانته الخاصة عند أهالي أسوان والبلاد المجاورة لها. بينما أشهر الأضرحة الموجودة على طريق أسوانالبحر الأحمر مقام "أبو الحسن الشاذلي" والذي يقطع أهالي أسوان مسافات طويلة في الصحراء للوصول إليه، حيث إن الصوفية والدراويش وأحباب آل البيت والباحثين عن تحقيق مطلبهم إضافة، إلى اللصوص فيقصدون المقام وخاصة في الموالد والأعياد. تظهر الأصوات المكبرات الصوتية قبل الوصول إلى جبل حميثرا، حيث تصيح بالذكر والمدح والإنشاد الديني وأشعار رجال الطريقة الشاذلية في مدح الإمام، وترديد الأذكار الشاذلية بأصوات المشايخ والمدَّاحين مثل ياسين التهامي وأمين الدشناوي بجانب أصوات الدراويش، ويتمثل مريدو الشاذلي في الأطفال والرجال وأحيانًا النساء الذين يرددون جميعا وراء المشايخ. يضم مكان الشاذلي العديد من الساحات حول المقام والتي أنشاءها أصحاب الطريقة الشاذلية، وكل ساحة تختلف عن الأخرى من حيث الفرش والخدمات التي تقدم فيها، واختلاف الحالة المادية لمريديها لأن هناك ساحات مكونة من طابقين وثلاثة للإقامة، ولكن تتفق جميع الساحات في الطابق الأرضي. يعمل مريدو مقام الشاذلي على تقديم خدمات للموجودين دون طلب، وما يثير الدهشة أن منهم القاضي ورجال الجيش والشرطة ومنهم الطبيب والمهندس أو دكتور الجامعة وأعضاء بمجلس الشعب والشورى، وذلك حبًا وتقربًا للشاذلي، وبالنسبة للطقوس اليومية لمريدي الشاذلي، يبدأ الموجودون بالطواف حول المقام ثم الصلاة والابتهال بالأدعية وقراءة القرآن الكريم.