اقتربت "الليلة الكبيرة" ووضعت محافظة أسوان استعداداتها للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف العيد الأبرز لأهلها ووجدت الطرق الصوفية سبيلها للتقرب إلى الله بهذه المناسبة والتي عود إلى أكثر من ألف و200 سنة مع بداية الحكم الفاطمى لمصر. ويأخذ الاحتفال بالمولد النبوى الشريف شكلا وطابعا خاصا على أرض المحافظة السمراء والتى تشتهر بوجود عدد كبير من مقامات أولياء الله الصالحين والصحب الكرام الذين وفدوا إليها مع بداية الفتح الإسلامى لمصر. وتعتبر احتفالات المولد النبوى فرصة لأ بناء الطرق الصوفية للتعبير عن تواجدهم الحقيقيى فى الشارع حيث يتخذون أ ماكن معروفة لدى الجميع خلال هذه المناسبة لإ قامة احتفالاتهم التى تستمر لمدة تزيد عن أ سبوع تسبق الليلة الكبرى للاحتفال بذكرى ميلاد النبى الكريم محمد صلى الله علية وسلم. ويجتمع أبناء ومحبى الطرق الصوفية فى أسوان التى تزيد عن 46 طريقة لإقامة حفلات الإنشاد الدينى والذكر بحضور نخبة من كبار المنشدين المصريين من أشهرهم الشيخ ياسين التهامى والشيخ أمين الدشناوى والعزب وغيرهم، وتقدم كل طريقة صوفية بهذه المناسبة الطعام للمحبين والمريدين والفقراء الذين يترددون على ساحات الاحتفال الخاصة بكل طريقة. من جانبها تشارك أجهزة الأمن فى الاحتفالات والتى تقام سنويا من خلال تنظيم المسيرات الدينية المشتركة مع أبناء الطرق الصوفية والتى تطوف شارع كورنيش النيل وعدد من الشوارع الرئيسية لمدينة أسوان قبل أن تستقر فى نهاية المطاف فى أرض المعارض الدولية موقع الاحتفالات السنوية بهذه الذكرى. ويتوافد العديد من أبناء مراكز أسوان والمحافظات الأخرى عاصمة المحافظة للمشاركة فى احتفالات المولد النبوى الشريف، ويقصدون مقامات أولياء الله الصالحين برفقة أطفالهم وأسرهم وزيارة الأضرحة من أجل قراءة "الفاتحة" وبعض الأدعية المأثورة والتبرك بها من خلال تقديم بعض الأشياء الخاصة لوجود اعتقاد لديهم بأنها تقربهم إلى الأولياء للاستحواز على بركتهم كما يصفون الأمر. وتعتبر مناسبة المولد النبوى فرصة طيبة للبيع والشراء لكثير من التجار والباعة الجائلين نظرا للأعداد الغفيرة من جمهور المحتفلين حيث يتم بيع وتداول حلوى المولد النبوى بجانب الأقمشة والملابس وألعاب الأطفال والأطعمة.