احتفل أهالى محافظة أسوان، بالليلة الختامية للمولد النبوي الشريف، وتحولت الشوارع والميادين العامة إلى ساحات احتفالات وقدر عدد المشاركين فيها ب 50 ألف مواطن من أسوانوالمحافظات الأخرى، الذين جاءوا خصيصًا للمشاركة؛ نظرًا لتميز احتفالات أسوان عن باقي المحافظات بالجو الروحاني والعادات والتقاليد في ظل وجود العديد من أضرحة أولياء الله الصالحين وصحابة رسول الله. بدأت الاحتفالات بإقامة «الدورة» أو الزفة الصوفية بمشاركة 45 طريقة صوفية بأسوان، في مسيرة دينية، طافت الشوارع بدءًا من ميدان المحطة بقلب مدينة أسوان، وانتهت في موقع الاحتفالات بمنطقة أرض المعارض وسط تجمع عشرات من الأهالي. وحرص العديد من المواطنين على زيارة أضرحة ومقامات أولياء الله الصالحين، خاصة مقامات السيدة زينب والعارف بالله إبراهيم الدسوقي والسيد البدوي والشيخ حازم والتي يجدونها فرصة للطاعة والتقرب إلى الله حسب معتقداتهم الصوفية، التي تعود لأكثر من 1200 سنة. وأقام أبناء الطرق الصوفية حفلات الإنشاد الديني والذكر بحضور نخبة من كبار المنشدين المصريين. وشارك محافظ أسوان، مصطفى يسري، والقيادات الشعبية والتنفيذية والدينية بالمحافظة، في الاحتفالات. وقال يسري إن الفترة الحالية نحتاج فيها إلى الاقتداء بأخلاق نبينا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم لنسير على نهجه النبوي الشريف في المعاملات قبل العبادات، ليكون إحياء هذه الذكرى والاقتداء بسنة المصطفي بمثابة طوق نجاة يعيد صياغة تاريخ البشرية. وأضاف أن رسولنا الكريم يعتبر مدرسة في فن التعامل مع الآخرين، خاصة أصحاب الديانات الأخرى، وضرب أمثلة في احترام حق الجار والصديق والطفل والمرأة والضعيف قبل القوي والفقير قبل الغني ليكون سفيرًا لمكارم الأخلاق ونموذجاً في الصبر والرحمة والحلم والكرم والتواضع في كافة معاملات الحياة وأيضًا على مستوى الأسرة والمجتمع والدولة.