الرايات تتشح باللون الأخضر، وملامح الشوق لزيارة إمام الشهداء الحسين فى الاحتفال بذكرى مولده الأسبوع الجارى تظهر بوضوح على ملامح المريدين، تستعد الرؤوس للتمايل يميناً ويساراً فى حركات تلقائية إلى جوار مقام سبط الرسول، وتتمسح الأيدى بالذكر المبين، تتوالى أنفس الأولياء فى أروقة الدراويش ومريدى حفيد النبى الكريم. لا جديد فى فعاليات الاحتفال السنوى، بحسب الشيخ محمد عبدالخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية، نافياً الشائعات التى ترددت حول إلغاء الاحتفال، خوفاً من التفجيرات، فالضريح مفتوح يستقبل رواده، وإن أكد فى الوقت ذاته أن تأميناً خاصاً ستشهده الاحتفالات هذا العام، ليس من الشرطة فحسب، لكن أيضاً من الطرق الصوفية. «مصر سنية المذهب.. شيعية الهوى»، قول مأثور يتناسب مع حب المصريين الشديد لآل بيت الرسول والتبرك بمقاماتهم «الطرق الصوفية كلها تحتفل فى هذا الأسبوع وإن اختلفت بعضها فى تفاصيل صغيرة، لكن الشكل العام للاحتفال لا يخرج على التقرب من آل البيت، كما أوصى النبى محمد»، بحسب عبدالله الناصر حلمى، أمين عام اتحاد القوى الصوفية وتجمع آل البيت الشريف. إسقاط سياسى لا يخفى عن الانتباه لاح فى أفق الألطاف أمام المقام الحسينى، الآية التى زينت الركعة الثانية من صلاة العشاء كانت «{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِى تَبْغِى حَتَّى تَفِىءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ»، والدعاء الذى اختتم به المبتهل الشيخ فرحان عبدالمجيد اقتصر فى أغلبه على طلب الأمن والأمان لأهل مصر. وفيما تتحسس الأقدام طريقها عبر بوابات العتبة المقدسة لضريح الحسين، تنهمر الدموع على السور المقام حوله، وتعلو التوسلات ترج التكبيرات أرجاء المقام: «لا إله إلا الله ونحن معه، وحده نصر عبده ونحن معه، وأعز جنده ونحن منهم»، كرر أحد شيوخ الصوفية ممن اجتمع حوله المصلون «أعز جنده ونحن منهم»، يكررون معه الدعاء مزيناً فى نهايته ب«اللهم اهزم كل من أراد مصر بسوء»، لتخرج «آمين» شامخة من حلوق المريدين. «الصوفى يطعم الطعام ويقرأ القرآن ويذكر الله وغير ذلك من التصرفات الفردية، فليس منا فى شىء»، هكذا يصف مصطفى زايد، منسق ائتلاف الطرق الصوفية حال المتصوف «المولد طقس اجتماعى ودينى ويرتبط بشكل كبير بمعظم ما تمر به البلاد من أحداث، والخدمة التى تقوم بها الطرق الصوفية أنها تعمل على دعم المشير السيسى بين المتصوفة، وحثهم على ضرورة انتخابه»، ويوضح «زايد» أن المواطنين أثبتوا خلال الخدمة التى تقدمها الطرق دعمهم للسيسى بشكل واضح «اللى بيجينا بيقولولنا لو إنتو مش تبع السيسى متقعدوش معانا».