تشتهر محافظة أسوان بوجود عدد كبير من مقامات أولياء الله الصالحين لدرجة أن مثلاً شعبياً يردده الأهالي معناه أن الشيخ الذي لا يوجد له مقام في أسوان لايعتبر شيخاً! يحرص أبناء أسوان علي تنظيم احتفالات سنوية لأصحاب المقامات والأولياء ويعتبر الأهالي هذه الاحتفالات فرصة طيبة للتقرب إلي الله عن طريق تقديم الطعام للفقراء والمحتاجين. يقول ابراهيم حازم محام إن أسوان تعتبر من أكثر محافظات الجمهورية التي تحتفل بالمولد النبوي الشريف وكان يشارك فيه رجال الشرطة والجيش وجميع الطرق الصوفية ويتضمن تنظيم مسيرات علي شارع كورنيش النيل والشوارع الرئيسية ثم تستقر في منطقة أرض المعارض أمام مستشفي الحميات والتي تم تخصيصها لتكون مقرا لإقامة الاحتفالات الدينية.. أضاف أن أشهر الاحتفالات الأخري بأسوان هو الاحتفال بالسيدة زينب في آخر ثلاثاء من شهر رجب ومن المعروف أن السيدة زينب لها العديد من المقامات علي مستوي الجمهورية تزيد علي العشرين حيث جاءت فكرة إنشاء المقامات في بداية الفتح الإسلامي حتي يتعرف أهالي البلاد علي أهل البيت. . أشار إلي أن المسئولين كانوا يرغبون في غلق مقام السيدة زينب أكثر من مرة بسبب وجوده داخل حرم المتحف النوبي وبالفعل وضعوا عليه الشمع الأحمر عدة مرات لكن أهل الخير أعادوا فتحه مرة أخري ولم تستطع الحكومة في عز قوتها وجبروتها أثناء النظام السابق أن تغلق هذا المكان لدرجة أن اللواء صلاح مصباح محافظ أسوان الاسبق قرر تحديد المقام وفصله عن متحف النوبة وإنشاء طريق مستقل له.. أوضح أن الاحتفال بمولد سيدي إبراهيم الدسوقي يعتبر من أبرز الاحتفالات الدينية بمدينة أسوان حيث يعتبر الشيخ الراحل من أقطاب التصوف والأمة الإسلامية وكان مفتيا للديار المصرية وله مقام في دسوق وآخر في اسوان. ويستمر مولده لمدة ثلاثة أيام في أسوان ابتداء من آخر ثلاثاء في شهر محرم وتحتفل به جميع الطرق الصوفية من خلال المديح والإنشاد الديني. كما يتم الاحتفال بالسيدة نفيسة والشيخ العناني والشيخ ماهر والحاج حسن ولكن لاتوجد مواعيد محددة سنويا لهذه الاحتفالات. اشار الي ان لكل محافظة شيخا مشهوراً ويعتبر الحاج حسن رحمه الله هو عمدة مشايخ أسوان وتوفي منذ ألف عام تقريبا وله العديد من الكرامات. وحاول أكثر من محافظ إزالة مقامه الذي يقع في قلب المدينة ولكن لم يستطيعوا ذلك وفي النهاية قاموا بتجديد هذا المقام وتركوه مكانه. وأوضح أن مقام الشيخ العناني بشارع الحدادين له كرامات خاصة ويحرص الأهالي علي الذهاب بأطفالهم الصغار الي هذا المقام يوم الأربعاء أسبوعيا ويقرأون هناك الفاتحة وينذرون شيئا لله فيشفي الأطفال من الأمراض التي يعانون منها بفضل الله. أكد أبوالعينين يحيي مصطفي مهندس أن جبانة أسوان تضم العديد من مقامات أولياء الله الصالحين وتعتبر من أقدم الجبانات علي مستوي الجمهورية وتحتل الترتيب الرابع من حيث عدد الصحابة والتابعين المدفونين فيها وذلك بعد البقيع في المدينةالمنورة ثم جبانة البهنسا الغراء في بني مزار بالمنيا. وجبانة بني حميل في سوهاج. قال إن جبانة أسوان كانت أرضا للمعركة التي جرت بين الصحابة وسكان هذه البلاد في بداية الفتح الإسلامي وسالت فوقها دماء الشهداء الطاهرة ثم دفن الصحابة بعد ذلك في نفس المكان ومع مرور الزمن بدأ الأهالي في دفن موتاهم بجوار قبور الصحابة الأبرار بسبب قدسية المكان وروحانيته الشديدة.. أضاف أن مقام السيد البدوي الموجود داخل جبانة أسوان تعرض للانهيار منذ بضع سنوات بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية ورفضت هيئة الاثار المصرية إعادة بناءه مرة أخري باعتبار أن الجبانة منطقة أثرية. لكن أحد المواطنين قام بإعادة بناء هذا المقام في ليلة وضحاها في غفلة من المسئولين وحاول مفتشو الآثار إزالة هذا المقام لكنهم عجزوا عن ذلك إلي أن جاءت بعثة من ألمانيا ونفذت مشروعا لترميم الآثار الفاطمية بجبانة أسوان وكان من ضمنها مقام السيد البدوي. وأشار إلي أن مقام الشيخ حازم هو آخر مقام تم انشاؤه في جبانة أسوان منذ 10 سنوات تقريبا وله قصة غريبة حيث توفي الشيخ وتم دفنه في الغرفة التي كان يعتكف فيها إلي أن جاء أحد المواطنين المقيمين في القاهرة وأكد أنه رأي الشيخ حازم في المنام وطلب منه السفر إلي أسوان من أجل إنشاء مقام له هناك. وبالفعل تبرع أحد المواطنين بإنشاء هذا المقام بدون أن تتكلف اسرة الشيخ حازم اي مبلغ من المال ويقام حاليا للشيخ الراحل احتفال سنوي في يوم 27 شعبان من كل عام ويتضمن فقرات إنشاد ديني. وإقامة الولائم.. أكد عبدالكريم العطواني مدير مركز المعلومات بالوحدة المحلية في وادي عبادي بادفو أن نسبة كبيرة من أبناء إدفو يعشقون التصوف والتقرب إلي أولياء الله الصالحين ويحرصون علي تنظيم الموالد المختلفة. ويعتبرونها فرصة للحصول علي الثواب من الله عن طريق تقديم المأكولات والمشروبات للفقراء والمحتاجين. قال إن المواطنين الذين يقومون بتنظيم الموالد يحرصون علي تقديم الأطعمة للفقراء داخل ديارهم طوال العام وليس في أوقات الموالد فقط.. أضاف أن مركز إدفو يشتهر بالعديد من الاحتفالات والموالد وجميعها تتشابه في نفس الطقوس حيث يستمر المولد لمدة ثلاثة أيام ويتضمن قراءة القرآن الكريم وإلقاء خطب الوعظ والإرشاد بالإضافة إلي ما يسمي ب"الدورة" حيث تتجمع كل الطرق الصوفية أمام ساحة ومقام صاحب المولد ويسيرون في موكب حاشد في معظم شوارع المدينة بواسطة الخيل والجمال وخلالها يتم توزيع الحلوي علي الأطفال حتي تعود الدورة إلي نفس المقام. ويعتبر المولد فرصة جميلة للأطفال لكي يلعبوا.