"خليهم يشربوه, لو رفعنا إيدينا بس الولد هيعيط لأبوه, مصر لا تعاقب, الإخوان السبب, السعودية سبب أزمة روسيا, على السعودية أن تعتذر".. بهذه العبارات شن إعلاميون مصريون، حملة إعلامية ضد المملكة العربية السعودية، عقب قرار وقف شركة "أرامكو" السعودية مد مصر بالنفط للشهر الثانى على التوالي، ما اعتبره البعض بمثابة "شرشحة إعلامية" لا يجوز أن تخرج للمشاهد على الفضائيات. قرار السعودية جاء بسبب تصويت مصر الذي كان لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، إلى جانب الصين وفنزويلا، ولاقت مصر بعد هذا التصويت موجة انتقادات من السعودية. وجاء الرد المصري عنيفًا بيد إعلامي برامج "التوك شو" يوسف الحسيني, مصطفى بكري, جابر القرموطي, لميس الحديدي, تامر أمين، بتوجيه عبارات لاذعة ضد المملكة العربية السعودية، ما أثر على العلاقة بين الدوليتين وتوتر العلاقات أكثر. يوسف الحسيني: "إيران أكبر منهم" سخر الإعلامي يوسف الحسيني، من قرار شركة أرامكو السعودية بوقف إمداد مصر بالبترول لحين إشعار آخر موجهًا إهانات للمملكة العربية السعودية، قائلًا: "خليهم يشربوه، إيران أكبر وأهم منهم". وأضاف "الحسيني"، فى برنامجه "السادة المحترمون" المذاع على قناة "أون تى في": "أرامكو توقفت عن إمدادنا مفيش مانع، والسعودية حرة، وإحنا من الوارد أن نتعامل مع العراق أو إيران، ومصر وإيران دولتان كبيرتان تتعاملان مع بعض، مش هنقعد نوجع دماغنا بالمستجدين يعني". واستطرد في إشارات تحمل إهانة بالغة للشعب السعودى الشقيق، قائلا: "الإمارات واقفة معانا من غير مصلحة، وفيه ناس تانية بتساعدنا بطريقة الشبع بعد جوعة، وأصبحوا يتكبرون بعد جوع وتعب، وبيقفوا جنبنا وقفة المن والتفضل ونسيوا التاريخ، لكن عادى مش فارقة، يمنعوا البترول، خليهم يشربوه". ونشر الحسينى فى وقت سابق تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي قائلاً: "ده سر شدة الودن؟ وهى مصر بتتشد ودنها, إحنا لو رفعنا إيدينا بس الولد هيعيط لأبوه"، اعتبرها ناشطون تهديدًا واضحًا للسعودية وسخرية من محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودي. لميس الحديدي: "مصر لا تعاقب" قالت الإعلامية لميس الحديدى، إن المملكة العربية السعودية موقفها خاطئ فى حق مصر. وأضافت "الحديدى"، فى برنامجها "هنا العاصمة" المذاع على قناة "سى.بى.سي"، قائلة: "أنا مش عايزة أربط الأمور وأقول إن ده موقف عشان زعلانين خاصة بعد أن صوتت مصر بالموافقة على المشروع الروسى المتعلق بسوريا فى مجلس الأمن، لأن مصر لا تعاقب وعندى حسن نية إن السعودية لا تفعل هذا الأمر". الإبراشي: "على السعودية الاعتذار" وقال الإعلامى وائل الإبراشي: "تصريحات مندوب السعودية عن مصر غير مقبولة، ولن يصح المقارنة بين موقف مصر وموقفى السنغالوماليزيا". وأضاف الإبراشي، خلال برنامجه "العاشرة مساء" المذاع على فضائية "دريم": "لو فيه مشكلة فى الخليج مش هيبقى السنغال أو ماليزيا هتبقى مصر زى ما قال السيسى أمن الخليج من أمن مصر والعكس". وتابع: "السيسى قال أى حاجة أو تهديد يوجه للسعودية هنكون مسافة السكة، لكن اللى بيقطع الحبال هى التصريحات اللى من هذا النوع ويجب الاعتذار عنها". تامر أمين: "اختلافنا مع السعودية صدمة كبيرة للمملكة" وعقب الإعلامى تامر أمين، على أزمة التصريحات الراهنة بين مندوب السعودية عبد الله المعلمي، وما يقابلها من هجوم الإعلاميين المصريين قائلاً: "إن البعض يحاول أن يصطاد فى الماء العكر للوقيعة بين مصر والسعودية". وأضاف فى برنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة":أرى من وجهة نظرى أن الاختلاف بين البلدين أمر طبيعي، بل وصحى وكما ينص ديننا الحنيف "اختلافهم رحمة", لافتًا إلى أن موقف مصر مثل صدمة كبيرة للمملكة وكأنها خانتها والبعض "يعمل من الحبة قبة"، وهناك كتاب وسياسيون وصحفيون من السعودية يهدمون العلاقة بين البلدين ويشعلون الحرائق بتكوين سحابة صيف. مصطفى بكري: "الإخوان السبب فى الاختلاف" وأشار النائب البرلمانى مصطفى بكري، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول الوقيعة بين مصر والسعودية، ونشر معلومات مغلوطة عن أن المملكة ستوقف إمداد البلاد بالمواد البترولية. وطالب "بكري"، عبر برنامجه "حقائق وأسرار"، جموع الصحفيين بعدم التدخل فى الشأن المصرى السعودى وترك الأمر للرئيس عبد الفتاح السيسي، لأن المملكة وقفت معنا ولا تزال. جابر القرموطي: "مساعدات السعودية لمصر فرض عليها" بينما قال الإعلامى جابر القرموطي، إن ممثل السعودية فى مجلس الأمن عتب على مصر فى موقفها تجاه سوريا، وقال: "مكانش المفروض تعمل كده"، لافتًا إلى أن "السعودية لازم تفهم إن هناك اختلافًا فى وجهات النظر وعليها احترام ذلك الأمر.. الاختلاف فى وجهات النظر قائم إحنا مش تابعين ليكم". وأضاف خلال برنامجه "مانشيت القرموطي" المذاع عبر فضائية "العاصمة 2": "ما تقدمه السعودية لمصر الآن فرض عين عليها زى ما مصر ساعدتها زمان أيام العصر الملكي". خبراء: نحتاج إلى كبح جماح الإعلام بينما قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام، إن العلاقة بين مصر والسعودية أصبحت شبيهة بكرة الثلج، مضيفًا: "لا كويت وإمارات ولا يمن ولا أى دولة من حقها التدخل فى الإرادة المصرية, وبالتالى هناك حالة عبر عنها المندوب المصرى بالأمم المتحدة أنه من حق مصر أن تتخذ قراراها كيفما شاءت دون اللجوء إلى أى دولة أخرى للاتفاق على رأى محدد". وأضاف اللاوندي، ل"المصريون": "الحقيقة المفقودة لدى الكثير أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يريد أن يترك المنطقة مشتعلة، وخصوصا بين القاهرة والرياض، كما أشعلها بين السنة والشيعة من قبل". وفى سياق آخر، قال إن برامج التوك شو تجاوزت حدودها وتحتاج إلى كبح جماح، لافتًا إلى أن بعض البرامج ستدفع الثمن غاليًا لأنها تفسد العلاقات بين الدول. بينما قال الخبير السياسى الدكتور عمرو هاشم ربيع: لا أرى أى مشكلة فى الوضع الراهن بيننا وبين السعودية، موضحًا: "خلينا نعتمد على نفسنا شوية واعتبروها بجملة الغلاء"، مضيفا: "ما هى خربانة خربانة مش فارقة السعودية معانا ولا"، لافتا إلى أن السعودية ليس بيدها الأكسجين الذى نتنفسه. وأضاف ربيع، فى تصريح ل"المصريون": "الدولة فى الأيام القليلة المقبلة ستحاول تهدئة الوضع العام، لذلك ستتم التضحية ببعض المتجاوزين من الإعلاميين ببرامج التوك شو ممن تحدثوا حول الأزمة المصرية السعودية". شرشحة إعلامية من جهته وصف الكاتب عماد الدين حسين فى مقال سابق له تحت عنوان "مصر والسعودية .. وهذه الشرشحة الإعلامية" ما يقال على لسان الإعلام فى مصر حول البلدين يثير الفتنة بينهما. وتساءل حسين :"من يراقب وسائل الإعلام فى البلدين خصوصا فى السوشيال ميديا سوف يكتشف أننا عدنا إلى حروب داحس والغبراء فى الجاهلية، والذى اختلف فقط هو الشكل لكن المضمون هو نفسه". وتابع: "للأسف سمعنا كل صنوف البذاءة والسفالة واغتيال سمعة الآخر، رغم أن غالبية الشتامين كانوا حتى أيام قليلة يتحدثون بلغة معاكسة تماما عن العلاقات الأزلية والإستراتيجية ووحدة المصير بين البلدين!". وأضاف: "بقدر الدور العظيم الذى تلعبه وسائل التواصل الاجتماعى فى مجالات كثيرة إلا أنها تحولت فى الأيام الأخيرة إلى وسائل «التنافر الاجتماعى» بين المصريين والسعوديين". وتابع قائلا: "مجموعات من الجهلة والمتخلفين والشعبويين وأنصاف المتعلمين وبعض السذج وحسنى النية، انساقوا خلال الأيام الأخيرة فى وصلات ردح وشتم متبادلة تستخرج أسوأ ما فى النفوس من صفات، والمؤكد أنها ستترك ندبات قد يصعب علاجها".