طموح اي شعب هو أن يعيش بكرامة و أن يكون متطورا وراقيا وبلده في الريادة على كل الأصعدة... الطموح طبيعي ومشروع ..لكن الطموح ليس أمنية ولا أغنية يرددها أو كلاما معسولا يقال في حصة تلفزية ولا مقالة في جريدة ..ولا شعار …يُرفع في الشارع .. أو لافتة حزبية يرددها المؤيدون والمريدون والمناضلون ..الطموح يتحقق بالعمل والجد والتطلع للمستقبل ...هكذا نهضت اليابان من كبوتها فحققت الريادة بعدما كانت في ذيل الترتيب ..وكذا تفعل الصين اليوم بالإنتاج الغزير والعمل والسيطرة على الأسواق ..وإعلاء قيمة العمل لدى شعبها ومضاعفة الإنتاج والتصنيع والمنافسة وتثمين المجهود البشري وإعطاء مكانة للعلم والعقل والمعرفة والتفكير ...هكذا سادوا..وارتفعوا إلى الريادة بالجهد وليس بالتواكل والعواطف والكلام المفتخرالتنويمي المخدر للعقول . ******** أدرك الإعلام في الدول الحية أهميته ورسالته و دوره بجانب المواطن لذلك تراه منافحا ومكافحا عن مطالبه شارحا همومه ومعاناته ومعضلاته الحياتية..أدركت المؤسسات الإعلامية خط المهنية والاحترافية وفرقت بين الإعلام و الإعلان وفرقت بين الاحتراف والإتقان والابتذال والرداءة.. وبذلك حققت الريادة فجلبت ولاء المواطنيين واستغنت عن التملق للمسؤول أي كان.. لأنها ببساطة تعتبر نفسها سلطة مستقلة بذاتها مهمتها مراقبة السلطة التنفيذية وليس السير تحت أوامرها أو التسبيح بحمدها صباح مساء. ******* أزمتنا في الوطن العربي هي أزمة التعليم ..التعليم الذي لم يتطور و بقي حبيس العقليات القديمة والبالية والمتكلسة ..الأمم التي نجحت.. طورت تعليمها وصرفت عليه الأموال والكوادر الأكاديمية المفكرة من أجل صناعة المناهج والبرامج الجيدة والطرق المبتكرة والنماذج الجديدة ومن أجل التعليم الحديث وما يتطلبه من عبقرية ودراية في علوم التربية والتعليم الحديثة...التعليم هو الأستاذ ما يحيط به من تكوين وارتقاء وتكفل اجتماعي ..التعليم هو وسائل وأموال واهتمام الدولة ..التعليم هو رؤية وتحديث شامل لمنظومة ترهلت و شاخت ووجب اقتلاعها ووضع أساسات جديدة ومبتكرة ..وغير ذلك هو حرث في الماء لا يسمن ولا يغني ..وأخشى ما نخشاه أن تمضي السنوات والسنوات ويتقهقر مستوى التعليم أكثر مما ينعكس على باقي مناحي الحياة فننتقل لسمح الله من سيء إلى أسوأ... وهو ما لا نتمناه . ..تولانا الله برحمته.