كثير ممن يعملون بالوسط الفني كانت لهم مهن وحياة عملية بعيدة ومختلفة تمامًا عن طبيعة العمل في هذا الوسط، وبسبب عشقهم للتمثيل ضحوا بهذه المهن، واعتزلوها تمامًا، مكتفين بالتمثيل. ومن أهم هؤلاء الممثلين يحيى الفخراني، الذي ضحى بسهر سنوات في دراسة الطب من أجل التمثيل، وكذلك الفنان عزت أبو عوف، وفؤاد خليل، فهم أطباء في تخصصات مختلفة لكنهم فضلوا التمثيل. وكانت مهنة التدريس مهجورة من بعض الفنانين؛ من أجل عيون الشهرة وحب التمثيل، وقد جمعت هذه المهنة كلًا من كمال الشناوي، والعندليب، ومحمود مرسي، وأسامة أنور عكاشة. فالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، بدأ حياته العملية كمدرس للموسيقى، إلا أن حبه للغناء، جعله غير منتظم في الذهاب إلى عمله، ما أدى إلى فصله، لتتفتح أمامه بعد ذلك، شهرة واسعة. أما صلاح ذو الفقار فقد ضحى بالحياة العسكرية، وأحمد مظهر كان يعمل بالجيش المصري قبل ثورة 1952، وكان رفيق سلاح للرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر، وأنور السادات، إلا أنه اتجه للتمثيل بعد ذلك، ليصبح فارسًا في السينما.