كشفت دراسة إسرائيلية عن تضاعف حجم التجارة السرية بين إسرائيل والدول العربية ، مشيرة إلى أنها بلغت حوالي 400 مليون دولار سنويا ، وهو ما يتجاوز ضعفي حجم التبادل التجاري المعلن بين إسرائيل ومصر والأردن . وقالت صحيفتا " نيويورك تايمز " الأمريكية و " هآرتس " الإسرائيلية " في تقريرين لهما حول هذا الموضع إنه من الصعب تحديد حجم التجارة السرية أو الواردات العربية من إسرائيل ، لأن إسرائيل أصبحت تستخدم الآن دولة وسيطة لتصدير إنتاجها إلي الدول العربية ، وأشهر دولتين تعملان كوسيط بين إسرائيل والدول العربية هما هولندا وقبرص. وقدر جيل فلوبر أستاذ الاقتصاد بجامعة " بار إيلان " الإسرائيلية ومدير مركز المعلومات والأبحاث والاستشارات المتخصصة في الأسواق العربية أن حجم التجارة السرية بين إسرائيل والبلدان العربية يبلغ 400 مليون دولار في العام ، وأن هذا المبلغ يبلغ حوالي مرتين ونصف ما تبيعه إسرائيل لمصر والأردن في العام في إطار الاتفاقيات التجارية المشتركة بينهم. وأشار فلوبر إلى أن الصادرات الإسرائيلية للدول العربية تأخذ ثلاث أشكال أولها المعدات الزراعية مثل معدات الري ولقاحات التطعيم الحيوانية ، والمعلومات التكنولوجية ومكوناتها ، بالإضافة إلي البذور الزراعية المعالجة معاملة وراثيا كما كشف أيضا عن إبحار سفن إسرائيلية من ميناء حيفا الإسرائيلي إلي ميناء بيروت اللبناني محملة بالبضائع الإسرائيلية. وأوضح أن إسرائيل تستخدم شهادة منشأ لبناني لكثير من منتجاتها لتسهيل تصديرها إلي الدول العربية. وتعليقا علي اكتشاف "كلمة صنع في إسرائيل " علي الأكواب المصدرة إلي السعودية ودبي ، قال جيل فلوبر إنه لابد أن هناك خطأ قد وقع في هذه العملية ، لأن إسرائيل تتحاشى كتابة أي حروف عبرية أو ما يشير إلي إسرائيل في أي منتج مصدر للدول العربية. وتوقعت المصادر الإسرائيلية أن يحدث تطبيع تجاري كامل من الدول العربية مع إسرائيل خلال الأعوام القادمة لأن اتفاقيات التجارة الحرة التي تريد الدول العربية الخليجية الآن توقيعها مع إسرائيل من شروطها الصريحة هي التطبيع الكامل مع إسرائيل في كل المجالات ، وقد أعلنت البحرين بالفعل التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل بعد توقيعها اتفاقية تجارة حرة مع أمريكا. وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن السفن الإسرائيلية الآن تبحر مباشرة من إسرائيل إلي ميناء عبدان البحريني ، كما زعمت أن عُمان والإمارات العربية المتحدة ستعلنان قريبا جدا عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى تنجح مفاوضاتهما مع إسرائيل للانضمام لاتفاقية التجارة الحرة كما فعلت البحرين.