تسعى مصر حاليا لبذل جهود مكثفة لرأب الصدع بين حركتي "فتح" و"حماس" من أجل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، وإفساح المجال أمام دعوة الفصائل الفلسطينية لجولة جديدة من الحوار في القاهرة يتفق عليها سلفًا. وأكدت مصادر دبلوماسية أن الوفد الأمني المصري المتواجد حاليًا في قطاع غزة طرح مبادرة على كل من حركتي "فتح" و"حماس" لإلغاء قوة المساندة الأمنية التي استحدثتها وزارة الداخلية في غزة والقوات التابعة لحركة "فتح" في جنين، كمقدمة لتسوية جميع المشاكل العالقة بين الجانبين خلال حوار بين جميع الفصائل الفلسطينية في القاهرة. ولفتت إلى أن الوفد الأمني المصري يمارس ضغوطًا على الطرفين لاستمرار الحوار، وطلب من الرئيس محمود عباس عدم التعجل بالدعوة إلى استفتاء على وثيقة الأسرى، خشية من أن تؤدي تداعيات ذلك إلى اندلاع حرب أهلية بين الفلسطينيين. وكان ممثلون من حركتي "فتح" و"حماس" قد عقدوا اجتماعًا برعاية مصرية يوم الأربعاء الماضي في محاولة لوضع حد للاشتباكات والهجمات المتبادلة بينهما ، والتي أدت لمقتل وجرح العشرات من الفلسطينيين. وأكد متحاورون من الطرفين أن الاجتماع لم يتطرق لأية قضايا سياسية وإنما خصص لتثبيت نقاط تفاهم تم التوصل إليها لوقف الهجمات المتبادلة وسحب المسلحين من الشوارع.