كشف برلمانيون وخبراء في وزارة التربية والتعليم، النقاب عن ما أثير في الآونة الأخيرة حول حذف مادة التربية الدينية، واستبدالها بمادة التربية الأخلاقية، وذلك عقب موافقة الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، على المقترح المقدم من أحد النواب بإضافة "التربية الأخلاقية" كمادة أساسية في مرحلة التعليم الأساسي. وقال النائب علاء والي، إن مادة التربية الأخلاقية بمثابة تصحيح مسار لمادة التربية الدينية مع الاحتفاظ بالتربية الدينية كمادة أساسية للتعليم الأساسي لإعادة سلوك الفرد. وأضاف والي ل"المصريون" أن مادة التربية الأخلاقية ستكون مشتركة بين الطالب "المسلم والمسيحي" لتوعية الأجيال القادمة بالأخلاق الحميدة. وتابع: "التربية الأخلاقية الهدف منها غرس حب الوطن والانتماء لدى الطلاب منذ دخولهم المرحلة الأساسية للدراسة، ووقاية الطلاب من جرائم الأخلاق، والفكر المنحرف المتطرف وذلك من خلال المواد الدراسية والأنشطة بأساليب متعددة التي تتناولها التربية الأخلاقية". وأشار النائب إلى أن "التربية الأخلاقية تساهم بشكل فعال في غرس الأخلاق الحميدة والقيم المثالية في نفوس الطلاب، فضلاً عن أنها وقاية مباشرة من الفكر المتطرف والسلوكيات الخاطئة". وانتقد والي، دور القنوات الفضائية في تقديم بعض الأفلام التي تثير الغرائز، معتبرًا أن هذه الأفلام من أهم أسباب فساد القيم لدي الطفل المصري والتي لها تأثير في تعليم الطفل الانحراف, في الوقت التي يحتاج فيه الطفل إلى تعليم القيم والمبادئ التي كان عليها المجتمع الأول. وقالت النائبة منى عبدالعاطي، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي في البرلمان، إن إضافة مادة التربية الأخلاقية للتعليم الأساسي مجرد اقتراح ولم يعرض للمناقشة حتى الآن، مضيفة أنها لاعلاقة لها بمادة التربية الدينية وليست بديلة عنها. وأوضحت ل"المصريون" أن "البرلمان يرفض رفضًا تامًا حذف مادة التربية الدينية، مؤكدة أن التربية الأخلاقية الهدف منها الترابط بين فئات المجتمع مسلميه ومسيحية لخلق جيل متعايش وفقا لقيم المودة والسلام بين الأطفال باختلاف عقيدتهم الدينية. وأشارت إلى أن "مادة التربية الأخلاقية من ضمن المواد التي يوجد بها موضوعات ثقافية وأخلاقية تساعد علي تنشئة الطفل علي المبادئ والأخلاق"، لافتة في الوقت ذاته إلى أن "المواد الدراسية لن تعيد وحدها القيم والأخلاق لدي المجتمع فهناك دور كبير يتمثل في الأسرة علي التربية وتجنب الطفل المخاطر الأخلاقية".
من جانبه، قال طارق نور الدين، المعاون السابق لوزير التربية والتعليم، إنه يستبعد أن تكون مادة التربية الأخلاقية بديلاً لمادة التربية الوطنية، فكلتا المادتين ذات أهميه للتعليم الأساسي. وأضاف ل"المصريون" أنه في عهد الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم الأسبق، كان هناك مقترح يطالب بتطبيق مادة يطلق عليها "القيم وأخلاق ومواطنة" ضمن مواد التعليم، مشيرًا إلى أن المطالبة الآن بتطبيق مادة التربية الأخلاقية يعد شيئًا جيدًا. وأكد ضرورة وجود خطة إستراتيجية داخل الوزارة يسير عليها الجميع حتى لايبدأ كل وزير يأتي جديدا من الصفر بل يسير على الخطة. وأوضح إن الرئيس عبد الفتاح في زيارته لليابان وجد أن التربية الأخلاقية مادة إجبارية بداية الصف الأول الابتدائي وحتى الصف السادس، مضيفًا إن سياسة الوزارة في 2014 كانت تريد السير على نهج الدول المتقدمة مثل اليابان، وهو ما يحدث بالفعل ألان. وأشار إلى أن هذه المادة تهدف إلى تنشئة الطالب عل القيم والأخلاق وغرز حب الوطن لدى الطلاب.