سعر الدولار اليوم الخميس 15 مايو 2025    مشتريات العرب تصعد بالبورصة في مستهل نهاية جلسات الأسبوع    بعد جولة الخليج.. ترامب: حصلنا على استثمارات تفوق 10 تريليونات دولار في 3 شهور    ترامب: بايدن أسوأ رئيس للولايات المتحدة.. ولدينا أقوى جيش في العالم    أزمة مباراة الأهلي والزمالك.. القرار النهائي بعد استماع التظلمات لأقوال رئيس لجنة المسابقات    وفاة شخص على قضبان قطار في قنا    سعر الذهب فى مصر الخميس 15 مايو 2025.. جرام 21 يسجل 4550 جنيهًا    وزيرا السياحة والتنمية المحلية يبحثان خطط تحصيل الرسوم من المنشآت الفندقية    منافس الأهلي.. إنتر ميامي يتعادل مع إيرثكويكس بالدوري قبل 30 يومًا من مونديال الأندية    لقاء حسم اللقب، موعد مباراة اتحاد جدة والرائد في الدوري السعودي    "سأعود".. حسام عاشور يكشف كواليس مكالمة الخطيب بعد وعكته الصحية    تعرف على مدة إجازة رعاية الطفل وفقا للقانون    سالي عبد السلام ترد على انتقادات أدائها الصلاة بال "ميك أب" وطلاء الأظافر    الصحة تطلق حملة توعية حول مرض أنيميا البحر المتوسط    روسيا وأوكرانيا.. من جبهات الحرب إلى مفاوضات إسطنبول (تسلسل زمني)    27 مايو.. محاكمة عاطلين بتهمة تعاطي المخدرات بالساحل    الصحة تنظم مؤتمرا طبيا وتوعويا لأهمية الاكتشاف المبكر لمرض الثلاسميا    وفاة وإصابة 7 أشخاص إثر تصادم ميكروباص وبيجو بقنا (أسماء)    اتحاد عمال الجيزة يكرم كوكبة من المتميزين في حفله السنوي    5 دقائق تصفيق لفيلم توم كروز Mission Impossible 8 بمهرجان كان (فيديو)    وزير الخارجية يشارك في اجتماع آلية التعاون الثلاثي مع وزيري خارجية الأردن والعراق    رياح مثيرة للرمال.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس اليوم    حالة الطقس في الإمارات اليوم الخميس 15 مايو 2025    أمين عام الناتو: لدينا تفاؤل حذر بشأن تحقيق تقدم فى مفاوضات السلام بأوكرانيا    مصرع طفل صدمته سيارة نقل مقطورة فى أوسيم    حديد عز تجاوز 39 ألف جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس 15-5-2025    هانئ مباشر يكتب: بعد عسر يسر    بزشكيان ل ترامب: أمريكا تصف من يقاوم احتلال إسرائيل لفلسطين أنه يُهدد أمن المنطقة    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 15 مايو 2025    كيف تتخلص من ارتفاع ضغط الدم؟ 3 طرق فعالة دون أدوية    نائب رئيس جامعة دمنهور تفتتح معرض منتجات الطلاب ضمن مبادرة «إنتاجك إبداعك»    لأول مرة، جيتور تستعد لإطلاق X70 Plus المجمعة محليا بالسوق المصري    نماذج امتحانات الصف الخامس الابتدائي pdf الترم الثاني جميع المواد التعليمية (صور)    أيمن بدرة يكتب: الحرب على المراهنات    الكشف عن نظام المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا 2025-2026    مصر تتصدر منافسات ثالث أيام بطولة إفريقيا للمضمار.. برصيد 30 ميداليات    لطلبة الشهادة الاعدادية 2025.. موعد امتحانات النقل والشهادة بمحافظة الوادى الجديد    من بينهما برج مليار% كتوم وغامض وحويط.. اعرف نسبة الكتمان في برجك (فيديو)    ريهام عبد الحكيم تُحيي تراث كوكب الشرق على المسرح الكبير بدار الأوبرا    جدول امتحانات الصف الثالث الابتدائي الترم الثاني 2025 في جميع المحافظات    حريق يلتهم مصنعا للبلاستيك بأكتوبر    المجلس الرئاسي الليبي يعلن وقف إطلاق النار في طرابلس    إعلام فلسطيني: شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة    رسميا.. رابطة الأندية تدعو الفرق لاجتماع من أجل مناقشة شكل الدوري الجديد قبل موعد اتحاد الكرة بيومين    تراجع أسعار الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 15 مايو 2025    «5 استراحة».. اعثر على القلب في 5 ثوانٍ    موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    سالي عبد السلام ترد على منتقديها: «خلينا نشد بعض على الطاعة والناس غاوية جلد الذات»    بريمونتادا +90 أمام مايوركا.. ريال مدريد يؤجل احتفالات برشلونة في الدوري الإسباني    تحركات برلمانية لفك حصار الأزمات عن أسوان ومستشفيات الجامعة    نشرة التوك شو| تفاصيل زيارة ترامب للسعودية.. وخالد أبو بكر يقترح إلغاء وزارة الأوقاف    حكم الأذان والإقامة للمنفرد.. الإفتاء توضح هل هو واجب أم مستحب شرعًا    "أول واحدة آمنت بيا".. محمد رمضان يكشف أهم مكالمة هاتفية في حياته    وفاة الفنان السوري أديب قدورة بطل فيلم "الفهد"    كيف قضى قانون الجديد العمل على استغلال الأطفال وظيفيًا؟    الكويت: سرطان القولون يحتل المركز الأول بين الرجال والثاني بين الإناث    الرئيس يتابع تنفيذ المشروع القومي لبناء الإنسان    ب«3 دعامات».. إنقاذ مريض مصاب بجلطة متكاملة بالشريان التاجى في مستشفى شرق المدينة بالإسكندرية (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفاجآت مدوية يكشفها رئيس الأركان التركي
أثناء التحقيق معه
نشر في المصريون يوم 27 - 07 - 2016

نشرت صحيفة حرييت التركية نص إفادة رئيس الأركان خلوصي أكار أمام النيابة العامة في أنقرة، والتي جاءت في ست صفحات، ذكر فيها تفاصيل ما جرى خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وقال أكار في إفادته، إن مساعده، المقدّم ليفنت توركان، قد هدده بإطلاق النار عليه، وأنه قابله بقوله "هيا أطلق ماذا تنتظر". كما ذكر أن اللواء محمد ديشلي قال له: "بدأت العملية يا قائدي، سنعتقل الجميع"، وأجابه أكار: "أي عملية؟ ماذا تقول أنت؟ هل جُننت؟ أحذركم أن تفعلوا شيئا".
وذكر الجنرال أكار أن "منظومة الجيش كانت تحضر نفسها من أجل إعادة ترتيب بيتها أثناء جلسة شورى في شهر آب/ أغسطس، وذلك بهدف التحضير لتوجيه ضربة قاسمة ومؤلمة لمنظمة فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني".
وهذه الترجمة الكاملة لإفادة رئيس الأركان خلوصي أكار التي قدمها كمشتك للنيابة العامة في أنقرة:
"تركوا بصمة سوداء في تاريخنا"
"ربما شعرت المنظمة الإرهابية بالخطر المحدق بها، لذلك قامت بما لا يمكن تخيله، قتلت المدنيين، وقصفت مجلس الأمة، ووجهت عناصرها السلاح إلى زملائهم في الجيش وجهاز الشرطة. أعتقد أنهم حاولوا الانقلاب باستخدام هذه الأمور، خصوصا في الوقت الذي كانت فيه كل أجهزة الدولة، من جهاز الشرطة، والقضاء، والمؤسسات المدنية، وجهاز الاستخبارات، تعمل بتنسيق متكامل لمحاربة إرهاب الانفصاليين في جنوب شرق البلاد، إلا أنّهم حاولوا الانقلاب على جهود الحكومة، وتركوا بصمة سوداء في تاريخنا".
"وصلتنا معلومات من الاستخبارات"
"قال لي الجنرال يشار غولَر، الرئيس الثاني لقيادة الأركان، وذلك في حوالي الساعة الخامسة أو السادسة مساء، إن معلومة وصلته من الاستخبارات تفيد بوجود مهمة ستقوم بها ثلاث طائرات مروحية ستنطلق من مدرسة طيران الجيش، وأشار إلى أن هناك هيئة من جهاز الاستخبارات في طريقها من أجل التأكيد على هذا الموضوع".
يضيف أكار: "تعاملت مع المعلومة بجدية بسبب مكانة مصدرها، وبدأت معها النقاش بصورة عاجلة مع يشار باشا، وكذلك قائد القوات البرية صالح ذكي تشولاك من أجل اتخاذ التدابير اللازمة، وأمرتهم فورا بأن على جميع المروحيات العسكرية والطائرات الحربية المحلّقة في الأجواء التركية العودة إلى قواعدها".
"وأمرت بمنع أي محاولات جديدة للإقلاع من القواعد الجوية. وأوصل القائد الثاني يشار غولر هذه الأوامر لمركز إدارة قيادة القوات البرية، وهكذا وصل أمرنا للجميع بمنع إقلاع أي من الطائرات العسكرية في عموم تركيا. كما أمرت قائد القوات البرية باتخاذ كافة التدابير السريعة والفعالة وبصورة فورية، من أجل ضبط الأوضاع إلى حين اتضاح المعلومات أكثر حول ما نقله لنا جهاز الاستخبارات".
"وأصدرت تعليماتي إلى كل الأفراد العاملين في القيادة المركزية بالتوجه فورا إلى مدرسة طيران الجيش، وحل المسألة بدون أي تردد، واتخاذ كافة التدابير اللازمة، وأن يخبروني بالمعلومات أولا بأول بعد وصولهم هناك".
"أمرتهم بمنع خروج الدبابات تحت أي ظرف إلى خارج الوحدات العسكرية"
وفي إفادته يقول أكار: "أدركنا خلال تقييمنا الأولي أن ما وصل إلينا من معلومات ربما يكون ضمن مخطط أكبر من ذلك بكثير، لذلك سارعت بالاتصال بقائد حامية أنقرة، الفريق الركن متين غوراك، وأمرته فورا بالذهاب إلى تجمع وحدات أمتيسغوت للعربات المصفحة، ومنع أي دبابة أو عربة مصفحة من الخروج إلى خارج الوحدة العسكرية تحت أي سبب، وهكذا انتهى اجتماعنا بعد اتخاذ التدابير الأولية".
ويتابع أكار: "بقيت في مكان عملي، وأعتقد في تمام الساعة التاسعة، كنت جالسا على طاولة الاجتماعات وظهري قبالة الباب، وحينها طرق أحدهم الباب، فقلت له ادخل، مَن هناك في هذه الساعة؟ وإذا باللواء محمد ديشلي يدخل، وقال: "قائدي، العملية بدأت، سنعتقل الجميع، الكتائب والألوية تحركت، وسترون بعد قليل"، وحينها فهمت أن الحديث يدور عن حراك عسكري، وصرخت في وجهه، ماذا تقول أنت؟ هل جُننت؟ أي عملية؟ أي حراك؟ أحذرك من ذلك".
"سألتهم عن مكان القادة الآخرين"
وفي إفادته يقول أكار: "سألته أين القائد الثاني لرئاسة الأركان؟ وبقية القادة؟ قال لي: "لا تقلقوا سيأتون جميعا"، وحينها ازداد غضبي، وقلت له مَن أنت؟ ومَن أنتم؟ كيف تتحدث معي بهذه الطريقة؟ وأوضحت له أن الطريق التي يسلكونها خاطئة، وحذرته من السقوط في مستنقع لن يخرجوا منه سالمين".
"وقلت له عليكم التوقف فورا عن هذا الأمر وإلا ستندمون، لكنني لم أستطع إقناعه. وبعدها تحرك محمد ديشلي نحو الباب، واستطعت الدوران إلى الخلف، وشاهدت حينها المقدّم ليفنت، والضابط عبد الله، والرائد سيردار، كما شاهدت أيضا عناصر بلباس وتجهيزات توحي بأنهم من القوات الخاصة".
"كبلوني بشريط بلاستيكي، ومنعوني من التنفس"
يقول أكار: "عندما دخلوا بسرعة إلى الغرفة نهضت ووقفت، حينها تدخل ليفنت توركان، وطلب مني الجلوس، وعدم النهوض، والهدوء، ودفعني أحدهم وأجلسني على الكرسي، وقام شخص آخر بإغلاق فمي وأنفي بشيء يشبه مناشف اليد، ولفّ يده على عنقي بإحكام، وحينها بدأت أتنفس بصعوبة، وحاولت مقاومة ذلك، وحركت يديّ من أجل أن أنزع الغطاء عن أنفي لأتنفس".
"حينها قام شخص آخر بربط يدي بواسطة كلبشة بلاستيك. وعندما شعروا بأنني لن أستطيع الصمود في هذه الوضعية، أزالوا الغطاء عن أنفي فعاد إليّ تنفسي الطبيعي، وكان من الواضح أنهم لا يريدون مني أن أصرخ. وبعد أن استعدت نفسي وهدأت قليلا، رجعت أصرخ بسبب الألم القادم من ذراعي المربوطتين، ووقفت على قدمي، وطلبت منهم أن يفكوها".
"مساعدي: قائدي اهدؤوا وإلا أطلقت النار عليكم"
وعن تلك اللحظات يقول رئيس الأركان: "كان بيد ليفنت توركان مسدس، وجهه نحوي وقال لي: "قائدي، اهدأ وإلا أطلقت النار". وقفزت خطوتين للأمام وقلت له أطلق النار هيا، ولاحظت حينها تردده. لذلك كررت طلبي بأن يفكوا قيد يدي، وبعد إصرار، فكوا القيد بأوامر أعتقد أنها من محمد ديشلي. فكوا القيد بسكين غير حادة، ولم يستطيعوا فكها في المرة الأولى، وصرخت مرة أخرى، وحاولوا قطعها في المرة الثانية ونجحوا. ثم أجلسوني وبقي رجل يقف خلفي، وأصبحت لا أقدر على القيام بشيء".
"صرخت فيهم: يا عديمي الشرف والتربية"
ويواصل أكار روايته للأحداث، فقال: "سمعت أصوات الطائرات، وبدأت بالصراخ عليهم مرة أخرى، لكنهم لم يسمعوا لي، ثم طلبت منهم الذهاب للحمام، لكنهم قالوا ستذهب ونحن معك، وحينها صرخت عليهم يا عديمي الشرف والتربية. وبرغم مرور وقت طويل، وسماعي لأصوات الطائرات التي تحلق على علوّ منخفض، والتلفاز أمامنا مفتوح، إلا أنه لم يُذع أي خبر حتى تلك اللحظة. وبعد ذلك بدأت الأخبار تتحدث عن قوات عسكرية أغلقت جسر البوسفور. كانوا يتصرفون ببرود شديد، ولم يتحدثوا ولم يعلقوا على ما يجري. ثم قالوا لي: سنخرج، وأخذوني. طلبت أن آخذ لباسي، وحقيبتي، أعطوني لباسي وقالوا نحن سنأخذ لك الحقيبة".
"وجهوا فوهة البندقية نحوي"
وعن لحظات إخراجه يقول أكار: "خرجت من الغرفة، ولاحظت شخصا لم أستطع تمييز ملامحه للوهلة الأولى، لكن اكتشفت لاحقا بأنه العقيد فيرات ألاكوش. أنزلوني الدرج، وكان أمامي جندي يحمل سلاحا آليا ويوجه فوهته نحوي ويمشي للخلف، صرخت فيه وقلت له ماذا تفعل يا هذا؟ ثم أخرجوني للخارج، ورأيت طائرة مروحية بانتظارنا، فأصعدوني إليها".
"وبرغم إصراري بأنّ نظارتي في الحقيبة، إلا أنهم لم يحضروها لي، ثم طارت المروحية، ولم يقولوا لي إلى أين نحن ذاهبون، كما أنني لم أسألهم أيضا. ومجددا كانت فوهة بنادق الجنود موجهة نحوي، وكان محمد ديشلي في المروحية، وبعد مدة من التحليق هبطت طائرة الهليكوبتر، وسألتهم أين نحن؟ قالوا إننا في قاعدة أقنجي، وأركبوني في حافلة، ونقلوني إلى بناية هناك".
"طلبوا أن أقابل غولن"
وبعد ذلك يقول أكار: "قال هاكان أفريم، وهو قائد الفرقة الرابعة في قاعدة أقنجي: إذا أردتم سنساعدكم في مقابلة زعيمنا الفكري فتح الله غولن"، قلت أنا لن أقابل أحدا، ورفضت. بعد ذلك خرج جميع الحاضرين باستثناء أكين أوزتورك".
ويضيف أكار: "أدركت حينها أنّ مخططي هذه المحاولة والقائمين عليها هم من العناصر المنتمين لمنظمة فتح الله غولن، وأعتقد أنهم فعلوا ذلك لخوفهم ورعبهم من الضربة التي كانت ستوجه إليهم في جلسة شورى آب/ أغسطس. وقد طلبوا مني التوقيع على البيان الذي أعدوه، ورفضت ذلك قطعا، ولم أسمح لهم بجرّ يدي إلى الورقة، وعندما قرؤوا البيان لم أعره أي أهمية، حتى إنني تعاملت معه بسخرية، ولم يذكروا ممن يتكوّن "مجلس السلام" المذكور في البيان".
"أحضروا من لديكم"
وفي تتمة إفادته يقول أكار: "جاء الأدميرال عمر حارمانجيك وبيده ورقتان، وطلب مني قراءتهما ثم توقيعهما وقراءتهما أمام الكاميرا، وقال ستكون الأمور حينها جيدة ونستطيع إحضار الجميع واعتقالهم، لكنني رفضت بشدة وبعصبية بالغة، وقلت لهم من تظنون أنفسكم؟ مَن أنتم؟ أين القائد الثاني وقادة القوات؟ أين الوزراء؟ أحضروا من لديكم. من رأسكم أنتم؟".
"حينها قال لي هاكان أفريم: "إذا أردتم نستطيع أن ننظم لكم لقاء مع زعيمنا الفكري فتح الله غولن"، لكني رفضت وقلت أنا لن أقابل أحدا، وبعد ذلك خرج الجميع ما عدا أكين أوزتورك، وحينها كانت الساعة تشير تقريبا حسب توقعاتي إلى منتصف الليل تماما. وكان بعض الأشخاص يدخلون ويخرجون من الغرفة، وقال أكين إن هناك صالونا آخر يوجد فيه طاقم من 30 إلى 40 شخصا، ولم يتسن لي مشاهدة ذلك المكان، وإنما بقيت كل الوقت في الغرفة نفسها".
"لاحظت خيبة الأمل في عيونهم"
يضيف أكار في إفادته: "قام أكين أوزتورك بإغلاق التلفاز، وقلت لهم: "هذا عيب"، وطلبت الاتصال بزوجتي على الأقل لأطمئنها، وفعلا اتصلت من خلال خط هاتف عسكري، وأخبرتها بأني في قاعدة أقنجي وبأنني بخير، وأن يعتنوا بأنفسهم جيدا، وبعدها فهمت أن زوجتي بعثت بهذه المعلومة إلى المسؤولين".
"وعندما فُتح التلفاز مرة أخرى بعد ساعتين، كانت الأخبار تتحدث عن عمليات استهداف وقصف لمجلس البرلمان ومراكز الشرطة، وكانت أصوات الطائرات الحربية مستمرة، وبدأت بالعصبية والصراخ مرة أخرى. لكنهم كانوا كأنهم روبوتات لا يتفاعلون معي. وحينما ظهر رئيس الجمهورية، وسمعنا تصريحاته وتصريحات رئيس الوزراء، ومع بدء بعض الجنود تسليم أنفسهم، أو السيطرة عليهم على يد المواطنين، وخروج الناس لمواجهة المحاولة الانقلابية وتعرضهم للدبابات، تغيرت ملامح الأشخاص المتواجدين معي في الغرفة".
يقول أكار: "رأيت القلق، وفقدان الأمل في عيونهم، وبدأت تسوء أحوالهم النفسية، وقلت لهم غرقتم في المستنقع بصورة كبيرة، على الأقل كونوا رجالا وانهوا الأمر عند هذا الحد، امنعوا موت المزيد من الناس، واسحبوا كل الآليات العسكرية والدبابات وغيرها من الشوارع قبل بزوغ الفجر، يكفي ما قمتم به من انحطاط، لا تزيدوا الوضع تعقيدا، أسأتم لسمعة قوات الجيش، اذهبوا وسلموا أنفسكم، طريقكم الوحيدة هي المحاكمة، وأفرجوا عني. لكنهم لم يجيبوا بأي شيء، وبدأت بعد ذلك أصوات انفجارات في الخارج، وقالوا إنّ قصفا استهدف مدرجات الطيران في القاعدة".
وفي إفادته التي قدمها أكار كمشتكي، يقول: "كنت ألاحظ ازدياد شعورهم بالإحباط والفشل مع مرور الوقت، وبعد ذلك لم أشاهد الأدميرال عمر حارمانجيك ولا هاكان أفريم، بعد أن أدركوا أنّهم لم يعد باستطاعتهم القيام بشيء، بدأت أصرخ فيهم مجددا، بأنكم أسأتم للجيش التركي، وفعلتم أسوأ ما يمكن فعله، وطالبتهم بإيقاف عمليات القصف الجوي، وطلبت منهم أن يأمروا جميع الآلات العسكرية والجنود بالعودة إلى ثكناتهم".
"لكنهم مع ذلك لم يجيبوا بشيء، وكنت ألاحظ الخوف والرعب في عيونهم. وأصبحت الساعة تقريبا بين الثامنة والنصف والتاسعة صباحا حينها طلبت منهم أن أتواصل مع رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء، وأن يسلموا أنفسهم ويطلبوا من العساكر في الخارج العودة إلى ثكناتهم حتى لا يتعرضوا للمزيد من الأذى، وفي تلك الأثناء وقعت عمليات تفجيرية في القاعدة الجوية".
"لا مكان إطلاقا لأي مفاوضات"
يسرد أكار ما جرى بعد ذلك فيقول: "عندما فهموا أن الأمور خرجت عن سيطرتهم قالوا لي: "سنجعلك تتواصل مع رئيس الجمهورية"، وأحضروا لي هاتفا وجعلوني أكلم الرئيس، وشرحت له الوضع، وقلت له وأنا أنظر إلى عيون كل الجنود والعساكر في الغرفة: "سيدي رئيس الجمهورية، لا مكان إطلاقا لأي مفاوضات، سيسلمون أنفسهم للقضاء العسكري وللنيابة العامة"، وهي المعلومة نفسها التي ذكرتها لوكيل جهاز الاستخبارات".
ويضيف أكار: "عندما علم أكين أوزتورك أنني سأذهب، طلب مني أن يحضر معي، قلت له أنت ابق هنا، ورغم إصراره، تركناه في مبنى قاعدة أقنجي، وخرجنا إلى مهبط المروحيات، وكان هناك العديد من طائرات الهليكوبتر، لكنهم أشاروا إليّ بالصعود على متن واحدة منها، فصعدنا، وكان معنا محمد ديشلي، طلبت منه عدم الصعود معنا".
"لكنه قال إنه من الممكن إطلاق النار على الطائرة، لذا يجب أن نخبر العساكر بوجود رئيس الأركان في هذه المروحية، ولذلك صعد معنا وكان يعطي المعلومات لأحدهم عبر الهاتف، ونقلتنا المروحية إلى مقر رئاسة الوزراء في القصر الجمهوري، وقابلنا هناك وكيل رئيس الوزراء، واعتنقنا الحرية من جديد، وكان معي محمد ديشلي، ولم أكن ألحظ من أتى خلفنا، ولخصت الوضع بصورة مستعجلة للمسؤول، ورأيت بأنه يجب اعتقال محمد ديشلي، وعلمت أنه تم اعتقاله بالفعل".
وينهي أكار إفادته بقوله: "أعتقد أن كل من مخطط لمحاولة الانقلاب هذه، من منسوبي منظمة فتح الله غولن، وأعتقد أنهم قاموا بذلك استباقا لما كنا ننوي القيام به خلال جلسة شورى الجيش في آب/ أغسطس، وأنهم سعوا إلى إحباط الخطوات المتقدمة التي اتخذها القضاء في سبيل مكافحة هذا التنظيم الموازي، ولذلك فإنني أقدم شكوى في كل شخص ينتمي لهذه المنظمة، في كل شخص أضر بي، وبزملائي، وبإخوتي من منسوبي جهاز الشرطة، وبمؤسسات الدولة، وبتاريخ تركيا وحضارتها، أتقدم بشكوى ضد كل شخص بصورة منفصلة".
وختم إفادته بقوله: "أؤمن بأنّ هؤلاء الخونة سينالون أقصى العقوبات التي يستحقونها".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.