متاجر مصر في رمضان: «مجاعة» أم «صيام»؟.. الإجابة في «التروللي»

كأنها مجاعة، وليست مناسبة للامتناع عن الملذات والطيبات فى أيام معدودات، وفى شهر مبارك من شهور السنة. هكذا اتفق عدد من المصريين التقتهم «المصرى اليوم» فى فرع لأحد المتاجر الكبرى فى القاهرة، حيث تطلبت عملية الدفع الوقوف أكثر من ساعة فى طوابير «الكاشير»، التى لم تكفها المسافة بين الصندوق وأرفف البضاعة، فامتدت فى الممرات لدرجة أعاقت الحركة.
محمد هيبة، تاجر فواكه، اضطر لترك بضاعة اشتراها لعمال إحدى مزارع المانجو التى اشترى محصولها، بسبب طول الانتظار، مؤكدا أن شراءه من «سوبر ماركت» صغير على الطريق العام يوفر وقتاً أثمن كثيراً مما يوفره من تخفيضات المتجر الكبير.
سيدة، طلبت عدم ذكر اسمها، بررت صبرها على طول الانتظار، برغبتها فى شراء لحمة مضمونة، «لأن السوق معكوكة بلحمة مستوردة الأيام دى، وبيبيعوها على أنها بلدى».
السياسة التى اتبعتها إدارة المتاجر الكبرى قبل رمضان، غالباً ما تكون سبباً فى رفع فاتورة الشراء، ولذا يفضل عبدالمولى شحات، مدرس رياضيات، كتابة قائمة باحتياجاته قبل دخول هذه المتاجر، «عشان ما تضربش الميزانية».
صابر عباس، رجل أعمال، شعر بالضجر فى طابور الكاشير، على الرغم من أنه سحب «تروللى» تزيد حمولته على 100 كيلو جرام من اللحوم، والسكر، والياميش، والمكسرات، وبسؤاله عن مبرر الزحام وحمى الشراء، ضحك قائلا: «كأننا فى مجاعة». أما أحمد محمود، مهندس تحكم، فتعجب من التحول الذى طرأ على شكل عربة تسوق المصريين، لافتاً النظر إلى أن النسبة الكبيرة من مشتريات رواد المتجر، كانت من تلك التى تعبأ فى الأكياس البلاستيكية مثل ال «سناكس»، أو شرائح البطاطس المقلية و«الفشفاش»، واستنكر الشكل الجديد الذى طرأ على المائدة الرمضانية المصرية بسبب الأغذية المصنعة بالمواد الحافظة.
الشيخ سمير السيد، الداعية الإسلامى بالأوقاف، علق على هذه الظاهرة قائلا: إن احتفال المصريين ومعظم البلدان العربية والإسلامية، بشهر رمضان، كسر إطار السنن المتواترة عن الرسول وصحابته، إلى العادات التى غيرت طقوس الشهر الكريم، ليصبح موسما ل«الفجعة» والتفاخر، بدلاً من كونه أياما معدودات للمران على مواجهة الاحتياج بالصبر.