عاد رئيس الوزراء الفرنسى السابق دومينيك دوفيلبان إلى الواجهة السياسية من خلال إعلانه مساء أمس الأول إنشاء حزب جديد لمواجهة الرئيس نيكولا ساركوزى فى انتخابات الرئاسة عام 2012، بعد فترة توارى خلالها اسمه عن الساحة السياسية، وإن ارتبط بمواجهة مع الرئيس نيكولا ساركوزى حول قضية «كليرستريم» للفساد التى اشتبه بتورط ساركوزى ودوفيلبان فيها. وبرز اسم دومينيك دوفيلبان بقوة على الساحة الدولية مع حرب العراق (2003)، والتى خاض السياسى الفرنسى المخضرم ضدها مواجهة كبيرة فى المحافل الدولية وخاصة فى الأممالمتحدة، حيث كان أعلى الأصوات الرافضة للحرب والمنددة بالتحرك الأمريكى لمهاجمة العراق. وبعد أدائه الذى حاز إعجاب المراقبين كوزير للخارجية، تولى دوفيلبان رئاسة الوزراء من مارس 2005-مارس 2007، خاصة بعد نجاحه فى شغل موقع وزير الداخلية لفترة قصيرة فى عام 2004، حيث أكد كثيرون أنه تمكن من محاصرة التطرف فى بلاده. وعلى الرغم من نجاحه كوزير للخارجية والدفاع، فإن فترته كرئيس للوزراء شابها قدر كبير من عدم الاستقرار، وصل ذروته فى قيام حوالى مليون شخص بالتظاهر ضد سياسات الحكومة المتعلقة بمكافحة البطالة، واتسمت تلك المظاهرات بدرجة كبيرة من العنف. وبعد صعود ساركوزى إلى الرئاسة، ابتعد دوفيلبان عن الساحة السياسية بسبب تبادل اتهامات بالفساد فى قضية «كليرستروم» بينه وبين ساركوزى، إذ اتهم كل منهما الآخر بأنه قد يكون تلقى رشاوى من أجل تسهيل صفقة أسلحة لتايوان. وعلى الرغم من قرار القضاء بحفظ التحقيق فإن الخصومة السياسية زادت كثيرا بين الزعيمين اليمينيين. وينظر إلى دوفيلبان على أنه سياسى معتدل، فهو يدعو إلى تعظيم روابط فرنسا بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى فى الوقت نفسه، ويرغب فى تبنى بلاده لسياسات أكثر توازنا فى مجال العلاقات الخارجية وخاصة فى الشرق الأوسط وأوروبا الوسطى. وساعد على إرساء توجهات دوفيلبان المعتدلة عمله الطويل كدبلوماسى فى أروقة وزارة الخارجية السياسية، إلا أن الكثير من منتقديه يرون أنه ضعيف ولا يواجه التحديات بصورة صحيحة، ولعل هذا ما يفسر أن 7-8% من الفرنسيين فقط أعلنوا نيتهم دعم دوفيلبان خلال انتخابات 2012 وهو ما يأمل السياسى الفرنسى المخضرم (56 عاما) فى تغييره قبل عامين من موعد انتخابات الرئاسة.