على طريقة «لبِّس البوصة تبقى عروسة» يمكن أيضا تلبيس قطع الأثاث العادية قديمة أو جديدة - بالمفروشات «المودرن» أو الأقمشة التراثية، لكى تبدو وكأنها قطعة فنية لافتة للانتباه بجمالها وأناقتها، هذا ما حاول تحقيقه المشاركون فى أسبوع التصميم المصرى «20 Egypt Design» والمعرض الدولى للأثاث والمفروشات المنزلية «فيرنكس» من خلال تصميمات مبتكرة ركزت على الجمع بين روح الماضى ومبتكرات العصر. أقيم المعرض الأسبوع الماضى وضم لأول مرة أحدث تصاميم الديكورات والموضة فى مصر والعالم، حيث شهدت البيوت الأثرية لشارع المعز لدين الله، ومنها بيت السحيمى وحمام قباب، وبيت السلحدار، مجموعة من التصميمات لأكثر من 20 مصمماً ومصممة فى مجال الديكور والملابس.. تحت رعاية مركز تحديث الصناعة والجمعية المصرية لدعم صناعة الأثاث، ومصممة الأزياء مارى بشارة، وشركة باشون لأدوات التجميل. ومع العبق التاريخى الذى يستشعره رواد تلك البيوت الأثرية، توزعت قطع الأثاث المشاركة فى المعرض، ففى بيت السحيمى وضعت قطع الأثاث المتنوعة من كراسى وترابيزات ومصابيح وأباجورات فى كل ركن من أركانه، بجوار لافتة مع كل قطعة توضح اسم المصمم وجنسيته، وفى حمام قباب كان توزيع القطع المعروضة مختلفاً، حيث تنوعت أشكال الملابس بين أزياء مصرية قديمة أو حديثة، إضافة إلى عرض أزياء ل20 مصمماً ومصممة. داخل المعرض كان لافتا تعشيق الكراسى الخشبية و«الأنتريه» و«الترابيزات» على اختلاف أحجامها، بالمفروشات وأقمشة الملابس، حتى يستشعر المحيطون بها بأن لها روحاً ودماً وتأثيراً إيجابياً على حالتهم النفسية عند الجلوس عليها أو النظر إليها باعتبارها تحفة فنية. أحد الأشكال الذى تجمع حوله عدد من زائرى المعرض ذلك الذى استخدم قفصاً خشبياً مصنوعاً من عسف النخل، والمتوافر بكثرة فى أسواق الريف، كصندوق للوسائد الصغيرة المعروفة ب«الخداديات»، كما كان مبهراً تلك «الترابيزة» التى تقوم قاعدتها على أربع أرجل كل واحدة منها «شيشة» المستخدمة فى تدخين المعسل. على جانب آخر يقف كرسى يجمع بين شغل الأرابيسك واللون الأبيض، وإلى جانبه كنبة خشبية مزينة بقطع قماش بألوان الخيامية، وشغل التريكو المصرى القديم. كما تمت الاستفادة من الكرسى الخشبى المستخدم بكثرة فى المقاهى المصرية، عن طريق تزيينه بألوان وأقشمة متنوعة وبجواره وقف «مانيكان» يرتدى فستاناً من نفس لون وأقشمة زينة الكرسى. كل هذه القطع الفنية وغيرها يمكن تصميمها بمنتهى السهولة وداخل المنزل، دون الحاجة إلى صنَّاع مهرة، حيث إن الخامات المستخدمة فى تحويل الأثاث إلى قطع فنية متوافرة بالأسواق ولا صعوبة فى العثور عليها، مثل الخيامية أو «شغل التريكو»، وهذه هى إحدى الرسائل المهمة التى أراد القائمون على المعرض توصيلها إلى الجمهور. يقول الدكتور نبيل بهجت، مدير بيت السحيمى، «شهد البيت إقبالا شديداً، منذ اليوم الأول للمعرض 3 يوليو، من المصريين والأجانب الذين جاءوا لمشاهدة الأثاث المعروض، والذى تنوع ما بين القديم والحديث، وكثافة الزائرين تأكيداً على نجاح فكرة المعرض». يقول ميشيل بشارة، أحد منظمى المعرض، معرض الأثاث معرض دولى يقام سنوياً بإيطاليا فى الفترة من 3 إلى 7 يونيو، وقد نجحنا هذا العام فى نقله إلى القاهرة، مع تطوير فكرته، بحيث يضم على الهامش أسبوع الموضة، كى نثبت للعالم أن لدينا مجموعة من المصممين الشباب يمتلكون موهبة فنية كبيرة، وذلك من خلال تصميم فستان وتنفيذه على الكرسى الخشبى والذى يعد رمزاً من رموز الفن المصرى القديم، والذى لايزال مستخدماً حتى اليوم فى المقاهى، وقد شارك فى هذه الاحتفالية الهامشية 20 مصمماً ومصممة، استخدموا خامات مصرية وتصاميم متنوعة مزجت بين الماضى والحاضر، فمنهم من استخدم الأقمشة، ومنهم من استخدام الصوف، فى حين استخدم آخرون الجلد والبلاستيك، والحُلى، وسيتم اختيار الأعمال الثلاثة الأفضل، وتنفيذ تلك التصميمات بمصنع مارى لويس بشارة، وستشارك بها فى المعارض الدولية الخاصة بالموضة والأزياء. سارة سعيد، واحدة من 20 مصصماً ومصممة تحكى عن تجربتها قائلة: «اختارنى أستاذى بكلية الفنون التطبيقية للمشاركة بالمعرض، والذى صممت خصيصاً له فستانين من الخامات المحلية، أحدهما يحمل طابع الخيامية بألوانها الزاهية الكثيرة، وآخر يحمل الطابع الكلاسيكى، وقمت بتنفيذهما على الكراسى الخشب، وعند تنفيذهما أضفت بعض الخامات من البيئة كالبلاستيك، وقطعاً من الأقمشة المنزلية المتبقية من بعض الفساتين، فى محاولة لإثبات إمكانية تدوير بعض المهملات واستخدامها فى التزيين والتجميل. سعيدة جداً بالمشاركة فى المعرض، لأنه يعتبر فرصة لى ولغيرى من الشباب الذى يجد بداخله موهبة فنية ولا يعرف لمن يتوجه، وأنصح كل الشباب الذى يمتلك موهبة أن ينميها ويطورها ولا يتوقف عن تعلم كل جديد فيها». يسرا وأمل وأميرة مدبولى، 3 فتيات من أسرة واحدة تمتلك كل واحدة منهن موهبة خاصة فى التصميم، شاركن فى المعرض بتصميم من واقع الحياة المصرية، مستخدمين فن الكروشيه، وتقول أمل: «نحن 4 أخوات تخرج اثنان منا فى كلية الفنون الجميلة، لكننا نشأنا على حب الأعمال اليدوية، خاصة فن الكروشيه، الذى كانت جدتى تستخدمه لتزيين الستائر والمفارش، فقررنا أن نصمم بعض الملابس ونزينها باستخدام الكروشيه وننفذ تصميماتنا فى إحدى الجمعيات الخيرية المهتمة بالأعمال اليدوية وتحديدا فن الكروشيه، ونتمنى أن يأتى اليوم الذى نمتلك فيه مدرسة خاصة بتعليم فن الكروشيه، لتطبيق كل تصميماتنا، وتنفيذ تصميمات جديدة ومبتكرة لغيرنا من المصممين العالميين».