الدلالة الوحيدة لذلك اللون الأحمر الذى اصطبغت به أتوبيسات النقل العام التى أطلقتها محافظة القاهرة منذ أيام، هى اشتعال المصادمات داخلها بين الركاب والسائقين والكمسارية، ليس بسبب سعر التذكرة الذى ارتفع فجأة إلى الجنيه، ولكن أيضاً لأسباب تتعلق بتعليمات أصدرتها الهيئة، وبقى على المحصلين والسائقين مواجهة الركاب بها وتنفيذها. أولى هذه التعليمات منع الاستثناءات لراكبى هذا الأتوبيس، فلا توجد نصف تذكرة للصحفيين كمثال، ولا إعفاء من التذكرة لأمناء الشرطة كمثال أيضاً، وهو ما كان سبباً فى اشتعال خناقات بين الكمسارية وركاب الأتوبيسات الحمراء، يحكى عنها أبوزياد: «يا فرحة ما تمت، صحيح الأتوبيسات الجديدة رحمتنا من أعطال ومشاكل الأتوبيسات القديمة، لكنها كانت مصدراً لمشاكل من نوع آخر مع الركاب، لأن أغلبهم اعترض على زيادة سعر التذكرة وأغلبهم أيضاً اعترض على منع الاستثناءات»، وأضاف: «الهيئة بتطلع منشورات والركاب بيطلعوا عنينا بسببها، كفاية يطلع أمين شرطة الأتوبيس ويرفض دفع التذكرة، ولما نحاول نجبره على دفعها، يبلطج ويقولنا: (لو مش عاجبكم اطلعوا على القسم)، وطبعاً فى القسم الشرطة هتظبطنا إحنا». طوال ال25 عاماً هى عمر سيد الكمسارى فى مهنته، زاد سعر التذكرة عشرة أضعافه من 10 قروش وحتى جنيه، مع كل زيادة يضطر سيد لتحمل النتيجة موضحاً: «إحنا خلاص أخدنا على كده.. أنا مسكت التذكرة أم 10 قروش وأم جنيه وفى النص دا يقوللى الله يخرب بيتكم.. والتانى يقوللى حرام عليك، وخلاص مبقاش قدامى غير إنى أسمع واسكت».