تواصل «المصرى اليوم» كشف تفاصيل جديدة فى واقعة التحاليل التى أجرتها مصلحة الكيمياء على الأصباغ المستخدمة فى ختم اللحوم، وثبوت أنها تحوى مادة «الميثيل» السامة داخل المجازر والمحظور تداولها دولياً، فتقدمت مديرية الطب البيطرى بالقاهرة ببلاغ إلى النيابة الإدارية بشأن هذه المواد فى الشحنة الثالثة التى وردتها شركة يونى كيم مصر، البالغ حجمها 2400 لتر، وتبين أن المديرية تعاقدت مع هذه الشركة منذ 17 نوفمبر الماضى لتوريد 30 ألف لتر، تكفى احتياجات جميع مجازر الجمهورية لمدة عام. وبدأت النيابة الإدارية، بإشراف المستشار سامية المتيم، نائب رئيس الهيئة، فى فحص البلاغ المقدم من الدكتورة عزة رمضان، مدير مديرية الطب البيطرى بالقاهرة، والمستندات المرفقة به، تمهيدا لاستدعاء المسؤولين فى المجارز لمعرفة مدى سلامة التعاقد وإجراءات التوريد، واستدعاء المسؤولين فى مديرية الطب البيطرى لسماع أقوالهم فى كيفية تحضير هذه الكميات من الكحول الخاص بختم اللحوم. وتبين أن مصلحة الطب البيطرى أعلنت فى يوليو الماضى عن مناقصة لتوريد 30 ألف لتر من كحول إيثيلى نقى بنسبة 95%، وأن شركات تقدمت إلى هذه المناقصة، ورسى العطاء على شركة يونى كيم. أفادت التحقيقات وبلاغات مديرية الطب البيطرى أن شركة يونى كيم مصر أرسلت شحنتين من أصباغ الأختام الحمراء، بعد تعاقدها مع مديرية الطب البيطرى فى 17 نوفمبر الماضى، وكان الاتفاق المبرم بين الشركة والطب البيطرى يقضى بتوريد 30 ألف لتر من الكحول الإيثيلى النقى بنسبة 95% إلى مديرية الطب البيطرى سنويا لتوزيعها على المجازر على مستوى الجمهورية. وأكد الدكتور مخلص الكردى مصلحة الكيمياء أن الأصباغ تحوى مادة كحول الميثيل المحرم استخدامه دوليا، وأن الدول الأوروبية تحظر استخدامها، وأنها غير صالحة للاستهلاك الآدمى، وتم إخطار المجازر بعدم استخدامها. وقالت الدكتورة عزة رمضان، مدير مديرية الطب البيطرى فى القاهرة، إنها تقدمت ببلاغ إلى النيابة الإدارية بعد تحليل العينة التى وردتها الشركة المتعاقد معها لتوريد كحول إيثيلى نقى، وأوضحت أنها عقب تلقى التقرير بأن الكحول المخصص لصبغ اللحوم يحتوى على مواد سامة، تحفظت المديرية على 1761 زجاجة كانت موجود فى المجزر الآلى بالبساتين، و283 زجاجة بنفسجى كانت موجودة أيضا، و3 براميل سعة كل منها 120 لترا، بالإضافة إلى التحفظ على جميع العبوات، وتشميع المخزن فى مجزر البساتين، وتحرر محضر لإثبات الحالة، وتم تحرير مذكرة بالواقعة إلى النيابة الإدارية بعد مراجعة الشؤون القانونية. وأضافت الدكتورة عزة إنها خاطبت مجزر سفاجا وطالبته باستعادة 25 زجاجة، وأشارت إلى أن المجزر أعاد 17 زجاجة من الخلطة الجديدة، أمس الأول، وأعاد 8 زجاجات أخرى من الخلطة القديمة، أمس، ولم يتم استعمال أى من هذه العبوات فى جميع مجازر الجمهورية. وأشارت إلى أن شركة يونى كيم مصر تعاقدت مع مديرية الطب البيطرى فى 17 نوفمبر 2009، بعد مناقصة تمت فى 27 يوليو 2009، من أجل توريد 30 ألف لتر كحول إيثيلى نقى بنسبة 95%، وأن هذه الكمية كافية لسد احتياجات المديريات والمجازر على مستوى الجمهورية لمدة سنة مالية، وأن شركة السكر للتقطير هى التى كانت تتولى التوريد قبلها، إلا أن شركة يونى كيم مصر قدمت أقل الأسعار، فرست عليها المناقصة، ووردت فى 22 نوفمبر 2009، و14 فبراير 2010، وكانت نتائج التحليل «جميلة»، على حد تعبيرها ، إلا أن الرسالة الأخيرة البالغ كميتها 2400 لتر، تم توريدها فى 18 و21 مارس الماضى، وطبقا لكراسة الشروط فى البند 10، يحق للمديرية إجراء التحليل على المواد المستلمة فى أى وقت، وبمجرد ظهور النتيجة تم وقف العمل بهذه المادة فى جميع مجاز مصر.