تواصل النيابة الإدارية تحقيقاتها فى سرية تامة فى البلاغ الذى قدمته الدكتورة عزة رمضان، مدير مديرية الطب البيطرى بالقاهرة، بشأن صفقة الأصباغ التى تستخدم فى ختم اللحوم داخل المجازر على مستوى الجمهورية، التى كشفت مصلحة الكيمياء عن أنها سامة وضارة بصحة الإنسان، وأن أوروبا تحظر استخدامها حتى فى المنظفات، بعد أن أثبتت التحاليل أنها تحتوى على الكحول الميثيلى، وهو مادة سامة ومحظور استخدامه دوليا. وطلبت المستشارة سامية المتيم، نائب رئيس الهيئة، سرعة إجراء التحقيقات، وجمع جميع مستندات التعاقد مع شركة يونى كيم مصر، وتاريخ تعاقدها مع مديرية الطب البيطرى، والتعاقدات السابقة مع شركة السكر للتقطير، وأسباب التعاقد مع هذه الشركة ومدى سلامة إجراءات التعاقد، فى الوقت الذى تفحص فيه النيابة أوراق الشحنتين اللتين وردتهما الشركة إلى المديرية. وقالت مصادر بهيئة النيابة الإدارية إن المستشار سمير البدوى، رئيس الهيئة، يتابع التحقيقات فى الواقعة، وإنه من المتوقع أن تنتقل النيابة لمعاينة المخزن، الذى تحفظت مديرية الطب البيطرى عليه، بالمجزر الآلى بالبساتين، كما ستفحص جميع العبوات، وستفحص أوراق ومستندات شحنات سابقة، وما إذا كانت الشحنات السابقة كان يتم إرسال عينات منها إلى مصلحة الكيمياء لتحليلها أم لا، وكذلك نتائج هذه التحاليل، وأضافت المصادر - التى طلبت عدم نشر أسمائها - أن هدف النيابة من المعاينة هو التوصل إلى المخالفات والمسؤولين عنها لتقديمهم إلى المحاكمة التأديبية. وكشفت مصادر بمديرية الطب البيطرى بالقاهرة عن أن المديرية بعد اكتشاف الواقعة طلبت كمية جديدة من شركة يونى كيم مصر لقرب نفاد الكميات الموجودة إذ كانت الشركة وردت 480 لتر كحول، وأنه تم تحليل سريع لهذه العينات فى مصلحة الكيمياء وكانت نتائجه سليمة. وقالت الدكتورة عزة رمضان، مدير مديرية الطب البيطرى، إن المديرية شكلت عدة لجان وتحفظت على الكميات السامة، وأنه لم يكن هناك من الخلطات القديمة سوى 12 زجاجة، وأنه بسبب قرب انتهاء الكميات، وتنفيذاً للتعاقد مع شركة يونى كيم مصر، فإن المديرية طلبت من الشركة توريد كميات أخرى من الكحول، وبالفعل وردت الشركة 480 لترا، ضمن التعاقد على توريد 30 ألف لتر كحول سنويا إلى مديرية الطب البيطرى بالقاهرة، وأنه حفاظاً على أرواح المواطنين فإن المديرية سحبت عينة من الكحول وأرسلتها إلى مصلحة الكيمياء التى أجرت التحليل بسرعة وتبين سلامة الكحول من أى مواد سامة، وقالت الدكتورة عزة إنها مضطرة للاستمرار مع نفس الشركة، حتى يونيو المقبل بسبب التعاقد، وإنها ستنهى التعاقد مع الشركة وستتعاقد مع شركة أخرى بمجرد انتهاء عقد الشركة عن طريق مناقصة يتم الإعلان عنها. وأشارت الدكتورة عزة إلى أن شركة يونى كيم مصر تعاقدت مع مديرية الطب البيطرى فى 17 نوفمبر 2009، بعد مناقصة فى 27 يوليو 2009، لتوريد 30 ألف لتر كحول إيثيلى نقى بنسبة 95%، وأن هذه الكمية كافية لسد احتياجات المديريات والمجازر على مستوى الجمهورية لمدة سنة مالية، وأن شركة السكر للتقطير هى التى كانت تتولى التوريد قبلها، إلا أن شركة يونى كيم مصر قدمت أقل الأسعار، فرست عليها المناقصة. وأكد الدكتور سعيد فودة، مدير الطب البيطرى بالبحر الأحمر، عدم استخدام أى من زجاجات الأصباغ السامة، التى تحتوى على مادة «الميثيل» المحظور تداولها، ولفت فودة إلى وجود احتياطى استراتيجى لأصباغ الأختام فى الغردقة وسفاجا وبقية مدن محافظة البحر الأحمر. وأكد الدكتور ماهر السبع، أستاذ الكيمياء بجامعة القاهرة، أن الكحول الميثيلى سام بالدرجة الأولى فى حالة تناوله بشكل مباشر، أما فى حالة استخدامه كمذيب جيد فإنه غير سام لأنه سريع التطاير عند درجة حرارة منخفضة، فى حين أن طهى اللحوم يستوجب نحو 100 درجة، ونوه بأنه إذا كانت الاصباغ نفسها سامة فإن ذلك شىء شديد الخطورة، لأن مفعول المادة يستمر لفترات طويلة ويدخل فى الطعام نفسه فى حالة الطهى.